الإسلام خطر ظاهر على أمن الدولة!!
1996/03/30م
المقالات
1,908 زيارة
لم ينفك حكام تركيا المسلمة من إظهار مشاعر الازدراء والحقد تجاه الإسلام والمسلمين متجاهلين أن أجدادهم حملوا لواء الإسلام زهاء ستة قرون في عز وتحت ظل راية الدولة العثمانية المسلمة.
والذي تتبع المهزلة الأخيرة المتعلقة بتشكيل الحكومة الائتلافية يرى أن التصريحات التي كانت صدرت من كافة الأوساط السياسية التركية كانت ضرباً للإسلام وتحقيراً للمسلمين على الرغم من أن الأغلبية صوتت للإسلام.
وبالرغم من التنازلات التي قدمها ممثلو المسلمين إلا أن كلمة الإسلام عقدت نفوس العلمانيين وأسيادهم في الغرب، ولعل أوضح ما يصور هذه العقيدة ما صرحت به رئيسة وزراء تركيا تانسو شيلر قبل الانتخابات عندما وصفت الإسلام بالظلامية والعصور الوسطى، وكذلك بعد توقيعها لاتفاقية الائتلاف مع مسعود يلمظ حيث قالت: (لقد تمكنا من الحيلولة دون حدوث خطر ظاهر على أمن هذه الدولة) والخطر في لغة حكام المسلمين هو الإسلام ونحن نقول لها ولأمثالها من المضبوعين بحضارة الغرب الزائفة: مهلاً مهلاً، فإن أحفاد محمد الفاتح وخالد بن الوليد وصلاح الدين والأمير قطز وطارق على الدرب سائرون، وللكفر محطمون وللخلافة الراشدة مقيمون.
في صبيحة عيد الفطر المبارك
في صبيحة عيد الفطر المبارك، وهو عيد يفرح فيه المسلمون بإكمالهم صيام شهر رمضان، عيد التآخي والصفح والتزاور، شنت جلاوزة (حسني مبارك) حملة مسعورة ذعرت لها الولدان والشيوخ والنساء، حيث داهمت البيوت وألقت القبض على مئات من المسلمين بتهمة مؤازرة الحركات الإسلامية السياسية، وفرقوا بينهم وبين أزواجهم وآباءهم وأبناءهم استهتاراً بهذا اليوم الكريم يوم الاجتماع والتحاب والتآخي. وفي نفس الصبيحة وقبيل صلاة الفجر شنت أجهزة الأمن الفرنسية حملة تمشيط لكثير من الأحياء المسلمة في العديد من المدن الفرنسية حيث قامت هي الأخرى بإلقاء القبض على العشرات من المسلمين موجهة إليهم نفس التهم التي لفقتها الأجهزة الأمنية المصرية لإخوانهم في أرض الكنانة.
(حسني مبارك) يريد أن يقتلع شجرة الإسلام من جذورها ويقضي على الحركات الإسلامية السياسية، وفرنسا، حاولت ولم تفلح وتحاول ولن تفلح. تشابهت قلوبهم وتوحدت أعمالهم لكن الله جل شأنه يقول: (وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا).
رجال الأمن الفرنسي يحمون أمير قطر
أكدت وسائل الإعلام أن محاولة انقلاب في دولة قطر قامت بها مجموعة من الضباط والشرطة قد فشلت، واتهم أمير قطر أباه أنه هو الذي كان وراء تدبيرها. ولقد قام الأمير الحالي باستقدام مجموعة من رجال الأمن الفرنسي رافقتهم وسائل الإعلام “مرتزقة” لحراسته وحراسة عرشه. واعترفت الحكومة الفرنسية بدورها بتواجد مجموعة من الفرنسيين في دولة قطر غير أنها نفت أن تكون لهم أية علاقة رسمية بالحكومة الفرنسية. غير أن الأوساط السياسية في بعض بلاد الغرب وفي أميركا خاصة ترى أن لهؤلاء المرتزقة مهمة سياسية ولا يستبعد أن يربط هذا التواجد بصفقات تجارية للأسلحة بين الدولتين.
حكام الخليج حطموا الرقم القياسي للخيانات وموالاة أعداء أمتهم بل باتخاذهم بطانة فبالأمس استقدم حكام السعودية فرقة خاصة من الجيش الفرنسي دخلت الحرم المكي (حادثة الحرم)، ثم تبعها استقدام حكام السعودية والكويت ودويلات الخليج لجيوش الدول الصليبية إلى أرض الجزيرة في حرب الخليج الثانية، واليوم يستقدم القطري مرتزقة فرنسيين ليحموه من نقمة شعبه.
مشكلة المياه في الشرق الأوسط
مشكلة المياه وتوزيعها في منطقة الشرق الأوسط تهدد بإشعال حرب ضروس على المدى المتوسط والبعيد لا بين المسلمين ودولة يهود، وإنما بين المسلمين أنفسهم، فبعد توقيع الاتفاقية الثلاثية بين السلطة الفلسطينية المزيفة والأردن ودولة يهود فيما بتعلق بإدارة المياه، راح حكام العراق وسوريا وتركيا يكيلون الاتهامات بعضهم لبعض خاصة بعد قرار الحكومة التركية بناء سدود إضافية إلى سد أتاتورك على نهر الفرات ما يجعلها تتحكم كلياً في المياه التي تقوم عليها الملايين من المسلمين في كل من سوريا والعراق.
