انحراف المجتمع الأميركي بالأرقام
2009/04/11م
المقالات
1,712 زيارة
انحراف المجتمع الأميركي بالأرقام
نظام الدين مجيد سعيد – حي النجار
قد يفتن الإنسان لضعفه بالمظاهر الخارجية للأشياء، ويفتن بما يوحيه له الانطباع الأول بما أبدعه الإنسان المعاصر في العالم الغربي من وسائل مادية مترفة وضخامة وفخامة تبهر ذوو الألباب، فيكون سريع الحكم بأن الغلبة لصانع هذه الحضارة المعاصرة، ويصيب الإنسان الشرقي بعض الأحيان نوع من الذهول الذي قد يصل إلى الاستسلام وخيبة الأمل في أنه في يوم ما سوف ينهض ويكون له دور في هذه الحياة المعقدة، والتي جعلت الممارسات اليومية صراعاً ينال الغالب فيها كل ما يريد والويل لمن ينظر إليه الفكر الغربي أنه ضعيف فإنه يداس ويسحق.
إن الحضارة الأميركية هي كالدوحة الكبيرة التي يفتن ظاهرها الناظر إليها ولكنها واهية انتشرت في داخلها دابة الأرض تأكل الساق والجذور والأغصان والأوراق لتسقط هاوية بعد هبوب رياح الأزمات التي ولدتها بنفسها ولنفسها وتداس بالأقدام. هذا ما سيحدث للمجتمع الأميركي ولو بعد حين إن شاء الله، هذا ما نسمع عنه من إذاعاتهم وما ينشر في مجلاتهم العلمية وما يكتب من مقالات من قبل كبار علمائهم وعقلائهم وما يدون في كتبهم مثل كتاب «العقل الأميركي المغلق – آلن بلوم» (The closing of the american mind – Allan Bloom). فهذا الكتاب يقدم الكاتب فيه البرهان القاطع على أن الانحدار والانهيار في أميركا بدأ وبسرعة خاطفة. ولا ينشر مثل هذه الحقائق إلا البعض من علماء النفس والاجتماع الذين راحوا يحذرون من سوء منقلب حضارتهم من غير أن يأبهوا لمخاطر مخالفتهم لرأي أغلبية الكتاب والمفكرين عندهم، ولما تخطط الأدمغة الماكرة الخبيثة لنشر الرذيلة والانحطاط الخلقي في سائر المجتماعت الغربية لتسود في النهاية على الجميع. والتي كان لها الأثر الواضح في جعل القيم النبيلة والمثل العليا مقلوبة رأساً على عقب في المجتمع الأميركي. وجعلت الأميركي ديوثاً كالخنـزير يبتسم عندما تجلس ابنته في حضن غريب بدوعى أنه صديق (Boyfriend) ويكاد يتحرق غيظاً ويغلي دمه في عروقه إذا ما وجد شرقياً يأكل الأرز بالملعقة معتبراً أنها الهمجية والوحشية والتخلف والغباء، لأن الأرز بنظره يجب أن يؤكل بالشوكة. هكذا تأمر حرية الأميركيين. يقف تمثال الحرية منتصباً أول ما تدخل أكبر ميناء لهم لتداس ممن بنوه حرية الشعوب من قبل قراصنة القرن العشرين وتسلب خيراتهم. إن الحسد يأكل قلوبهم لما وهبه الله لنا من عطايا سخية حتى يبلغ الجبروت والغرور بأحد قادتهم أن يقول عن نفط الخليج (جئنا لنصلح خطأ الرب) ويقصد أن النفط يجب أن يكون بيدهم لا تحت تصرف المسلمين.
