أين الرجال؟!
1993/07/09م
المقالات
1,942 زيارة
أميركا تقوم بضرب المدنيين من مسلمي الصومال بالطائرات، وقوات ما يسمى بالأمم المتحدة تطلق النار على المتظاهرين من النساء والأطفال فتقتل وتجرح العشرات، ثم تقوم أميركا باستصدار قرار من مجلس الأمن (الدمية الأميركية) يطالب بإلقاء القبض على الزعيم الصومال محمد فارح عيديد لمحاكمته لأنه «ارتكب جرائم بحق البشرية» على حد زعمهم.
يا لطيف، يا ستار محمد فارح عيديد يهدد البشرية، من يصدّق؟ وعلى العالم أن يتدارك نفسه قبل فوات الأوان!
محمد فارح عيديد وراء الحرائق العسكرية في الصومال والسودان والصحراء الغربية وكشمير وأفغانستان وأذربيجان وطاجيكستان ومصر والجزائر وهو أيضاً وراء حصار العراق وليبيا وهو وراء التلاعب بأسعار النفط وأسعار العملات والانهيار الاقتصادي في كثير من الدول، حقاً إنه أسطورة هذا الرجل الفرد، بل لعله أقوى من أميركا بجيشها وسلاحها ودولاراتها!.
أما المساكين اليهود فهم ضحية نظرات المسلمين المريبة وعلى المسلمين أن يغيّروا نظراتهم التي تحمل الكره أو الشك بحيث تصبح نظراتهم تعبّر عن براءة ومودّة كبراءة أطفال غزة.
أما الصرب وزعيمهم سلوبودان ميلوسيفيتش فهم أكثر براءة من اليهود ولم يلطّخوا أيديهم بدم أي مسلم، ولم يغتصبوا أية امرأة، ولم يقصفوا المدن والمدنيين ولم يحتجزوا مئات الآلاف في معتقلات جماعية، ولم يهجرّوا مئات الآلاف من ديارهم، فالصرب مساكين لذلك قررت الأمم المتحدة إبقاء حظر السلاح عن مسلمي البوسنة قائماً حتى لا يقوم سكان البوسنة بإيذاء هؤلاء المساكين.
غريب ومضحك قانون الغاب هذا الذي تتزعمه أميركا، وإنها لوقاحة ما بعدها وقاحة. بئست هذه الأمم المتحدة ومجلسها الأميركي، ويا ذلك كل من يصغي إلى قراراهم، وقديماً قال الشاعر:
ما كانت الحسناء تكشفُ سِتْرها لَوْ أَنّ في هذي الجموعِ رجالاً
1993-07-09