وصرح سياسي عراقي مؤخراً أن سوريا العراق تنسقان جهودهما للقيام بإجراءات ضد كل الشركات الأوروبية التي تساعد تركيا في بناء هذه السدود، أما وزير الري التركي فقد رد على ذلك في مقابلة تلفزيونية حيث قال: أن الفرات ملك تركيا ولها أن تعطي المياه من تشاء وتمنعها عمن تشاء، مستهزئاً في مقولته هذه بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الناس شركاء في ثلاث: الماء والكلأ والنار»، والأنهار ملكية عامة يشترك في الانتفاع فيها جميع المسلمين وهي ليست ملكية لا لتركيا ولا لسوريا ولا للعراق. ففي الوقت الذي يتنازل فيه حكام العرب والمسلمين عن الأرض والمياه لأذل خلق الله يهود، يعقدون الحياة على المسلمين نكالاً بهم وتنفيذاً لمؤامرات أسيادهم.
عرفات و CIA
أعلنت وكالة المخابرات المركزية الأميركية CIA عن استعدادها للتعامل مع عرفات ومد يد العون لمقاومة “الإرهاب” في الشرق الأوسط، وأعلن كلينتون عن رضاه عن عرفات لما أبداه من صرامة في مواجهة حماس واعتقال 900 من أعضائها، في حين أن إسرائيل لم تعتقل في نفس الفترة أي بعد حادث تفجير المركز التجاري في تل أبيب سوى 265 من أعضاء حماس، وتأتي هذه الاعتقالات مصاحبة للأعمال الهمجية والمتمثلة في هدم المنازل وفرض الحصار إلى حد نقص المواد الغذائية في الضفة والقطاع.
الأردن تمارس أبشع أنواع التعذيب ضد السجناء السياسيين
هاجمت منظمة حقوق الإنسان في تقريرها الأخير أجهزة الأمن والسلطات الأردنية متهمة إياها بممارسة أبشع أنواع التعذيب الجسدي والنفسي ضد السجناء السياسيين من المسلمين خاصة، كما عبرت المنظمة عن قلقها إزاء سكوت الحكومة الأردنية على ذلك مع علمها، خاصة وأن التعذيب يزداد شناعة كل يوم، والمعلوم أن منظمة حقوق الإنسان كانت في الآونة الأخيرة ملتزمة الصمت تجاه الأردن والنظام الأردني الذي تعتبره الدول الغربية نظاماً “ديمقراطياً” متسامحاً مع الحركات السياسية الإسلامية.
وتجدر الإشارة في هذا الصدد إلى أن أجهزة الأمن الأردنية شنت حملة اعتقالات ضد أعضاء الحركات والأحزاب الإسلامية – خاصة حزب التحرير – حيث أصدرت المحكمة العسكرية في عمان حكماً بالسجن لمدة ثلاث سنوات على الناطق الرسمي لحزب التحرير المهندس عطا أبو الرشتة، وذلك بتهمة إطالة اللسان على الملك
محاولة انقلاب في السعودية
نشرت مجلة “دير شبيجل الألمانية” الصادرة في 25 مارس 1996 الخبر التالي:
“أن المخابرات السعودية كشفت مؤامرة تستهدف الإطاحة بالنظام الملكي وإعلان جمهورية الجزيرة العربية وذلك قبيل وقوع الانقلاب. كما زُعِم فإن الأمر يتعلق ببضع مئات من الضباط وموظفي الدولة الذين شكلوا جبهة من التنظيمات السرية التي تعارض النظام الملكي، وضد تنظيمات الأصولية الإسلامية. المتآمرون الذين تم القبض عليهم ينتمون لمعسكر غير مشهور من العلمانيين، الذين يريدون إنشاء نظام يساري التوجه اقتداءً بالرئيس المصري السابق جمال عبد الناصر”.
ويرى بعض المراقبين للأوضاع السياسة هناك أن في ذلك تفسيراً لتدهور العلاقات المصرية – السعودية التي أعقبت اكتشاف خلية من المخابرات المصرية داخل القصور الملكية بالرياض، حيث أن مصر كانت ولا زالت الأداة التي تستخدمها أميركا لمحاولة الإطاحة بالنظام الملكي في السعودية والإتيان بنظام جمهوري ولذا إذا صحت الأخبار عن هذه المجموعة تكون أميركا عادت لمشروعها القديم المتمثل في إنهاء الأنظمة الملكية في الشرق الأوسط.
الشيشان يلقنون الروس الدرس تلو الدرس
ما زال المسلمون في الشيشان يلقنون الدرس تلو الدرس، حيث فوجئ العالم بمحاولاتهم البطولية للسيطرة على العاصمة جروزني، وإيقاعهم خسائر فادحة في صفوف الجيش الروسي رغم أعمال الإرهاب الوحشي الذي تمارسه هذه القوات المدججة بأحدث الأسلحة وخاصة سلاح الطيران، وأعقب ذلك أسرهم لأكثر من تسعين جندياً روسياً، ثم جاء هذا الأسبوع ليوجه أبطال الشيشان ضربات موجعة في مدينتي ساماشوكي وباموت، وأعلنت القوات الروسية البارحة 22 مارس عن مقتل 28 جندي روسي رغم أنهم سبق وأعلنوا سيطرتهم على هذه المدن من قبل، وتمارس الآن القوات الروسية أفظع الأعمال الهمجية حيث تقوم بقصف المدن بالطيران وبراجمات الصواريخ والمدفعية، بل وتقوم بترحيل عشرات الآلاف من المدنيين الشيشان وتقوم بهدم منازلهم بحجة أن المقاتلين يختبئون فيها.
وما ذلك إلا لتغطية عجزهم الفاضح عن تحقيق أي نصر على المجاهدين في الشيشان.
1996-03-30