إن الثقافة الأميركية هي كالبناء الذي ليس له أساس عميق، وتحتاج إلى وقفة مع النفس ومراجعة القواعد الأخلاقية والمعايير الاجتماعية التي تقوم عليها. وقد صدق أحد عقلائهم بقوله: «وإذا لم نكن واعين فسيذكرنا التاريخ على أساس أننا الجيل الذي رفع الإنسان إلى سطح القمر ونتكالب لنيل السبق في حرب النجوم، بينما نحن نغوص في الأوحال» وأفضل ما يرد عليهم هو ما قاله الرئيس الأميركي محرر العبيد (أبراهام لينكولن) في خطاب له شهير «إنني أرى في الأفق نذر أزمة تقترب شيئاً فشيئاً، وهي أزمة تثيرني تجعلني أرتجف على سلامة بلادي، وسوف يتبعها وصول الفساد إلى أعلى المناصب، كما ستصبح ثروة البلاد بأكملها تحت سيطرة فئة قليلة» وصدق توقع هذا الرجل حتى قيل إن 80 أسرة كبيرة في الولايات المتحدة تتحكم بمعظم خيرات البلد.
وفيما يلي بعض الحقائق المذهلة بلغة الأرقام عن انحرافات المجتمع الأميركي والذي يصبح في كل يوم أكثر عتمة وأكثر بلادة.
1- بلغ عدد المساجين في الولايات المتحدة في نهاية عام 1999م (2.000.000) سجين وهذا رقم كبير جداً بالنسبة إلى بلد يتشدق بالديمقراطية والحرية، وهذا المعدل أكبر من المساجين في العالم الغربي بالنسبة لعدد السكان في كل بلد. وقد كان عدد المساجين في الولايات المتحدة قبل أقل من عقد من الزمان (مليون) شخص. ويقول مسؤولوهم مبررين بأنهم يريدون أن تكو ن الشوارع آمنة من الخطف والقتل والاغتصاب والسرقات العلنية… ويذكر أن معظم المساجين من الملونين والفقراء، ويندر وجود الأغنياء في السجون الأميركية لأنهم يستطيعون الدفع بسخاء إلى كبار المحامين المتنفذين الذين يحتالون على القانون ويزيفون الأدلة ويخرجون وكلاءهم من معظم الجرائم، ويتندر هؤلاء في مجالسهم الخاصة بقولهم (ما وجد القانون ليكسر بل ليحتال عليه).
2- الأسرة الأميركية مثال حي للتفكك الاجتماعي. فمعدلات الطلاق وصلت إلى نسبة 50%، وتسهيلاً للأمر فقد سنت ولاية نيفادا قانوناً يسمح بالزواج والطلاق خلال 24 ساعة. ويوجد في الولايات المتحدة (883.000) ألف أب يقوم برعاية الأسرة بمفرده. وتغلب على معاملة بعض الآباء الخشونة والضرب المبرح الذي قد يصل إلى حد فقدان الوعي. هذا وقد زادت نسبة العنوسة لدى الفتيات ما بين عمر (23 – 37) سنة إلى 40% ومعظم العانسات يعشن بمفردهن بطريقة مستقلة؛ وبذلك تزداد المخاطر الأمنية والخلقية بسبب السكن المنفرد، كما تزداد نسبة تعرض الفتيات إلى الحمل غير المشروع والإجهاض… ويكاد ينقسم المجتمع الأميركي إلى نصفين: نصف يؤيد الإجهاض، والآخرين يقولون إنه قتل متعمد. وقد نشرت مجلة (Psychologiy today) دراسة عن الفتيات المراهقات في مرحلة الدراسة المتوسطة والثانوية فوجد أن نسبة الفتيات اللاتي يتعرض للحمل هي 8%. وفي دراسة أخرى وجد أن عدد الفتيات في المرحلة الثانوية اللاتي تعرضن للحمل وفي خلال عام واحد فقط (1.100.000) وغالباً ما يرفض الأب المراهق الزواج من صديقته بعد الحمل. وإذا رضي بالزواج فإن الزواج لا يعمر إلا لفترة قصيرة. وقد نشرت الجمعية الإنسانية الأميركية (American human Association) أنها قد سجلت (48000) حالة اتصال جنسي مع المحرمات في سنة واحدة فقط. وأن (250000) طفل أميركي يتعرضون للمضايقات الجنسية. وقد وجدت إحدى الجمعيات النسائية المهتمة بالصحة العقلية (Women’s mental helth collective)، في دراسة (40) حالة اتصال جنسي مع الرجال المحارم، وفي دراسة أخرى وجد بأن 38% من الفتيات المعتدى عليهن يلجأن إلى الانتحار.
