مع القرآن الكريم:
(إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ).
جاء في كتاب «التيسير في أصول التفسير» لمؤلفه العالم في أصول الفقه أمير حزب التحرير عطاء بن خليل أبو الرشتة (حفظه الله وسدد خطاه):
لما أنزل الله سبحانه (وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ) أنكر المشركون ذلك متسائلين كيف تكون الآلهة إلهاً واحداً؟ فأنزل الله سبحانه هذه الآية تدعوهم للتفكر في مخلوقات الله سبحانه ليستدلوا بها ويؤمنوا من خلالها بالخالق الواحد الأحد الذي خلق هذا الكون وربط أجزاءه معاً ربطاً محكماً بنظام متقن دقيق يدلّ على وحدانية خالقه وعظمته:
-
فهذه السموات والأرض بما فيها من نجوم وكواكب كلّ في فلك يسبحون بنظام دقيق عجيب لا يخرج واحد منها عن مساره ولا يصطدم بغيره.
-
وهـذا اللـيـل والنهـار وتعاقبه واختلاف أطواله وأحواله وظلمته وضوئه ونوره واستعماله سباتاً ومعاشاً.
-
وتلك السفن التي تجري في البحر يحملها الماء وتحركها الرياح وتحيط بها الأمواج تتلاطم بها وتتصادم، ومع ذلك فهي تجري في خضم الأمواج وعباب البحر وتحمل ما ينتفع الناس به سفراً أو تجارة.
-
ثم هذا الماء النازل من السماء إلى الأرض فيصيب الله به ما يشاء، فيحيي به الأرض بعد موتها وتكسوها الخضرة بعد أن كانت مصفرة.
-
وتلك الدواب التي تنتشر على الأرض تتكاثر وتتوالد وتعيش على ما تنبت الأرض وما يجري فيها من ماء.
-
ثم هذه الرياح المسيرة بأمر الله وذلك السحاب المسخر بقدرة الله بين السماء والأرض يحركه الله كيف يشاء، فيسوقه ليمطر هنا أو هناك.