أولويات السياسة الخارجية الأميركية لـ 1998: التحالفات الاقتصادية بدل العسكرية
2016/09/27م
المقالات
1,959 زيارة
أولويات السياسة الخارجية الأميركية لـ 1998:
التحالفات الاقتصادية بدل العسكرية
|
واشنطن – أ ف ب – أكدت وزيرة الخارجية الأميركية مادلين أولبرايت في حديث إلى أسبوعية (يو اس نيوز اند وورلد ريبوت) أن التحالفات الاقتصادية مع دول أخرى ستكون من أولويات السياسة الخارجية للولايات المتحدة سنة 1998.
وقالت: “إن التجمعات الاقتصادية الجديدة هي التحالفات العسكرية في القرن الحادي والعشرين”.
وأوضحت: “يجب أن نبلور سلسلة من التحالفات مع دول أخرى لمواجهة التهديدات العالمية التي لا تعرف حدوداً والأخطار المالية التي لم نشهدها بعد”.
وتأمل الولايات المتحدة أن تبدأ في نيسان (إبريل) المقبل خلال قمة الأميركتين في سنتياغو عاصمة شيلي المفاوضات في شأن منطقة للتبادل الحر تكون أكبر منطقة حرة في العالم .
نشرت (الحياة) في 17/1/98 مقابلة مع عبد الله أوجلان رئيس حزب العمال الكردستاني (التركي) نقتطف منها في ما يلي بعض العبارات التي تلقي ضوءاً على بعض المسائل في المنطقة.
ليست هناك علاقات عميقة، هناك بعض العلاقات، العراق يريد تطوير علاقاته أكثر مع تركيا، وهناك شكوك كبيرة لدينا من أن العراق كان متفقاً مع تركيا في شأن الاجتياح الأخير خصوصاً مع نائب رئيس الوزراء (التركي) الذي له علاقات وصلات قريبة مع الحكومة العراقية. أعطت تركيا وعداً مزيفاً للعراق بأنها ستنظف المنطقة منّا لتسلمها إليه، وبحسب اعتقادي هذه كانت لعبة وخداعاً. العراق لا يريد تطوير علاقاته معنا، وكنا نريد أن نقوم ببعض الخطوات في مواجهة هذه الحملة لكن العراق طور علاقاته مع تركيا أكثر.
-
هل هناك اتصالات غير مباشرة بينكم وبين الأميركيين خصوصاً أن طالباني على اتصال بهم وأنتم تعاونتم معه، وتتعاونون معه في هذه المرحلة؟
لم يحصل أي اتصال مع أميركا، ولا علاقة معها. علاقات طالباني وأميركا جيدة، وهو يريد أن نكون تحت ظله في هذا الشأن. وهذا ما لن نقبله من ناحيتنا ولم تخط أميركا أي خطوة عملية باتجاهنا حتى الآن، وحتى إذا أرادت، فقد تقوم بها عبر جهات دولية أخرى، لكننا لم نصل إلى هذه المرحلة بعد.
-
هل تعتقد أن الحديث عن اختراق إسرائيلي لشمال العراق تحت ستار التعاون مع الجيش التركي واقعي فعلاً؟
نعم، إن هذه الحرب تمّت تماماً بتكتيكات واستراتيجيات إسرائيلية. والطائرة التي أسقطت كان فيها أربعة ضباط إسرائيليين. الثقل الإسرائيلي في الحرب، يخاض الآن في جنوب كردستان، وهو واضح جداً وكبير. وموردخاي (وزير الدفاع الإسرائيلي) أطلق تصريحاً أخيراً في أنقرة قال خلاله بصريح العبارة: نريد أن نبني جسراً بيننا وبين تركيا والاتفاق الذي نعقده مع أنقرة سيكون بمثابة جسرٍ مرتكزاته الأولى في إسرائيل والأخرى زاغاروس على حدود العراق.
-
هناك معلومات لدى السوريين أن الإسرائيليين أقاموا محطتي إنذار أرضي مبكر في جبال أوراك؟
أجل لدينا معلومات، فكل الأماكن تحت سيطرتهم.
-
ما هي الخطوات التي ستتخذونها للتصدي لآثار المناورات المشتركة التركية – الإسرائيلية؟
ليس عملنا هذا، لسنا وحدنا أهدافاً لهذه المناورة. فكل الدول في المنطقة مستهدفة، عملنا يقع على عاتقنا في هذا الشأن. وإذا حصلنا على مساعدات على المستوى العملي من الدول العربية، يمكننا أن نقوم بخطوات أكبر، حتى إننا تحملنا كل العبء ولكن بعد الآن، لا نستطيع تحمل كل الأعباء.