3- وفي دراسة ميدانية قام بها باحثون من أوروبا وأميركا لدراسة أحوال أطفال في هذه الدول أعلنوا بأن أعلى نسبة للأطفال الفقراء.
4- قام العالم روبرت ويز بدراسة عن الكآبة في الولايات المتحدة فوجد أن ما يقارب (50 – 60) مليون أميركي ممن تجاوزوا الأربعين من العمر يعاني من الكآبة. وهذا الرقم يعادل تقريباً خمس سكان الولايات المتحدة تقريباً. وقد جاء في أحد البحوث في المجلة الأميركية النفسية (Psychology today 1985) بأن أكثر من (9 ملايين) من الأميركيين البالغين هم ضحايا الكآبة العنيفة، وهم يتناولون الأدوية المضادة للكآبة. وقد ثبت عند معظم الأطباء بأن الكآبة لا تضر بصحة الإنسان العقلية والنفسية فحسب، بل إنها تؤثر على الصحة الجسمية، وإنها تقلل مناعة الإنسان ضد معظم الأمراض. وفي أحدث دراسة ثبت بأن المصابين بالكآبة العنيفة أكثر عرضة للسرطان بمختلف أنواعه، وهو المرض القاتل رقم (3) في الولايات المتحدة.
5) عندما يفشل معظم الأميركيين في إقامة علاقات إنسانية قائمة على الحب والوفاء والتراحم والتعاطف والتناغم بين البشر فإن الغالبية منهم ينشدون ويلتمسون هذه العواطف في العناية بالحيوانات، وخاصة الكلاب التي عرف عنها الوفاء الذي يندر وجوده بين أفراد الجنس البشري في هذا المجتمع الشاذ بعواطفه وميوله. وفيما يلي بعض الأرقام التي تدل على الإسراف والانحراف حيث يكون الأميركي مغلول اليد على بني جنسه وحاتمي على الحيوان. فمعدل ولادات الكلاب (3000) في الساعة الواحدة، بينما معدل ولادات الأطفال (400) في الساعة الواحدة. ويوجد في الولايات المتحدة (15 مليون) كلب وقطة يصرف عليها الأميركيون (6) بليون دولار كل عام للرعاية الصحية والتغذية والفسح وعمل القبور الرخامية ووضع الزهور عليها بالمناسبات… وقد وقع حادث دهس لأحد الكلاب في سان فرانسيسكو وبعد المرافعات استطاع المحامي تحصيل (30) ألف دولار لصاحب الكلب. وينفق على كل كلب ما يقارب (100) دولار في الشهر، ومعدل الإنفاق على كل كلب طوال حياته (وقد تصل إلى ثمان سنوات) (8000) دولار، وعندما يعرض على الأميركي الملايين من البشر الجياع في كل المعمورة وخاصة في أفريقيا القارة المظلمة فنادراً ما يحس بمشاعر إنسانية تجاه هؤلاء التعساء.
6- يمنع بناء نوادي القمار لليهود في الأرض المحتلة في فلسطين، بينما في أميركا لهم مطلق الحرية في تأسيس أفخم كازينوهات القمار حيث يربحون الأموال الخيالية ويستخدمون أساليب شيطانية لجذب الزوار، ولهذا يزداد ضحايا مصاصي دماء الشعوب. فوصل عدد المقامرين المحترفين (1.100.000) والذين يلعبون القمار في فترات متباعدة (10.000.000) ويفقد هؤلاء أعز ما يملكون الأسرة… الدار… السيارة… ويصبحون فريسة المخدرات أو ينهي جزء منهم حياته بالانتحار.
