تحية إلى أهل الجزائر
1992/01/25م
المقالات
2,715 زيارة
تهنئة من القلب إلى شعب الجزائر الكريم. نهنئكم لأنهكم تمسكتم بالاسلام ودُعاته، ونبذتم ما عداه. فبارك الله بكم وسدد خطاكم وكلل مساعيكم بالنصر العزيز.
فرنسا التي تتبجح أنها أم الثقافة والحضارة استعمرت بلدكم 130 عاماً توهمت أنها حولتكم عن إسلامكم إلى حضارتها، ولكنكم صفعتم وهمها وأثبتم لها وللعالم أصالة الإسلام ورسوخه فيكم.
انتخابات الولايات والبلديات عندكم قبل عام ونصف (12/06/90) كشفت عمق الإسلام في نفوسكم، وجاءت الانتخابات النيابية الآن (26/12/91) لتزيد هذه الحقيقة رسوخاً.
ونحن نعلم أن هذا ليس واقع أهل الجزائر وحدهم بل هو واقع الشعوب الإسلامية في كل مكان. فلو أيتح للمسلمين في أي قطر إسلامي أن يعبروا عن اختيارهم بحرية بين الإسلام أو غيره من الأنظمة لاختاروا الإسلام كما اخترتم أنتم الإسلام. ونحن نعلم أن المسلمين في كل مكان لن يستسلموا طويلاً للقهر، بل سيحطمون القيود، ويطيحون بأنظمة الكفر، ويرفعون راية الخلافة الإسلامية الراشدة.
لقد فرح المسلمون في كل مكان. بموقف اخوانهم في الجزائر إلى جانب الإسلام. ولا عجب فالمسلمون أمة واحدة وجسد واحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمّى والسهر، إذا تعافى عضو عمّت عافيته سائر الجسد.
وإذا كان قسم من أبناء المسلمين قد تأثروا بقيم الغرب وأفكاره وانضبعوا به، فإنا ندعو الله لهم أن يعودوا إلى حقيقتهم، إلى دينهم، إلى أمتهم، إلى المَحَجّةِ البيضاء. قال رسول الله ﷺ: «تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيع غنها إلا هالك».
ونحث المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها أن ينصروا اخوانهم المسلمين في الجزائر، فما يفعله مسلمو الجزائر في خدمة الإسلام لإقامة دولته وتطبيق شريعته هو خدمة ونفع للأمة الإسلامية جميعاً. عليهم نصرتهم بالنصيحة والتأييد باللسان والإعلام، ورفع شعارات الدعم بالبرقيات والمهرجانات والمسيرات والكتابات، والمساعدة الاقتصادية والمالية، ودفع المتآمرين عليهم وكشف مكائدهم.
ونقول لاخواننا مسلمي الجزائر: إن النجاح في الانتخابات هو بداية الطريق لإقامة الحكم الاسلامي وليس نهاية المطاف. قد تنجحون في الانتخابات ولا يسمح لكم الكفار وصنائعهم أن تتسلموا الحكم. وقد يسلمونكم جزءاً من الحكم ويبقى الجانب الأهم بأيديهم. فعليكم أن لا تقبلوا بالقشور عن اللباب، وأن لا تقنعوا بجزءٍ عن الكل، وعليكم أن تقبلوا بالنصائح التي يقدمها الشياطين وأعوانهم.
نحن نعلم أن المسيرة شاقة وأنكم ما زلتم في أولها، ونعلم أن النفس تميل للأخذ بالأسله ولو قدمت التنازلات، ولكن احذورا من النفس الأمارة بالسوء، واحذروا من الانحراف أو الانزلاق، وكونوا دائماً مع الله يكن الله معكم. وتمسكوا بكتاب الله وسنة رسوله وعضوا عليها بالنواجذ.
1992-01-25