الأزهر والنظام: الصورة والأصل
1993/09/09م
المقالات
1,837 زيارة
صحفي في القاهرة كتب ما يلي:
«بدأت بعض الجهات والمؤسسات الدينية الرسمية والشرعية والفقهية ووزارة الأوقاف بإعداد خطة جديدة للمساهمة في «الحملة القومية لمكافحة الإرهاب». والدور الجديد للأزهر ووزارة الأوقاف والجمعيات الشرعية والرسمية والذي بدأت تظهر ملامحه في:
1- الدخول في جدل غير مباشر مع أيديولوجيات الجماعات المتطرفة وتفنيدها…
2- القيام بجولات وقيادة قوافل للتوعية ونشر الدعوة في المناطق التي شهدت تدهوراً أمنياً خطيراً خصوصاً في محافظات الصعيد.
3- الرد على اتهامات قادة الجماعات المتطرفة الموجهة إلى القيادة السياسية والحكومة…
وفي إطار الرد هناك بحوث ودراسات عن مشكلة التطرف يعدها كبار العلماء [علماء السلطة] والخبراء المتخصصين لتوزع مجاناً من أجل وصول (الفكر الصحيح!) للشبان ووقف حملات التشويش وغزو العقول التي تنفذها الجماعات المتطرفة!
وأحدث هذه الدراسات دراسة أعدها أخيراً شيخ الجامع الأزهر الدكتور جاد الحق علي جاد الحق بعنوان «التطرف الديني وأبعاده أمنياً وسياسياً واجتماعياً» تضمنت عرضاً تفصيلياً لهذه الظاهرة وأسباب نموها وانتشارها وخورتها على المجتمع، ووسائل القضاء عليها من خلال العلماء.
ويحدد الأزهر في دراسته «آفاق التطرف والإرهاب» موضحاً أنه يجب التركيز عليهما من خلال مواجهة التطرف الفكري عموماً. ويقدم تعريفاً للتطرف الديني هو «سوء الفهم للنصوص»…
ويرى شيخ الأزهر أن السبب المباشر لظاهرة التطرف الديني هو الفراغ الديني الواضح في مناهج التعليم في مراحله المختلفة؛ وفي البيت، وفي الحياة الاجتماعية عموماً ويعزو ذلك إلى تيارات ونزعات مختلفة في العالم الإسلامي تسمح بعودة آراء فقهية لا تعتمد على دليل ملزم».
كلام المراسل ليس بحاجة إلى تعليق، لكن التساؤلات التي ترد في الذهن هي: هل سمع الأزهر بمحنة المسلمين في الصومال والاحتلال الأميركي لها؟! وهل سمع الأزهر بمذابح البوسنة وضياع القسم الأكبر من أراضي المسلمين هناك وتشريد مئات الآلاف منهم وترويعهم وهتك أعراضهم؟! هل سمع الأزهر أن مسلمي العراق لا زالوا في حالة حصار مفروض من قبل أميركا وأعوانها؟ أم تراه يظن أن ما يسميهم بالمتطرفين هم وراء محن المسلمين في فلسطين ولبنان وكشمير وطاجيكستان وأذربيجان… الخ؟.
1993-09-09