دعاء القدس
1993/06/09م
المقالات
2,098 زيارة
إخوتي الكرام…
أنا فتاة من مدينة قلقيلية في الضفة الغربية في الصف الثانوي الثاني، أتابع مجلتكم دائماً… مجلة «الوعي»… وقد قررت أن أرسل لكم بعض القصائد التي كتبتها، فأتمنّى أن تنال إعجابكم وأن أكون قد بلّغت فيها رسالتي التي لا أستطيع أن أتوانى عن تبليغها أبداً، فهذه بعض قصائدي الشعرية بين أيديكم.
(زهرة المدائن)
دعاء القدس
دعينا نذوقُ صنوفَ العذابْ
.
|
|
فها قد خسرنا الرضى والثوابْ
.
|
أيا قدسُ هلاّ بنيتِ لنا
.
|
|
مشانقَ تعلو عليها الرقابْ
.
|
فقد جاء يومٌ كشفتِ به
.
|
|
ستارَ الظلامِ فزالَ الضبابْ
.
|
مضيْنا لِنظفر دربَ الهُدى
.
|
|
فخلنا بأنَّ الطريق سرابْ
.
|
فيا لَلحقيقة كم بدّدتْ
.
|
|
عروشاً تعالتْ وراء السَّحابْ
.
|
قلوبٌ كما السيفُ في حَدِّهِ
.
|
|
ولكنها لا تَطول الذئابْ
.
|
تُمزقُ دوماً بأجسادنا
.
|
|
لتُبعد عنا ضياء الصوابْ
.
|
فصبراً على الجرح يا أمتي
.
|
|
لكي يعلموا أننا لا نهابْ
.
|
ألم يُدركوا أننا إخوةٌ
.
|
|
وسهلٌ علينا تحدي الصعابْ
.
|
ففي القلب نارٌ ستُكوى بها
.
|
|
جسوم العدى ولَبئس المآبْ
.
|
وهذي العيون تفيض دماً
.
|
|
ليرحمها الله يوم الحسابْ
.
|
سَنُلقي القيود لنكسرَها
.
|
|
ونُهدي النفوس معاً كاحتسابْ
.
|
إلهي فأنت العليم بنا
.
|
|
فهوّنْ علينا إلهي العقابْ
.
|
آهات من الأعماق
القدس تَصرخُ والظلام مُخيّمُ
.
|
|
والأرض في إثر الشهادةِ تَنْقمُ
.
|
بتراب أقصانا دماءٌ قد شَفت
.
|
|
كل الجروح كأنما هي بلْسَمُ
.
|
آهٍ صلاحَ الدين من ظلم الورى
.
|
|
هم فجّروا في القلب ناراً تُضْرَمُ
.
|
جعلوا الخيانة والتفاوض مَنهَجاً
.
|
|
واستبدلوا بالنور درباً يُظلِمُ
.
|
لو كانت الأقوام تشهد ما جرى
.
|
|
لاستيقن الأحرار أنّا نُعدَمُ
.
|
ولصار دمعُ العين سيلاً جارياً
.
|
|
يرمي جموعَ البغي حتى يُهزَموا
.
|
عشقتْ نفوسُ الشعب عيشاً آمناً
.
|
|
خالت بأنَّ النصر شيءٌ يُرسَمُ
.
|
يا أمةَ القرآن هيا فانهضي
.
|
|
دربُ الهدى منذُ الصباح سَيبْسِمُ
.
|
إن تجعلي الإيمان يُروي غرْسَنا
.
|
|
فلسوف نحيا كالزهورِ وننعَمُ
.
|
بالمجد نكتب غايةً لمسيرنا
.
|
|
لحنُ الجهاد به الطريقُ سَتُخْتَمُ
.
|
يا حاملاً غُصنَ السلامِ بعزةٍ
.
|
|
بالدين جيش الكفر سوف تُحطِّمُ
.
|
فاعلمْ بأنّ النصر يأتي عندما
.
|
|
ترجعُ لشرع الله فهو الأعظمُ
.
|
نورٌ في الظلام
أيا نفحةَ الحق لا تذهبي
.
|
|
وكأسَ المذلةِ لا تشربي
.
|
وداوي النفوس التي حاربها
.
|
|
جهالةُ قومٍ بلا مذهبِ
.
|
أباحوا المحارمَ في أرضنا
.
|
|
فعاث الكلابُ بمسرى النبي
.
|
ألم تعلمي يا أُسودَ الفدى
.
|
|
بأنكِ إن لم تَعي تُغلبي
.
|
وأن القداسةَ لا ترتقي
.
|
|
بلا تضحيات فلا تَرْقُبي
.
|
ودُكّي مهانةَ كلِّ امرءٍ
.
|
|
يُطالب بالصلح، ولا ترهبي
.
|
وإن أنتِ شئتِ فهيّا بنا
.
|
|
لنمحو عاراً فذا مطلبي
.
|
فهيّا بعزم نحيط العدى
.
|
|
وباسم الإله فلن تُسلبي
.
|
فيا ربِ باركْ لنا دينَنا
.
|
|
ليسطع كالبدر في المغربِ
.
|
أنا القدس لا أبتغي غيرها(1)
.
|
|
إعادة أرضي من الأجنبي
.
|
فلا الكفر يهدم لي منبراً
.
|
|
ولا الظلم يطغى على كوكبي
.
|
(1) بل نبتغي تحرير جميع ما هو مغتصب من أرض الإسلام وليس القدس فقط. ونبتغي إعادة الخلافة الراشدة وحمل الرسالة إلى العالم: (الوعي).
1993-06-09