-
إلى أي مدى استطعتم تخفيف التناقض بينكم وبين حزب (الرفاه) في تركيا؟
أردنا أن نصل إلى صيغة اتفاق مع حزب (الرفاه)، لكنه لم يتجاوب وخاف من هذا الاتفاق، وسلّم نفسه إلى النظام في تركيا. والكمالية قامت بكل عمل وسخ بوجود حزب (الرفاه)، حتى الاتفاقات مع إسرائيل قامت خلال مرحلة الرفاه، فسقط اعتباره ضمن الأوساط الشعبية. ناشدناه من أجل الوصول إلى اتفاق معين لكنه تهرّب لكي يظهر نفسه نظيفاً أمام الكمالية والجمهورية التركية، ولكن حسب اعتقادي سيقومون بحظر هذا الحزب في النهاية والسبب ليس نحن إنما هم أنفسهم، وهم لم يقتربوا منا بتاتاً خلال مرحلة حكم »الرفاه« القصيرة.
-
من فوّت الفرصة للوصول إلى حلّ سياسي أنتم أم حزب (الرفاه)؟
الجنرالات أسقطوا (الرفاه) من الحكم والآن يريدون حظره. الاتصالات تتم مع حزب (الرفاه) عن طريق الرسائل. المهم هنا أن الجنرالات لم يسمحوا بذلك.
-
ماذا عن التعاون مع طالباني أو بارزاني؟
طالباني نفسه الآن يتقرّب من أنقرة مجدداً، وقبل يومين عقد اتفاقاً في العاصمة التركية التي تريد دائماً أن تضع هذه القوى في مواجهتنا، وهم غير مستقلين ولا يستطيعون إبداء قرارات غير مستقلة، والطالباني نفسه لا يستطيع إجراء اتفاقات قوية معنا .
سياسة أميركا تجاه أفغانستان
|
قال كارل أندرفورث مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون جنوب آسيا في 15/1/98: “نبدي اهتماماً بشكل خاص في الوقت الحاضر بالمبادرات التي قام بها رئيس الوزراء (الباكستاني) نواز شريف بتوجيه الدعوة إلى البروفسور (برهان الدين) رباني لزيارة إسلام آباد، حيث يجري الحديث حالياً عن تحـرك (التحالف الشمالي) و (طالبان) في اتجاه نوع من المحادثات”. وقال إن الولايات المتحدة تدعم هذه العملية.
دور السعودية: ولفت المسؤول الأميركي إلى أن وزير الخارجية الباكستاني شمشاد أحمد زار الرياض أخيراً. وقال إنه “على رغم أن السعودية ليست جزءاً من مجموعة 6+2، (تتألف من أميركا وروسيا وست دول إقليمية هي باكستان وإيران وتركمانستان وأوزبيكستان وطاجيكستان والصين) فإن لديها دوراً تلعبه”.
وأضاف: “كنت في زيارة إلى السعودية، وتحدثت مع مسؤولين سعوديين. وأعتقد أنهم يريدون أن يلعبوا دوراً إيجابياً. وهم، بالطبع، يعترفون بطالبان، لذا يملكون بعض التأثير هناك”.
لكن أندرفورث أكد على ضرورة توسيع فكرة الدعوة إلى لقاء العلماء.
دور روسيا: كما عبر أندرفورث عن ارتياحه لنتائج محادثات أجراها أخيراً مع مسؤولين روس. وقال إن “المشاورات هناك أظهرت لي بوضوح تام أن الروس يتطلعون إلى وضع حد لهذا النـزاع”. وأضاف: “إنهم يقرون أيضاً بأنهم يتحملون قدراً معيناً من المسؤولية عن اندلاعه وهم يعتقدون أنه كان يجب أن ينتهي منذ وقت طويل. أعتقد أنهم سيستخدمون نفوذهم مع التحالف الشمالي (…) وللإيرانيين دور رئيسي. إنهم يبدون اهتماماً كبيراً كجيران، ويشاركون منذ فترة”.
وأكد أندرفورث أن الولايات المتحدة تطمح إلى تسوية مستقرة وبعيدة المدى. المطلوب أن يكون هناك التزام أساسي من كل الأطراف ومن كل الجماعات، من طالبان إلى كل الجماعات الإتنية، باحترام حقوق الأقليات.
دور الملك ظاهر شاه: وأشار أندرفورث إلى أنه يمكن لشخصيات أفغانية من خارج البلاد، من ضمنها الملك السابق ظاهر شاه، أن تساهم أيضاً في العملية. وقال إن “إعادة توحيد أفغانستان ستقتضي اجتذاب كل الأفغان المعتدلين ذوي النوايا الخيرة، من داخل البلاد وخارجها على السواء. يتساءل الناس عن الملك ظاهر شاه. ربما استطاع هو أيضاً أن يلعب دوراً في ترتيب انتقالي من نوع ما”.
دور إيران: وتحدث أندر فورث بنبرة إيجابية واضحة عن اهتمام إيران وقدرتها على المساهمة بشكل إيجابي في التوصل إلى تسوية للنزاع. وقال: نأمل أن تلعب إيران دوراً إيجابياً وبناءً في إنهاء هذا النـزاع.
وكان السفير أندر فورث شارك في اللقاءات الثلاثة التي عقدتها مجموعة (6+2) في مقر الأمم المتحدة في نيويورك. ووصف تجربته في التعامل مع السفير الإيراني بأنها (بناءة للغاية) .
2016-09-27