تدفق سيل المبعوثين!
2007/06/24م
المقالات
1,473 زيارة
تدفق سيل المبعوثين!
بكل سهولة يمكن للمرء ملاحظة السيل المتدفق من المبعوثين الغربيين الذين يزورون البلدان المحيطة بفلسطين المحتلة، فلا يكاد يختفي مبعوث حتى يطلّ برأسه مبعوث آخر، فمن ديك تشيني، إلى كونداليزا، إلى ميركل، إلى نانسي بيلوسي، إلى خافيير سولانا، إلى غير بيدرسون، إلى يان كيمون، إلى مبعوثين بحجم أصغر مثل أعضاء في الكونغرس، أو أعضاء في البرلمان الأوروبي، إلى آخر السلسلة الطويلة.
إن من يتابع مسألة تفاقم زيارات المستعمرين القدامى الجدد يدرك الاستفراد الاستعماري لهذه المنطقة، وإذا ما قارن حجم الهجمة الموجهة لهذا القسم من العالم بما يتم في بقاع أخرى من الكرة الأرضية فإنه يلاحظ البون الشاسع، ويدرك أن هناك بلداناً لا تطأها أقدام المبعوثين أبداً، ولا تعقد فيها مؤتمرات لحوار الأديان، وحوار الحضارات، ورعاية المرأة، وحضانة الديمقراطية، ولا يوجد عند باقي الشعوب لا شرم الشيخ واحد، ولا شرم الشيخ اثنين ولا خارطة طريق، ولا يوجد على شواطئ أميركا اللاتينية أو أوستراليا أو أفريقيا حاملات طائرات أميركية عملاقة، ولا يوجد حاملات نفط عملاقة تسرق النفط بأبخس الأثمان، ولا يوجد مطالبات بتغيير مناهج التعليم، ولا يوجد مطالبات بتغيير الخطاب الديني، ولا توجد اتهامات بما يسمى “تطرف” أو “إرهاب” ولا يوجد تغيير وزارات بسرعة تغيير الثياب، ولا يوجد معتقلين سياسيين بالآلاف في سجون الظالمين، ولا توجد نسبة عالية جداً من الأمية، ولا توجد نسبة عالية من الهدر والفساد الإداري، وهجرة الأدمغة الشابة، ولا توجد حدود بين الدول الشقيقة الداخل مفقود والخارج مولود، ولا توجد عداوات بينية أشد عداوةً من عداوة العدو الحقيقي.
ارفع رأسك يا أخي، ولا تترك الأرض تتكلّم «عربي» بل اجعلها تتكلم «إسلامي».
2007-06-24