سماحة آية الله العظمى السيد المجاهد أحمد الحسني البغدادي: من هم الإرهابيون نحن أم أنتم؟
2007/05/24م
المقالات
2,201 زيارة
سماحة آية الله العظمى السيد المجاهد أحمد الحسني البغدادي:
من هم الإرهابيون نحن أم أنتم؟
وصل إلى ملجة الوعي بيان صادر من سماحة آية الله العظمى السيد المجاهد أحمد الحسني البغدادي بتاريخ 26 صفر الاغر 1428هـ، من النجف الأشرف، ونحن نعيد نشره ليطلع القراء عليه لما فيه من فائدة. ومما جاء فيه:
بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين
(نحن العراقيين بكل مكوناتنا المختلفة أمام امتحان صعب وعسير، يحتم علينا أن نغدو بمستوى المسؤولية الإسلامية التاريخية.. بحيث يجب أن نتصدى لكل ما هو غريب عن تراثنا، وعن تصوراتنا، وعن ذاكرتنا التاريخية نستخدم (العقل الفاعل) بدل (العقل المنفعل) إلى التحرر من قيود (العقل الجمعي) لتحقيق نقلة نوعية يمكن أن تنقذ الأمة من الاستحمار، والاستكبار، والاستعمار.
واليوم.. نحن في ظل الاحتلال الأميركي-البريطاني نواجه مصطلحات تتدخل وتشوه شريعتنا العملية الخاتمة، فبات الإرهاب في العقل الأميركي (مقاومة مشروعة)، وباتت المقاومة المشروعة (إرهاباً).
واليوم.. نحن نرى… أن المقاومة في بلاد الرافدين الأشم، وفي كل الوطن الإسلامي الكبير لم تعد أحزاباً وحركات تحرر وطني، ومقاومة تجاهد في سبيل تحرير أوطانها من هيمنة الاحتلال الفاقد للعواصم الخمسة المشهورة وحسب، وإنما في واقع الحال (خيارات) ونحن ملتزمون بها. وبهذا المناط كل الذين قدموا التضحيات الجسام-بالكلمة الهادفة الملتزمة، أو بالبندقية المقاتلة الرامية لاستهداف الآلة الأميركية- هم مجاهدون مناضلون أحرار يستحقون الاحترام والتقدير والمساندة، ولنا شرف الانتساب إليهم.
واليوم.. نحن نتهم الأميركيين بالإرهاب من خلال توظيف الطائفية بين مكونات الشعب العراقي، ودعم فرق الموت هنا وهناك، والإصرار على الأخذ بالرؤية الأحادية، والمعايير الانتقائية في سياستها وهيمنتها العولمية الربوية الرأسمالية الإمبريالية المتوحشة على مستضعفي العالم، ولازالت تواصل نهجها العسكري العدواني، وديمومة احتلالها الطويل الأمد، وفرض نموذج استراتيجيتها بلغة النار والحديد.
إن الإرهاب الدولي المنظم -الذي يمارس على يد قوى وأنظمة ضد أفراد وجماعات وأطياف وأعراق- المدان من كل مستضعفي العالم، لا يعطي المجال لخلط الأوراق المتعمدة بين الإرهاب الدولي، وبين حق الأمم والشعوب المستضعفة في مقاومة الأنظمة الشمولية الفوقية المستبدة، وفي مقاومة الاحتلال الأميركي و(الإسرائيلي)، وفي مقدمتها الشعب العراقي الذي اكتوى بجرائم الولايات المتحدة أعتى طاغوت أحادي كوني منفرد في هذا الكوكب الأرضي الصغير، لم يشهد التاريخ القديم – الجديد بمثله إرهاباً واستكباراً ودماراً وبواراً وتسيباً وضياعاً للوطن الأعز، وللعالم كله).
ثم ذكر البيان ما يؤكد ذلك من أعمال كان وراءها قوات الاحتلال وعلى رأسها الولايات المتحدة:
مشروع الشرق الأوسط الجديد للتفتيت والتمزيق، وهي رؤية صهيونية قديمة.
تأجيج الحروب الاستباقية الظالمة الفاسقة الكافرة ضد أفغانستان والعراق.
صيرورة العراق دولة مستهلكة يعتمد اقتصاده على الخبراء الأجانب، وهو الذي يمتلك أضخم مخزون من البترول والزئبق واليورانيوم.
قصف العتبات المقدسة، ونسف مقابر الأولياء والصالحين، وبخاصة على مدينتي النجف وكربلاء.
القضاء التام على قوى الشعب العامل عن طريق فتح أبواب الهجرة أمام الكفاءات العلمية، والاغتيالات الغامضة لكل العلماء العراقيين.
نسف البنى التحتية، وتمزيق مؤسسات الدولة بدلاً من حمايتها.
تبني (الفوضى الخلاقة) من خلال السيارات المفخخة، والأحزمة الناسفة التي تستهدف النساء والأطفال والشيوخ، أو الجثث المقطوعة الرؤوس، أو الجثث المحروقة، أو القتلى بالرصاص الحي في عموم العراق، وإلقاء اللوم على المقاومة، وتشويه سمعتها بين المواطنين العراقيين.
