كلمة أخيرة: معهد (إسلامي) في باريس وصيغة جديدة للاسلام!
1992/05/28م
المقالات
1,969 زيارة
نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» مقالاً مثيراً بتاريخ 24/01/1992 والمقال بعنوان: «صيغة جديدة للاسلام قد تساعد المسلمين على التعايش في أوروبا». يرى كاتب المقال أن أوروبا باتت تحسب حساباً للمسلمين المتواجدين على أراضيها ومن الصعب جعل المسلمين يندمجون في الحياة الأوروبية. لذا فالحل المقترح هو تقديم صيغة جديدة للاسلام تمكن المسلمين من الاندماج في الحياة الأوروبية. ومن أجل تحقيق هذا الغرض تم تأسيس معهد في باريس لتخريج «الأئمة» و«الوعاظ» الذين درسوا هذا «الإسلام الجديد». ويدرس في المعهد الآن 13 طالباً (11 من فرناسن و 4 من بولندا) كلّهم مولودون في أوروبا. وحسب ما ذكره زهير محمود مدير المعهد فإنهم يعملون لهذا منذ زمن. ويزعم أحمد بن منصور سكرتير الاتحاد العام للمنظمات الاسلامية في أوروبا بأن المسلمين المولودين في أوروبا ظلوا منعزلين عن المجتمع ويشعرون بأن المجتمع يرفضهم ممّا أدى إلى خلق أزمة هوية عندهم فانطلقوا نحو الدين لاثبات هويتهم! وكأن تمسك المسلم بالاسلام أمر مستغرب عند من يحمل هذا الاسلام الاسلامي «أحمد بن منصور» لماذا لا يكون تمسك هؤلاء الشباب نابعاً عن ارداك منهم بصحة الاسلام؟ ولماذا يكثر الحديث عن أزمة الهوية؟.
ويمضي بن منصور قائلاً: أن العلماء الفارين من العالم العربي يعرفون الاسلام ولكنهم لا يعرفون أوروبا ولا يفهمون المجتمع العلماني ولا يدركون فصل الدين عن السياسة. لذا فنحن بحاجة إلى «اسلام جديد معتدل» حسب زعم بن منصور الذي يمضي ويقول: «من ناحية دينية أن هذا الأمر لا يتطلب التنازل عن أي شيء فيما يتعلق بالجزء الفردي في الاسلام، أما الجزء الاجتماعي فيجب تغييره! لم تعد العقوبات مناسبة كما ذكرت في القرآن. يجب أن نقبل العلمانية وغير ذلك».
هذا بعض ممّا ورد في مقال «نيويورك تايمز». لقد وردت أنباء أخرى ذكرت أن السعودية موّلت معهداً عربياً في باريس، ويبدو أن الأنباء تشير إلى أن هذا المعهد وهذا يضع على عاتق المسلمين المقيمين في الغرب عبئاً مضاعفاً: فعليهم فهم الاسلام من جهة وعليهم أيضاً الوعي على هذه المحاولات الهدامة من جهة أخرى. إن خطر هؤلاء لهو أشد من خطر القاديانية والشيوعية والذين رفعوا راية الالحاد علناً، إن الأجيال القادمة من المسلمين في أوروبا ستجد نفسها طبيعياً تتلقى الاسلام عن خريجي المعهد المذكور (الذي يتوقع أن يخرج خمسين طالباً سنوياً وهو رقم عال). وبالتالي سيجري ابعاد المسلمين عن الاسلام مع الظن أن هذا هو الاسلام. وهذا سيخلق هوّة بين المهاجرين والمولودين في الغرب، وستكثر عبارات: «تتغير الظروف». «نعيش في بيئة مخالفة لبيئة العالم الاسلامي». «واقعنا مختلف» وسيكثر الاستدلال الخطأ بقاعدة: «لا ينكر تغير الأحكام بتغير الأزمان» وهي قاعدة بحد ذاتها خطأ.
لذا على المسلمين بشكل عام وحملة دعوة الاسلام بشكل خاص الانتباه لهذا والتصدي لمحاولات الهدم بكل قوة وجدّ ووعي، موقنين بأن الله تعال تكفل بحفظ هذا الدين من أيدي العابثين أمثال هؤلاء الأقزام القائمين على هذا المعهد المشبوه (معهد ضرار) وأمثالهم من المتصدرين لقيادة المسلمين في أوروبا بموجب منهاج يرضي الغربيين.
فعلى هؤلاء وأمثالهم أن يعودوا لسلوك المحجّة البيضاء التي لا يزيغ عنها إلا هالك، وليتذكروا قوله تعالى: ]يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ @ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ[ □
1992-05-28