نـص الـمـرافـعـة التي قدمها أحد شباب حزب التحرير للمحكمة في أوزبيكستان
1999/06/25م
المقالات
1,940 زيارة
تقوم السلطات في أوزبيكستان بحملة شرسة متواصلة منذ أشهر ضد شباب حزب التحرير ومناصريهم وذويهم، وقدّمت بعضهم إلى المحاكمة، وأحد هؤلاء الشباب شاه عزيز الياسوف ثبّته الله وإخوانه بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، وفرَّج الله عنهم أجمعين، وفرَّج الله عن إخواننا المسلمين في أوزبيكستان وفي كل بلاد المسلمين بإقامة دولة الخلافة. ونثبت فيما يلي نص المرافعة التي قدّمها شاه عزيز الياسوف وفيها مواقف عزة وشموخ، وتحد لطواغيت أوزبيكستان وأمثالهم. (إن الله يدافع عن الذين آمنوا). صدق الله العظيم.
بسم الله الرحمن الرحيم
أرسل الله سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم ليخرج الناس من الظلمات إلى النور. فآمنا به وبرسالته التي أتى بها وبذلك أصبحنا مسلمين. فمنذ أن أقام الرسول صلى الله عليه وسلم المجتمع الإسلامي في المدينة المنورة بالطريق الثقافي والسياسي إلى أن هدمت الخلافة العثمانية سنة 1924 من قبل الكافر المستعمر، بعد محاولات كثيرة، طبق الإسلام في معترك الحياة، ويشهد التاريخ على مدى النجاح الذي أحرزه الإسلام من خلال تطبيق نظمه. إلا أنه عندما جرى هدم الخلافة، وإقصاء الإسلام عن معترك الحياة، مزقت الدولة الواحدة للأمة الواحدة وأصبحت البلاد الإسلامية فريسة لدول الغرب المستعمرة، فقاموا بإذلال المسلمين وإذلال دينهم وما زالوا كذلك. وبذلك صارت البلاد التي يعيش فيها المسلمون دويلات كرتونية تنفذ خطط الغرب الكافر، وأساليبه الخبيثة، عن علم أو بدون علم.
لأجل إعادة الإسلام، ولأجل إعادة الأمة الإسلامية إلى سابق عزها ووحدتها، ولأجل استئناف الحياة الإسلامية، وإقامة دولة الخلافة الإسلامية، التي تحكم بما أنزل الله، وتحكّم أوامر الله ونواهيه في شؤون الحياة، وتخرج الشعوب جميعاً من تعاسة الكفر وشقاوة الظلم، إلى عدل الإسلام وسعادته، قام حـزب التحـرير وهو حزب سياسي مبدؤه الإسلام وغايته استئناف الحياة الإسلامية، وحمل الدعوة الإسلامية رسالة إلى العالم، وأخَذ يعمل في البلاد الإسلامية اقتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلم، وتأسياً بطريقته التي سلكها لإقامة الدولة.
أنا ـ شاه عزيز الياسوف ـ تعرفت على أفكار حزب التحرير وغايته وطريقته، واقتنعت بها اقتناعاً تاماً، ثم دخلت في هذا الحزب بدون أي تردد، لأنه على حق، إذ إنه يقوم بالأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، اقتداءً بطريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو في دعوته يقتصر على الفكر فقط.
أما ما تتهمونني به من جرائم، فإن المادة 159 (المحاولة لقلب النظام الدستوري) فإن هذا لا ينطبق عليَّ. لأن قلب النظام بالقوة وبالانقلاب العسكري من قبل الأحزاب السياسية يمنعه الإسلام، فنحن في دعوتنا هذه نقتصر على الصراع الفكري، والكفاح السياسي (وحتى تعبير الشخص عن رأيه ونظرته ليس مخالفاً للديمقراطية التي تقولون بها).
أما ما وجد عندي من مخدرات، فإن رجال الشرطة وضعوها في جيبي الذي في خلفي عندما اعتقلوني. فإني لا أدخن فضلاً عن استعمال المخدرات لأن استعمالها من الأعمال التي يحرمها الإسلام وكذلك القنبلة التي وجدت في سيارتي فإنهم وضعوها فيها عند تفتيشها.
أما المادة 216 (الانتماء إلى الجماعات غير الرسمية) فإن هذا التكتل، وإن تناقض مع القوانين، التي شرعها الناس من أنفسهم فإن الله فرض على المسلمين أن يوجدوا جماعات تقوم بالدعوة إلى الإسلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فكل مسلم عليه أن يطيع هذا الأمر ولو تناقض مع القوانين التي هي من وضع البشر.
فإني لا أريد أن أعتذر إليكم وأطلب العفو منكم لكوني أمتثل لأمر الله، وأنا أذكركم كمسلمين بأن المحاكمة الحقيقية إنما تكون في يوم لا تنفع فيه توبة ولا ندامة، أي يوم القيامة أمام أحكم الحاكمين.
وفي الختام أقول لكم ما قاله السحرة الذين آمنوا بموسى لفرعون، أظلم الظالمين في الأرض، (فاقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا) قال تعالى: (إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا) .
1999-06-25