7- من أكثر الحاجات الإنسانية التي تجعل الإنسان سعيداً مطمئناً هي نعمة الأمان وهذه أصبحت أمنية بعيدة التحقيق بالنسبة لغالبية الشعب الأميركي. فمن الاعتيادي جداً إذا ما كان الشخص متجولاً بمفرده وخاصة في الليل في مكان بعيد عن الأنظار أن يوجه أحدهم السلاح إليه ويحذره بالعبارة المألوفة: حياتك أو مالك.
ومن الأرقام التي نشرت في مجلاتهم وتدل على مدى الذعر الذي يعيشه الأميركي العادي حيث يتعرض (3) أشخاص من كل (100) إلى جريمة عنف، ويصل عدد الأطفال المختطفين دون التاسعة من العمر لدوافع مختلفة إلى (150.000) طفل كل سنة.
8- وبسبب الجرائم المروعة فقد زاد عدد المطالبين بإعادة عقوبة الإعدام، فبلغ عدد الذين نفذ فيهم حكم الإعدام سنة 1997م (47) شخصاً وهو أعلى رقم خلال 42 سنة، وسيبلغ الذين يحكم عليهم في عام 1998م (2000) شخص، وقد نشرت مجلة (Psychology today) صورة شاب قتل واغتصب (40) فتاة، فصارت نسبة الأميركيين الذين يؤيدون عقوبة الإعدام في أحدث استفتاء 75% من السكان. وهم يتهمون كل دولة لا تزال تنفذ الإعدام بكبار القتلة والمفسدين في الأرض والجواسيس بأنها دولة إرهابية.
9- تعاطي المخدرات عند الصغار، والإدمان على الكحول عند الكبار، وانتشار تدخين الماريجوانا بين الشباب: انتشرت المخدرات عند الصغار (أطفال مراهقين) وتستغل الطفولة في عملية التوزيع لهذه السموم من قبل عصابات إجرامية ليس لها هدف سوى الربح الوفير والنجاة من العقاب. وقد انتشرت المخدرات بين مختلف طبقات المجتمع وأصبحت كالوباء المستعصي العلاج. أما الخمرة فنادراً ما تجد أسرة أميركية لا تخصص حساباً شهرياً لما تنفقه على هذا المنكر الذي أصبح كالغذاء والدواء. والعجب أن اليهود ينشرون كل شيء يهدم المجتمع ويحاولون النجاة بأنفسهم فقط، فقد وجد أن نسبة الذين يشربون كل يوم من الأميركيين غير اليهود 48% من الرجال و40% من النساء. أما نسبة الذين يشربون كل يوم من اليهود هي 10% فقط، وتقل النسبة إلى 5% عند النساء اليهوديات.
10- تضخم البروستات في العادة هو مرض كبار السن وهو غير مألوف عند الشباب المستقيمين، حيث إن الإصابات الزهرية نتيجة الفسق والفجور في فترة الشباب له علاقة بالإصابة المبكرة لتضخم البروستات. وبلغت نسبة الإصابة بهذا المرض بعمر لا يتجاوز 40 سنة 22% وهي نسبة عالية جداً.
11- يوجد في الولايات المتحدة (10.000) شخص لا ينتمون إلى معشر الرجال أو النساء بل هم غضب ولعنة من رب السماء. والكثير من هؤلاء يغيرون خلقة الله عن طريق تناول هرمون الإستروجين للشباب الذي تستدعي مهنتهم النعومة ورقة الصوت كما تتناول بعض الفتيات هرمون التستوستيرون.
