ألمجدُ أُغنيَةٌ على فمِ مُنشِدِ
.
|
|
والأرضُ مشرقةٌ بنور مُحمّدِ
.
|
والشمسُ خافضةُ الجبينِ مهابَةً
.
|
|
تفضي خشوعاً ي جلال المولِدِ
.
|
والقُبّةُ الزرقاءُ رُصِّع نحرُها
.
|
|
بنظامِ عِقدٍ كالجُمان منضَّدِ
.
|
وبطاحُ مكةَ تزدهي، فرمالها
.
|
|
من فضةٍ وصخورُها من عَسْجَدِ
.
|
أيُّ المشاعل في السماء تألّقْت
.
|
|
في جوف هذا الحالكِ المتلبِّد
.
|
أي الغمائم تحمل السُّقيا إلى
.
|
|
صحراءِ هذا العالَمِ الشاكي الصَّدي
.
|
أي البشائر تملأُ الدنيا، فما
.
|
|
في الكون غيرُ مُصفِّقٍ ومغرِّدِ
.
|
|
¯¯¯
|
|
وقفَ الزمانُ وقد ترجَلَ ركبُه
.
|
|
يستنبئُ التاريخَ عن صُحُف الغدِ
.
|
يا أيها التاريخُ ماذا تَلبَسُ الْـ
.
|
|
أيّامُ مِنْ حُلَلِ الفَخَارِ وترتدِي
.
|
ماذا من النبعِ العظيم تخط في
.
|
|
سِفرٍ على لوح الخلود مُخلَّدِ؟
.
|
ماذا تفجر من جوانب زمزم
.
|
|
من كوكب الفردوس عذب المَوْرِدِ؟
.
|
ماذا بأنحاءِ الجزيرةِ مِنْ صدى
.
|
|
هذا الأذانِ الصادحِ المتردّدِ؟
.
|
ماذا بمكة؟ قيل: فجرُ رسالةٍ
.
|
|
شمّاءَ قد لَطمتْ جبينَ الفرقدِ
.
|
ما عاد للشيطان فيها صولةٌ
.
|
|
وانهارَ باطنُ كيده المتمرّدِ
.
|
والجاهليةُ نُكِّستْ أوثانُها
.
|
|
واهتزَّ عابدُها أَمام المعبَدِ
.
|
وتوقّدَ المصباحُ في مِشكاتِه
.
|
|
والغارُ منتظرٌ كريمَ الموعِدِ
.
|
والوحيُ والروحُ الأمينُ يَزِفُّهُ الْـ
.
|
|
بُشْرى على قلب الأمينِ السيّدِ
.
|
والصبحُ أنّى سِرْتَ يزهو باسماً
.
|
|
جَذِلاً يُكحِّلُ كلَّ جَفْنَ أرمدِ
.
|
ونداءُ ربِ العرش يُحيي أنْفُسنا
.
|
|
موتى ويفتحُ كلَّ سمعٍ موصَدِ
.
|
والليلُ مُنهزِمُ الدُّجى يجتاحهُ
.
|
|
بزحوفة هذا الضياءُ السرمدي
.
|
|
¯¯¯
|
|
مالي أرى آفاقَ هذا النور قد
.
|
|
مُدّتْ لتكشفَ كلَّ داجٍ أَربدِ
.
|
وبطاحُ طَيْبَةَ ترقبُ المختارَ في
.
|
|
يومٍ على عرش الزمان مسوَّدِ
.
|
يومٌ يُطِلُّ به الأمين فشمسُهُ
.
|
|
بضيائها الهادي تروح وتغتدي
.
|
والنخلُ زاهي الطلْعِ، في سعفاته
.
|
|
طَرَبٌ وشوْقٌ، باسِمُ اللُّقْيانَدِي
.
|
والطيرُ بين مُرَفْرِفٍ ومُغَرّد
.
|
|
والروْضُ بين منوَّر وموَرَّدِ
.
|
وكتائبُ الأنصارِ صفاً واحداً
.
|
|
مُتعانقينَ، وكان غيرَ موحَّدِ
.
|
وَلّى بُعاثٌ واطمأنّ برَبْعِها
.
|
|
بالأمنِ كلُّ مروَّعٍ ومسهَّدِ
.
|
وأوى لظل الله كلُّ منغَّضٍ
.
|
|
هجرَ الشقاءَ، وثابَ كلُّ مشرَّدِ
.
|
ومُهاجرونَ إلى الجهاد تسابقوا
.
|
|
من كل فادٍ بالدماء ومُغْتَدي
.
|
ساحاتُ بدرٍ أشرقتْ بسيوفهمْ
.
|
|
بدمٍ تألقَ كالسراجِ الموقَدش
.
|
وترابُ أُحْدٍ ضَمَّ حمزةَ سيّدَ الـ
.
|
|
شُهداءِ لمّا نالَ أكرمَ مَشْهَدِ
.
|
ونسيبةٌ تغشى الوغى بمهندٍ
.
|
|
في الحرب ماضي الشفرتين مزرَّدِ
.
|
تحمي النبيَّ بصدرها وَبِحَدِّهِ
.
|
|
ضرباً وتَلْطِمُ كلَّ باغٍ معتدي
.
