كيف نشأت حركة «طالبان» الأفغانية
2016/10/29م
المقالات
2,369 زيارة
كيف نشأت حركة «طالبان» الأفغانية
نشرت جريدة «الحياة» في 09/10/96 مقالاً عن كيفية ولادة وترعرع «طالبان» نقتطف منه الآتي:
في نيسان 1993 وصل موفد باكستاني إلى منزل ملاّ محمد عمر (أمير طالبان حالياً) في قندهار (جنوب أفغانستان). الموفد حمل رسالة مفادها أن بعثة مشتركة من وكالة الاستخبارات الأميركية (C.I.A) ومكتب التحقيقات الفيدرالي (F.B.I) ترغب في مقابلته.
حصل اللقاء في مدينة شـمّـن على الحدود الباكستانية – الأفغانية. والذي دلّهم عليه حكومة بنظير بوتو التي تملك نفوذاً لدى الأفغان عبر حليفها ملاّ فضل الرحمن الذي يرأس جمعية علماء الإسلام في باكستان حيث تتلمذت أعداد لا بأس بها من طلاب الدين الأفغان في مدارس الجمعية.
في لقائه الأول مع الأميركيين أحس محمد عمر (46 سنة) بأن الفرصة مناسبة ليطرح نفسه بديلاً بشتونياً قوياً من حكمتيار، وذلك بإيعاز من أستاذه فضل الرحمن مستفيداً من علاقة الأخير القوية بدوائر السلطة في إسلام أباد وبعض الدول الصديقة. وقد تكررت اللقاءات لاحقاً بين الجانبين.
بعد ستة أشهر من اللقاء الأول وتحديدأً في 31 تشرين الأول 1994 تصدر نشرات الأخبار في التلفزيون الباكستاني تقرير مصوّر عن اشتباك بين مجموعة من المسلحين التابعين لأحد فصائل المجاهدين، وحراس قافلة من 30 شاحنة تنقل بضائع من باكستان إلى آسيا الوسطى. حصل الاشتباك على طريق شـمّـن – قندهار، وتمكن حراس القافلة من إلحاق هزيمة بالمسلحين الذين أرادوا فرض خوّة على الشاحنات . وأعلن التلفزيون أن حراس القافلة تابعون لحركة «طالبان».
وكان الباكستانيون يتوقعون هذه المعركة (بل هم الذين رتبوها مع الأميركان) لذا أرسلوا مع القافلة عقيداً في جهاز الاستخبارات وفريقاً تلفزيونياً لتصوير الحادث. هلل الإعلام الرسمي في باكستان لانتصار «طالبان» كما سعد المسؤولون في إسلام أباد بالثناء الذي جاءهم من واشنطن بعدما رصدت الأقمار الاصطناعية الأميركية في ذلك العام انحساراً للمساحات المزروعة بالأفيون في مناطق سيطرة «طالبان».
وأخذ الدعم المادي والعسكري الخارجي لـ «طالبان» يزداد فيما اجتازت الحركة الامتحان الأصعب وهو انتشارها غرباً في المناطق المحاذية لإيران.
في ذلك الوقت صرح الرئيس الأميركي كلينتون أن إدارته تنظر إلى «طالبان» على أنها «حركة معتدلة ولا نعتبرها أصولية». وفهم الرئيس رباني الرسالة فعزز تحالفه مع موسكو وطهران متجاوزاً حدود السياسة التي رسمها الأميركيون لنظامه.
وتحولت «طالبان» إلى جيش يملك أكثر من 30 ألف مقاتل إضافة إلى نحو 200 دبابة و20 طائرة ميراج وصواريخ من كل الأنواع بما في ذلك «ستينغر».
اليوم تستعد الإدارة الأميركية لتطبيع العلاقات مع «طالبان» ويتوقع أن ينشط القائم بالأعمال الأميركي في إسلام أباد في الاتصالات من كابل وقندهار.
2016-10-29