12- في بداية انتشار مرض الإيدز مات (56) ألف أميركي بسبب هذا المرض والذي يحمل هذا الفيروس الآن وحسب ما جاء بالفحوصات الطبية المتأخرة لعام 2000م هو (300.000) أميركي وبذلك أصبح هذا المرض هو السبب الثالث للموت في الولايات المتحدة بعد أمراض القلب والسرطان.
13- يفتخر الأميركيون بترديد القول (بأن بعض الكلاب أكثر وفاء لسادتهم من الرجال). ولكن هذا الحيوان الوفي قد غدر بصاحبه حيث إن (1.600.000) أميركي قد تعرضوا لعضة كلب.
14) مرض الزهايمر مرض يصيب خلايا المخ خاصة عند كبار السن فيضعف الذاكرة ويجعل الشخص عالة على الآخرين ويحتاج إلى المساعدة حتى في العودة إلى البيت. ولقد كان للخمرة والإدمان عليها طوال العمر أثر في ظهور أعراض هذا المرض بشكل مبكر جداً، حيث إن لمعاقرة الخمرة أثر واضح في تلف الخلايا الدماغية والتي لا تعوض. وقد نشرت مجلة (Psychology today) بحثاً ذكرت فيه بأن تناول ما يقارب (ليتراً) من المارتيني قد يقتل (10.000) من خلايا المخ. وقد ذكرت مجلة التايم في 21حزيران 1993م بأن عدد المصابين بهذا المرض وصل (14) مليون أميركي وأن من المصابين بهذا المرض كان الرئيس الأميركي (ريغن).
15- عندما يذكر الطبيب يتبادر إلى الذهن السمو والخلق الرفيع والإنسانية، ولكن الخبر الذي أذاعته صوت أميركا في شباط من عم 1997م أثار اشمئزاز النفس، فذكر بأن (50) ألف طبيب أميركي شاذ جنسياً.
16- في يوم 12/1/1998م، أذاعت صوت أميركا هذا الخبر والذي يدل على مدى الإسراف والحمق معاً لدى الشعب الأميركي، حيث ذكر بأنه في الولايات المتحدة (33) مليون رجل أصلح يتضايقون من وضعهم حيث إن المظهر الخارجي مهم جداً بالنسبة لحضارتهم، لهذا فإنهم ينفقون مليار دولار كل سنة على الأدوية المضادة للصلع.
17- الإعلام الأميركي يبرز لنا آثام المجتمع الأميركي وهمجيته، وما يشاهد من أفلام العنف، وما يعرض من أفلام الجنس المبتذلة الرخيصة تؤثر على شخصية الطفل المراهق. وفي دراسة ميدانية عندهم وجد أن معدل مشاهدة الطفل المراهق الأميركي لبرامج التلفاز ست ساعات، وجلوس الإنسان هذه المدة لرؤية هذه المشاهد يؤثر على العقل والنفس والجسد عند هؤلاء الصغار، فمشهد الدماء والقتل يجعل المراهق متحجر القلب ولا يشعر بأي عاطفة تجاة المآسي الإنسانية، ولوحظ أن الإصابات في العمود الفقري والعيون قد ازدادت عند الصغار، كما أن التفكير عند هؤلاء أصبح يميل إلى الشر وإيقاع الأذى بالآخرين.
