كلمة أخيرة مؤتمر الدوحة الاقتصادي
2016/09/27م
المقالات
2,088 زيارة
كلمة أخيرة
مؤتمر الدوحة الاقتصادي
«المؤتمر الاقتصادي للشرق الوسط وشمال أفريقيا» تم عقده أول مرة (1994) في المغرب ثم في الأردن (1995) ثم في مصر (1996) والآن (1997) في قطر. الدول الغربية وعلى رأسها أميركا أرادوا المؤتمر ليكون إحدى الوسائل لدمج إسرائيل في المنطقة، أو بالأحرى لإغراء إسرائيل بالتحول عن احتلال الأرض إلى الهيمنة الاقتصادية على الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وقد بيّن بيريز طموحات إسرائيل في هذا المجال في كتابه عن شرقٍ أوسط جديد.
المؤتمر من البداية هو لخدمة إسرائيل وخدمة الصياغة الأميركية للمنطقة. والدول العربية التي حضرت المؤتمر في انعقاداته السابقة لم تكن تحضر لأنها مقتنعة بفائدة الحضور، بل لأن الدول الغربية، وخاصة أميركا، كانت تطلب هذا الحضور. والآن تخلّفت بعض الدول العربية وعلى رأسها مصر والسعودية، ونحن متأكدون أنها لم تتخلّف بدافع وطني ذاتي، بل تخلفت لأن أميركا طلبت منها التخلُّف.
أميركا تتظاهر أنها تحضّ جميع الدول في المنطقة على الحضور، والحقيقة هي غير ذلك. أميركا تريد من إسرائيل أن تسير بموجب خطتها في المنطقة، ولكن إسرائيل (وخاصة نتانياهو) تتمرد على أميركا في كثير من المسائل. ومن هذه المسائل الانسحاب من الجولان. أميركا لا تريد إعادة الجولان إلى السيادة السورية بل تريد أن تأخذ هي الجولان بحجة الفصل بين الجيش السوري وإسرائيل. والحقيقة أنها تطمع في الجولان لأنها تستطيع منها أن تسيطر على سورية ولبنان وفلسطين والأردن وغيرها.
ولأن إسرائيل ترفض الانسحاب من الجولان فهي تعطل الخطة الأميركية، ولذلك بدأت أميركا بالضغط على إسرائيل عن طريق تحريض أدواتها على مهاجمة التطبيع مع إسرائيل ومهاجمة «الهرولة» نحوها ما دامت لا تنسحب من الأرض (الجولان). وهي تحض لبنان على البقاء مع المسار السوري. وهي حضت السعودية ومصر (سِرّاً) على مهاجمة مؤتمر الدوحة كي تبرز لليهود في إسرائيل وفي أميركا وفي العالم أن سياسة نتانياهو تضرّ بإسرائيل، وتتظاهر أنها تعمل لإنقاذ إسرائيل من إسرائيل. من أجل إجبار نتانياهو على السير في الخطة الأميركية أو إسقاطه.
أميركا والدول الغربية يقولون بأن المؤتمر هو لصالح دول المنطقة وشعوبها. وأنه سيوجد لهم البحبوحة والازدهار. وهذا تضليل، إنه لصالح إسرائيل وصالح الدول الغربية. ولو كانوا صادقين لكانوا نصحوا قطر بعدم دعوة إسرائيل، وعندئذٍ كانت ستحضر المؤتمرَ دولٌ كثيرة في المنطقة.
الدول العربية التي قاطعت المؤتمر أعلنت أن السبب هو عدم التقدم في عملية السلام. وقد ردّت قطر على مصر بأنها عقدت المؤتمر عندها ولم تكن عملية السلام متقدمة، بل كان عدوان إسرائيل على جنوب لبنان وكانت مجزرة قانا. وهذا صحيح، فكلهم عملاء.
الحضور السياسي للمؤتمر في قطر خيانة. وحضور رجال الأعمال أيضاً خيانة. كما أن حضور المؤتمرات التي سبقته في المغرب والأردن ومصر خيانة. وعمليات الصلح من مصر والأردن ومنظمة عرفات خيانة. وفتح سفارات أو مكاتب لإسرائيل في المغرب وتونس وعُمان وقطر وغيرها خيانة. ومصافحة أي مسؤول إسرائيلي خيانة. والانفتاح التجاري والإعلامي والثقافي على إسرائيل خيانة. والاستعداد للاعتراف بأي كيان يهودي في فلسطين أو أية بقعة فيها أو في بلاد الإسلام هو خيانة.
يجب على الأمة الإسلامية، عرباً وغير عرب، أن تقف في وجه الخيانة والخائنين، وأن ترفع الصوت وتتحرك لمنعهم من تكرار هذه الخيانات. إنّ سكوت الأمة يطمع الخونة ويشجعهم.
إن هؤلاء الخونة ليس لهم سند من الأمة. إن سندهم هو أسيادهم الكفار المستعمرون. وهؤلاء سيتخلون عنهم إذا زمجرت الأمة ورفضت الإذلال والخيانة. وستجد الأمة أن الهالة التي تحيط بهؤلاء الخونة أوهى من بيت العنكبوت.
2016-09-27