وأخيراً قالوها: دولة يهودية
2009/05/04م
المقالات
1,944 زيارة
وأخيراً قالوها: دولة يهودية
– وضع نتانياهو أمام المبعوث الأميركي جورج ميتشيل شرطاً جديداً وهو اعتراف المفاوضين الفلسطينيين بدولة “إسرائيل” دولة يهودية، وهذا يعني أن قادة العدو بدأوا بالتحضير لطرد أهل البلاد الأصليين من ديارهم (ما يسمى عرب1948م)، لكي تصبح دولتهم دولة يهودية بحتة، أو دولة لليهود فقط دون غيرهم. أي أن خطة الترانسفير التي تحدث عنها الكثيرون أصبحت قيد التنفيذ لدى الجيل الجديد من حكام اليهود، وأن المسألة مسألة وقت، ومسألة ظروف سانحة تأتي في المستقبل المنظور.
– ماذا يقول أقطاب التفاوض من أهل فلسطين الذين استماتوا في التفاوض مع اليهود منذ مفاوضات أوسلوا حتى هذه الأيام؟ ماذا يقول عرَّاب أوسلو (أحمد قريع- أبو علاء)؟ وماذا يقول المفاوض الآخر: صائب عريقات؟ ماذا يقول نبيل شعث؟ ماذا يقول رئيس السلطة محمود عباس(أبو مازن)؟ ماذا يقول هؤلاء بعد مئات ومئات الجولات من التفاوض مع اليهود، السرية منها والعلنية، منذ عام 1974م وحتى الآن؟
– لن يعترف هؤلاء بخطأ التفاوض مع اليهود البُهت الغُدر، وأقل ما سوف يقولونه إنهم استطاعوا أن يكشفوا كذب اليهود للعالم، وإنهم لا يريدون السلام، وإن رجال السلطة يريدون السلام!! لكن ألا يستحي هؤلاء وأمثالهم من المفاوضين العرب من الله، ثم من المسلمين على موجات التخدير التي يقومون بها منذ 15 عاماً حتى الآن؟ وهل صدّقوا أن هؤلاء اليهود يعطون الناس نقيراً؟ هل صدَّق هؤلاء أصحابَ البقرة الصفراء، والمائدة من السماء، والحيتان الشُّرع يوم السبت؟
– أصرَّ أصحاب الشعارات القومية والبعثية والعلمانية على وصف الصراع الدائر بين بعض المسلمين واليهود بأنه صراع مع الصهيونية وليس مع يهود، وكانوا ولا يزالون يرفضون رفضاً شديداً إعطاء الصراع طابعاً دينياً، وها هو نتنياهو أراحهم من هذا العناء الذي أرهقهم من شدّة الدفاع عن عدم يهودية الدولة الغاصبة وقالها بالفم الملآن: “دولة يهودية”، فماذا يردّون عليه؟ هل يستمرون في نفي تهمة العنصرية اليهودية عنه ويكونون بذلك يقدمون أكبر خدمة لليهود؟ هذا ما نتوقعه من هؤلاء وأمثالهم ممن شارك في تخدير المسلمين طيلة فترة احتلال اليهود لفلسطين.
– مهما حاول هؤلاء تضليل وتشويه طبيعة الصراع، يأبى العدو إلا أن يكشف عن وجهه الحقيقي، ويأبى الله إلا أن يتم نوره ويظهر أمره قال تعالى: (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ، هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) [التوبة 32-33].
2009-05-04