بيارق الخلافة
2016/10/30م
المقالات
2,423 زيارة
بيارق الخلافة
الشاعر: أيمن القادري
بمناسبة 3 آذار – ذكرى هدم الخلافة سنة 1924م
يا بارقاتُ أَطلّي سُلّي سيوفَك، سُلِّي
ويا بيارقُ هيّا، فالنارُ في الجُرحِ تَغلي
وكلُّ ثغرٍ ينادي: عودي بشِرعِة عدْلِ
عودي خلافةَ حقِّ تُعطي القرارَ وتملي
عودي على نهجِ طه وبدِّدي ظُلْمَ ليلي
أبكي دماً يرتمي في خدِّ محزون أما الدموعُ فجفَّت وهْيَ تُنسيني
مَنْ يصفَعُ الكفرَ؟ من للجرحِ يُسعفُه؟ من يثأر اليومَ للأعراضِ والدينِ؟
“أَوّاهُ”… يا صرخةً نكراءَ أُطلقُها مِن ثغرِ مَيْتٍ ولكنْ غيرِ مدفونِ
أوّاه… هل تشهدُ العينان بارقةٌ من الخلافةِ تحيا… ثمَّ تُحييني
يا بارقاتُ أطلّي سُلّي سيوفَك سُلّي
ويا بيارقُ هيّا فالنارُ في الجُرحِ تغلي
“بيريزُ” يطلبُ عِجْلَ السامريِّ لهُ ليخدعَ العُرْبَ في سلمٍ وتَوطينِ
“شيراك” يَحْلُمُ في تمزيق مُصحَفنا وهَمُّ “مِيْجُرَ” تأرٌ من “قلاوونِ”
و”كْلِنْتُنُ” اليومَ أمسى جوفُه ظَمِئاً ورَيُّه بئرُ (مازوتٍ) و(بنزينِ)
متى أراهم عبيداً في خلافتنا؟ أ جزيةٌ منهُمُ تُجْبَى لمسكينِ؟
يا بارقاتُ أطلّي سُلّي سيوفَك سُلّي
ويا بيارقُ هيّا فالنارُ في الجُرحِ تغلي
أوراقُ “حمزةَ” و”القعقاعِ” قد طُوِيَتْ والناسُ قد نسيتْ أمجادَ “حِطّينِ”
لم يبقَ في البالِ من ماضي وقائعنا ذكرى سوى “أُحُدٍ” تبكي… وتبكيني
المسلمون: قتيلٌ أو أسيرُ عدى أ هاربٌ أو شبيهٌ بالمساجينِ
ومن نجا – عَرَضاً – من سيفِ حاكِمِه يدنَّي العرضُ منه فَهْو في الطين
يا بارقاتُ أطلّي سُلّي سيوفَك سُلّي
ويا بيارقُ هيّا فالنارُ في الجُرحِ تغلي
“حُنَيْنُ” ها نحن نحياها على ألمٍ فأين “بدرٌ” أمرَّتْ دونَ تَدْوينِ؟
يا “فتحَ مكَّةَ” هل أصبحتَ نادرةً تُحكى مدى ليلِ “تشرينٍ” و”كانون”؟
هُزَّ النيامَ الأُلى مَلَّتْهُمُ سُرُرٌ ولْتَفْتَحِ الكونَ أُسْدُ الله والدِّينِ
متى… متى يستكينُ الجُرْحُ في جسدي؟ فقد تقطَّع دَهْراً بالسكاكينِ
يا بارقاتُ أطلّي سُلّي سيوفَك سُلّي
ويا بيارقُ هيّا فالنارُ في الجُرحِ تغلي
ما عدتُ أرضى كتاباتِ مُخادِعَةً، ولا حضارةُ داءِ “الإيدْزِ” تَهديني
لا شَرْعُ “مَرْكِسَ” بعد اليوم يُنقذُني وليس “دَرْونُ” يدري أَصْلَ تكويني
ففي “البخاريِّ” نورُ جلَّ خالقُهُ و”الشافعيِّ” و”ليثٍ” و”ابنِ سيرينِ”
لا… ليس يُطْفَأُ نورُ العلمِ – ما جَهِدوا- في أُمَّةٍ خاطبتْها سورةُ “النونِ”
يا بارقاتُ أطلّي سُلّي سيوفَك سُلّي
ويا بيارقُ هيّا فالنارُ في الجُرحِ تغلي
جناتُ “قُرْطُبَةٍ” حَنَّتْ “دمشقُ” لها ونهرُ “بعدادَ” نادى طُورَ “سِنينِ”
رُبا “فِلَسْطينَ” في “طَشْثَنْد” هائمةٌ و”النيلُ” عانَقَ – سِراً – بَحْرَ “قَزْوينِ”
متى تعود بلاداً لا حدود بها، في الأفق بيرقُها… مُخزي الشياطينِ؟
يا أُمَّتي أَعلني للناس قاطبةً أنَّ الخلافةَ ليسَتْ حُلْمَ مَجنونِ
يا بارقاتُ أطلّي سُلّي سيوفَك سُلّي
ويا بيارقُ هيّا فالنارُ في الجُرحِ تغلي
متى نقولُ – وملءَ الثغر نُعلُنها خلافةً تتحدَّى جُندَ “قَايينِ”؟(1)
دستورُها “آلاُ عِمرانٍ” و”مائدةٌ” و”الفتح” و”النصرُ”. فيها كلُّ تَبيينِ:
يا صاحبَ الغارِ يا صِدِّقُ هاهي ذي حروبُ ردَّةِ حكامٍ سلاطينِ
يا سيّدي “عمرُ” الفاروقُ قد فُتِحَتْ “روما” ويُغنمُ منها مالُ “قارونِ”
يا بارقاتُ أطلّي سُلّي سيوفَك سُلّي
ويا بيارقُ هيّا فالنارُ في الجُرحِ تغلي
يا دولةَ النورِ طالَ البُعْدُ فانبثقي وحرّري الناسَ من أصحاب “سِجَّينِ”(2(
وأيقظي في الورى صيحات “عِكْرِمَةٍ” و”خالدٍ” و”المُثَنّى”… في “فلَسْطينِ”
وفجّري مَجْدَ “سعدٍ” و”ابنِ زائدَةٍ” في أرض “كَشْميرَ” “الشيشانِ” والصينِ
ولْتُشْرِقي في رُبا البلقانِ رافعةً سيفاً لِعُقْبَةَ فيه كلُّ تمكينِ
يا بارقاتُ أطلّي سُلّي سيوفَك سُلّي
ويا بيارقُ هيّا فالنارُ في الجُرحِ تغلي
عودي انتفاضَة نارٍ في البراكينِ فالذُلُّ يُحرِقُ أعماقي ويَكويني
سيري على لُجَجٍ حمراءَ صاخبةٍ، على الدماءِ وأشلاءِ الشرايينِ
خذي النفوس فداءً، فهْي خالصةٌ تُنهي الطُغاةَ… فيصحوا كلُّ مفتونِ
يا بارقاتُ أطلّي سُلّي سيوفَك سُلّي
ويا بيارقُ هيّا فالنارُ في الجُرحِ تغلي
(1) قايين أو قابييل هو ابن آدم الذي قتل أخاه هابيل.
(2( سجين: هو موضع كتاب الفجار. قال تعالى: ( كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ @ وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ @ كِتَابٌ مَرْقُومٌ)
2016-10-30