18- السكارى وحوادث السير: الكثير من الأميركيين يقودون السيارات بسرعة فائقة وهم تحت تأثير أم الخبائث (الخمر) وتسبب سواقة السكارى الحوادث المفجعة والمرعبة، ويكون الضحايا من الشباب والأطفال على الأكثر. وقد وجد في سنة واحدة عام 1983م أن عدد القتلى بسبب حوادث السواقة من قبل السكارى 250 ألف قتيل، وأن عدد الذين يتعرضون إلى جروح بسيطة أو فقدان بعض الأعضاء أو العوق الدائم هو مليون ونصف، بالإضافة إلى ما تسببه الحوادث من الألم والحزن من قبل الأهل والأقرباء والأصدقاء، والذي قد يتحول إلى كآبة مزمنة خاصة إذا كان المعوق أو المصاب هو الوحيد للعائلة، وتكلف حوادث السير العام (24) بليون دولار بسبب تحطم المركبات والتعويضات والأجرة الطبية الباهظة…
وكان يعتقد بأن تناول المقادير البسيطة لا تؤثر على السواقة ولكن وجد بأن تناول الخمرة له علاقة (بوزن الجسم والجنس… وتناول الخمرة والمعدة فارغة) حيث إن النحيف والمرأة والذي يشرب وهو جائع يكون تأثير الخمرة أكبر بكثير على هؤلاء مما يتوقع. وقد سجل آخر (6000) حادثة قتل بسبب سواقة السكارى في ليلة عيد الميلاد فقط حيث يتعود الناس على السهر إلى ساعات متأخرة والإفراط في الشرب ومحاولة العودة إلى بيوتهم بسرعة.
ولهذه الأسباب سنت ولاية نيويورك في 25/2/1999م قانوناً يقضي بمصادرة السيارة إذا ثبت أن سائقها مخمور وتباع في المزاد العلني فوراً.
وقد نشرت مجلة (Psychology today) مقالة علمية ذكرت فيها أن الموت من قبل المدمنين على الخمرة بسبب تشمع الكبد يزداد باطراد في كل مكان وخاصة عند الغربيين.
وفي الختام ندعو الله عز وجل أن لا نكون مقدلين لهذه الحضارة الأميركية التي جعلت المادة إلهاً يعبد، واعتزت بالفردية فتحولت إلى نرجسية عمياء وأنانية طاغية جعلت الفرد متقوقعاً حول ذاته يقدسها بل يعبدها. وهذه الفردية لا نجدها بهذا الشكل المرضي في المجتمع الكبير فقط، بل تبرز بشكل واضح في التعامل مع أفراد العائلة الواحدة. والذي يزور إحدى العوائل الأميركية ويستمع إلى أفرادها يندر أن يسمع كلمة نحن، بل لا يسمع إلا كلمة (أنا). وهذا التركيز على الذات هو أساس لكل المشكلات النفسية. كما أن خلو القلوب من الرحمة جعل الناس إما أصحاب ملايين مترفين ومسرفين يملكون كل أسباب الرفاهية المادية، وآخرين لا ملجأ لهم إلا الشارع، وهذه الفجوة الواسعة ما بين الأغنياء والفقراء مع خلو العقول من العقيدة جعلت بعض الفقراء يلتجئون إلى أقسى أنواع العنف والجريمة؛ وبذلك فقد الجميع نعمة الاطمئنان والأمان.
إن هذه الإحصاءات التي ذكرت، فإنها وإن كانت قد حدثت قبل سنوات، فإنها ولا بد أن تكون قد زادت وتضاعفت الآن، وهي تؤذن بانهيار هذه الحضارة المادية المتوحشة الخطرة حتى على أهلها. وما ذكر من أرقام قد تكون بعيدة عن التصديق ولكنها وردت بإحصاءات من عندهم، وهي درس وعبرة لبعض القرود المقلدين وأنصاف المثقفين الذين يريدون أن يصبح مجتمعنا نسخة ثانية من المجتمع الغربي أو الأميركي، وهم يحاولون جاهدين أن نمارس الحياة الغربية بكل صورها بل بكل انحدارها، ونتخلى عن أروع ما عندنا من تماسك وترابط وتراحم، فإلى هؤلاء الذين في قلوبهم زيغ، والضالين الذين يريدون أن يفسدوا فطرة الإنسان، والذين فقدوا ما عندهم من دين وقيم وتراث وعادات حميدة، ندعوهم إلى الإسلام لينقذوا أنفسهم من شقاء ما هم فيه.
2009-04-11