معنى الاستقلال
1994/11/30م
المقالات
3,777 زيارة
احتفل لبنان في 22 تشرين الثاني بما يسميه «عيد الاستقلال». واحتفلت عُمان في 19 تشرين الثاني بما تسميه أيضاً «عيد الاستقلال». وكل دولة من دول العالم جعلت لنفسها يوماً للاستقلال.
ونريد إعطاء الملاحظات التالية في هذا الشأن:
1- إذا كان عدّوي يحكمني وتخلّصت منه فإن هذا الاستقلال له قيمة واعتبار. أما إذا كان الأمر تخلّصاً من أمتي وشعبي وأخواني فإن الأولى أن نطلق عليه «التفرّق» و«التمزّق» و«الاختلاف» وليس «الاستقلال». حاولت جماعات في لبنان أن «تنفصل» وتقيم لها كياناً على جزءٍ من لبنان، ولو نجحت لاتخذت يوماً سمته «يوم الاستقلال» ولصارت تحتفل به.
2- العرب الآن 22 دولية، والمسلمون 53 دويلة. وكل دويلة تفاخر وتحتفل بيوم استقلالها. ولو عَقَلَ هؤلاء لاتخذوا ذلك اليوم «يوم حُزْنٍ» لأنه يوم تمزيق للأمة، وتقطيع للبلاد، وتفريق للشمل: وقد قام أعداء الأمة الإسلامية بعملية التمزيق هذه ليسهل عليهم التحكم بها واستعمارها على قاعدة «فَرَّقْ تَسُدْ».
3- «الاستقلال» عن العدو أو التخلص من سيطرته ونفوذه، لا تكون بالتخلص من شخصه فقط، بل بالتخلّص من كل مساوئه. الاستعمار هو فرض السيطرة السياسية والعسكرية والاقتصادية والفكرية من أجل الاستغلال. والاستقلال هو التخلص من كل هذه الآفات.
4- كثير من الدول تحتفل بما تسميه «يوم الاستقلال» وهي غير مستقلة ولا تشعر بالاستقلال، ولكنها تخدع نفسها وتقلّد الدول الأخرى مجرد تقليد. وإلا فما معنى العروض العسكرية في الوقت الذي يحتل فيه العدو قسماً كبيراً من أرض البلاد (كما هو حال احتلال اليهود لأرض لبنان)، وما معنى تقبل التهاني وإقامة الاحتفالات في داخل البلد وفي السفارات خارج البلد؟!
5- في الشرع الإسلامي لا يوجد اسمه «عيد الاستقلال» أو ما شاكل ذلك من التسميات الدخيلة. الله سبحانه شرع «عيد الفطر» و«عيد الأضحى» ولا يوجد للمسلمين أعياد غير هذه. وإذا كان (علماء؟) المسلمين ومن يتسلمون مراكز الإفتاء يهنئون حكام (العلمانية) بأعياد (التمزّق) فلأنه نسوا أو تناسوا أن ما يفعلونه هو من المحرّمات ¨
1994-11-30