القوى الاقتصادية الكبرى تتحد وتهدد بعزل ترامب
2016/12/30م
المقالات
2,760 زيارة
بسم الله الرحمن الرحيم
القوى الاقتصادية الكبرى تتحد وتهدد بعزل ترامب
نشرت صحيفة «البايس» الإسبانية تقريرًا؛ تحدثت فيه عن استعداد الدول الكبرى والدول المتقدمة اقتصاديًا لمرحلة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، مع التهديد الواضح للولايات المتحدة باللجوء للأمم المتحدة، في حال فكرت القيادة الأميركية الجديدة في عدم احترام الاتفاقيات الدولية، وتحديدًا في المجال الاقتصادي.
وقالت الصحيفة، في هذا التقرير، إن الدول الكبرى في العالم تنتظر بلهفة القرارات الاقتصادية التي سيعلنها ترامب، وهو ما بدا واضحًا أثناء قمة آسيا والمحيط الهادئ التي انعقدت في مدينة ليما، عاصمة جمهورية بيرو مؤخرًا. كما أصبحت هذه الدول تنظر في إمكانية خلق تحالفات جديدة تستثني الولايات المتحدة، إذا لم يلتزم الرئيس الجديد بقواعد وقوانين اللعبة الاقتصادية.
وذكرت الصحيفة أن هذه القمة جمعت البلدان التي تملك اقتصادات ضخمة مثل الصين، والولايات المتحدة، واليابان، وروسيا، وغيرها من البلدان المزدهرة مثل أُستراليا، والمكسيك وكولومبيا. ووفقا لذلك، فإنه من الواضح جدًا أن العالم يواجه تيارات مختلفة من الناحية الاقتصادية، تمثلها بلدان آسيا والولايات المتحدة وأميركا اللاتينية التي راهنت منذ سنوات على الالتزام بمزيد تحرير التجارة في العالم، وإعادة توزيع الأرباح بطريقة أفضل.
وأشارت الصحيفة إلى أن فوز ترامب والقبول بمخططاته الاقتصادية المستقبلية، بدأ في إثارة الشكوك حول طبيعة التحالفات الاقتصادية العالمية، وقواعد التجارة الحرة، خاصة في ظل غياب ترامب عن قمة ليما، ما يدل على بداية تشكل تحالف ضده والتفكير في مواصلة الطريق دونه. وهذا ما بدا أكثر وضوحًا من خلال اللقاءات الخاصة التي تهدف إلى توسيع اتفاقيات التجارة الحرة، حيث دعت الصين، المعروفة بالعملاق الآسيوي، إلى خلق اتفاق تجاري بديل على المستوى العالمي، وبذل مزيد من الجهد بالنسبة للدول الآسيوية لكسب مساحة كبرى في هذه المشاريع الاقتصادية.
وبينت الصحيفة أنه سيتم خلق المزيد من الفرص بالنسبة للشركات الصينية والأجنبية من أجل تبادل النمو والمشاركة في العولمة وتعزيز التنمية المشتركة، مع ضمان تقاسم ثمار التنمية وفقًا لآليات أفضل لإعادة التوزيع. وفي هذا الإطار، قال الرئيس الصيني شي جين بينغ: «دعونا نكبّر الكعكة ونوزعها بطريقة أفضل».
وأفادت الصحيفة أن الزعماء الذين حضروا القمة (باستثناء رئيس المكسيك) كانوا قد توجهوا برسالة إلى ترامب مفادها أنه إذا لم يحترم الاتفاقيات التجارية أو لم يسعَ إلى تنميتها؛ فسيتم إقصاؤه منها. وتحدثت الصحيفة عن الاتصالات السرية التي يقوم بها أوباما، تجنبًا للملاحظات المحرجة من الزعماء الآخرين أو معارضتهم لاحتمال توجه الولايات المتحدة نحو السياسة الحمائية.
الوعي: إن وصول ترامب لرئاسة أميركا واعتماده الخطاب الوطني والاقتصاد الحمائي يعني عمليًا مواجهة القوى الاقتصادية الكبرى، لا سيما الصين وأوروبا، ما يعني كذلك احتدام الصراع السياسي في العالم للاستئثار بثروات الضعفاء. فهل يعي المسلمون ذلك ويهبوا لإقامة دولة قادرة تمثلهم، تطبق شرعهم وتحميهم، وتحول دون أن يبقوا جزءًا من الكعكة التي تتصارع القوى الكبرى على اقتسامها والتهامها.
2016-12-30