|
لما تَقَحَّمَ مُصعبٌ غمراتِها
.
|
|
خُضرَتْ يداه وعزمُه لم يُخضَدِ
.
|
ينقضُّ والسيفُ المجاهدُ في يدٍ
.
|
|
يُرْدي الفوارسَ واللواءُ على يدِ
.
|
يا للشهادةِ كم سما لمقامِها
.
|
|
مُتعجّلٌ، عن ركبها لم يَقْعُدِ
.
|
شوقاً رمى تَمَراته من كفّهِ
.
|
|
ومضى على الصهوات غيرَ موسَّدِ
.
|
كم من عَروسٍ غادرَ البيتَ الذي
.
|
|
ألفى به ذاتَ الوشاحِ الأغيدِ
.
|
ومضى لتغسله الملائكةُ التي
.
|
|
شهدتْ له في الخُلْدِ أرفعَ مقعدِ
.
|
وَفَمٍ خَبَتْ أنفاسُه ولهاتُه
.
|
|
ظمأى، وجرحٍ سالَ غيرَ مضمَّدِ
.
|
ليكون مِسْكاً والشهيد مُنَعَّمٌ
.
|
|
بعبيره المتضوِّعِ المتجدّدِ
.
|
وتتابعت أيامُها عِزّاً وما
.
|
|
فيهنَ غيرُ معظَّمٍ وممجَّدِ
.
|
فالفرسُ والرومانُ والظلمُ الذي
.
|
|
كادوهُ ديسَ بحافرٍ ومهنَّدِ
.
|
رهبانُ قيصرَ حُطمّتْ طلبانُهمْ
.
|
|
وانقادَ كلُّ مُعاندٍ ومعربدِ
.
|
والعرشُ والإيوانُ دُكَّ وأُخمدتْ
.
|
|
نارُ المجوسِ ومادَ صرحُ السَؤدَدِ
.
|
|
¯¯¯
|
|
يا جندَ خير المرسَلين وحزبَهُ
.
|
|
يا ذِروة الشرفِ الأعزِ الأَمْجَدِ
.
|
تَفْنى العصورُ ولم تزل عَزَماتكمْ
.
|
|
طوْداً رفيع الهام لم يتأوّدِ
.
|
يا من غرستمْ للشهادةِ جَنّةً
.
|
|
تُغني الوجودَ وكنزُها لم ينفَدِ
.
|
ورفعتمُ للسائرينَ منارةً
.
|
|
زهراءَ يُبصرُها الشريدُ فيهتدي
.
|
هلاّ أعرتمْ ليلَنا وَمْضاً مِنَ الـ
.
|
|
نورِ الذي أفقكمْ لم يُخْمَدِ
.
|
هلاّ بَعَثْتُمْ في العروق دماءَها
.
|
|
نَبْضاً فيسري في العظام الهُمَّدِ
.
|
هلاَ يعودُ النقْعُ من ميدانه
.
|
|
عِطْراً على سَنن الجهاد الأرشَدِ
.
|
هلاَ تعودَ اليقطةُ الكبرى أبيةً
.
|
|
لحسامنا الصّدِيءِ الذليل المغْمَدِ
.
|
ويثورُ غزمٌ مِنْ بطولةِ خالدٍ
.
|
|
في عزمنا الواهي الكليلِ المُقْعَدِ
.
|
|
¯¯¯
|
|
يا نفحةً مُدْنِيَّةَ البُشرى إلى
.
|
|
سعدٍ بأغلالِ الطغاة مصفَّدِ
.
|
طيري بأجنحةِ البُراق وأمطري
.
|
|
غيْثَ الإباء على قِباب المسجِدِ
.
|
مُدّي حبالَ العروة الوثقى إلى
.
|
|
هذا القطيع الخائر المستعبَدِ
.
|
يا صيحةَ الفاروقِ مَزّقَ صوتها
.
|
|
حُجُبَ الغيوبِ توقّدي وتردّدي
.
|
ليفوزَ ساريةٌ وينجوَ جيشُه
.
|
|
مِمّا أعدَّ له العدوُّ بمرصدِ
.
|
صَدَقوا فأَذْعَنَ كلُّ صعبٍ جامحٍ
.
|
|
طوعاً وذُلل كلُّ صخرٍ جلمدِ
.
|
للنصر عُبّدَ بالجهاد سبيلُهمْ
.
|
|
وسبيلنا للنصر غيرُ معبَّدِ
.
|
يا عصرَنا الذهبيّ أين حُماتهُ
.
|
|
من كلِّ حُرٍّ باسلٍ أو مُنْجِدِ
.
|
عصرٌ يجدِّدُ للعصورِ شبابَها
.
|
|
في كل قلبٍ ماثلٌ لم يُفقَدِ
.
|
يا أيها الأقصى أما في الأفق من
.
|
|
رَشَدٍ أما في الأرض من مسترشدِ؟
.
|
فغداً سينطلقُ الأذانُ، وأُمّتي
.
|
|
ستعودُ بعد هزيمةٍ وتَشرُّدِ
.
|
وتَرِفُّ أجنحةُ البُراقِ بأُفْقِهِ
.
|
|
ويُطِلُّ بالبشرى جبينُ محمّدِ r
.
|
|
|
|
|
|