مجزرة جسر الأئمة في الكاظمية، وتفجير قبة الإمامين العسكريين في سامراء، ومذبحة الزركة التي حصلت قرب مدينة النجف.
مهزلة تشكيل ما يسمى بـ(مجلس الحكم) القائم على أساس المحاصصة الطائفية والعرقية.
رموز المعارضة العراقية وبخاصة الذين جاءوا على ظهر الدبابات الأميركية يملكون الملايين من الدولارات الصفراء.
تفعيل الفيدرالية التي تستهدف تقسيم العراق إلى دويلات متناحرة ومتنافسة بل ومتقاتلة فيما بينهم حول الموارد الطبيعية، والمالية، والحدود الإدارية، والحقائب الوزارية السيادية.. في الوقت الذي هو إقليم واحد، وليس عدة أقاليم منقسمة ومختلفة على طول التاريخ.
التمسك بالمقولة الشائعة القائلة: بمجرد خروج الأميركيين ستحدث الحرب الأهلية بين أبناء الأمة!
عدم الاعتراف بالمقاومة الإسلامية الوطنية والسياسية منها والعملياتية بوصفها هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب العراقي.
عدم إعادة الجيش العراقي للعمل في مؤسساته بعد محاسبة المسيئين من رموزه.
إصرار رئيس البيت الأبيض على عدم إعلان سقف زمني محدد للخروج من الوطن المحتل…
وجود السفارات الأميركية في كل محافظة منها: (4) مركزية و(18) فرعية تعد دولة في دولة بوصفها أكبر السفارات في العالم، ويقدر موظفيها بـ(3000) موظف (1000) موظف أميركي و(2000) عامل عراقي.
إنشاء قاعدة عسكرية ضخمة ما بين نهري دجلة والفرات، كبديل استراتيجي عن القواعد العسكرية التي أنشأتها في بعض دول الخليج.
بيع حبوب الهلوسة على قارعة الطريق، وأقراص الأفلام الجنسية التي يندى لها الجبين، وتجنيد العاهرات للتجسس على المواطنين…
الصحافة العراقية في عصر الاحتلال غدت خائفة، أو عميلة، تبتكر المبررات المختلفة لتسويغ إمرة الكافرين على المسلمين.
محاولة البعض أن يثير شبهة مفادها أن مقاومة العدو غير جائزة شرعاً وقانوناً وعرفاً وفيها مفاسد مستفيضة.
اختلاق اعتبار أن العدو هو القطب الأحادي الكوني، وأن القيام بالجهاد السياسي والمسلح مشروط بإمكان القضاء المحتوم عليه!
الزعم من البعض بأن المرجعية الشيعية والسنية سواء بسواء تخاف على سفك دماء العراقيين دون أن تكون هناك فائدة يمكن أن يحققها العراقيون من ذلك، وأن الأفضل هو الأخذ بالعملية السياسية التي تحقق الأهداف المرجوة بخروج الأميركيين!
عدم نفع النصائح التي وجهت إلى المراجع في العراق وإيران تطالبهم بإلحاح إصدار فتوى جهادية لمناهضة العدو الكافر.
إشاعة الحديث الصادقي القائل: (كل راية ترفع قبل قيام القائم فصاحبها طاغوت يعبد من دون الله عز وجل).
عدم تطبيق إطلاقات الأدلة القرآنية والسنة الصحيحة التي تؤكد بالوجوب العيني مقاتلة الكافرين والمشركين، وطردهم من بلاد المسلمين.
المواد التي صدرت في الدستور العراقي الدائم التي تتألف من ثلاث عشرة مادة قانونية تخالف التوصيات والقرارات الإسلامية.
رصد وزارة البنتاغون مبلغاً قدره ثلاثون مليون دولار بهدف نجاح خطة التشويه لأبطال المقاومة الوطنية والإسلامية من خلال العمليات الانتحارية التي تستهدف المساجد والحسينيات والتجمعات الشعبية دون استهداف العدو…
ثم يضيف البيان مؤكداً جرائم الاحتلال الإرهابية بتساؤلات:
(وإلا ماذا يعني في ظل العراق (الجديد) حدوث جريمة تدنيس القرآن كتاب الله الأخير المحفوظ، والاستهزاء به، وبرسوله الكريم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) في سجونهم الرهيبة… وإلا ماذا يعني في عهد (الديمقراطية) إنجاز سياسة الأرض المحروقة، تبيد الأطفال والنساء والشيوخ، وتنسف المدن بلا رحمة باسم مطاردة الإرهابيين… وإلا ماذا يعني تنفيذ قانون الحصانة للمرجعية الدينية بالنجف الأشرف على الذين جاءوا من خارج الحدود، ولم يطبق على أبناء جلدتهم من المرجعيات العربية الإسلامية الناطقة… وإلا ماذا يعني دور السفارة ومن ورائها الإدارة الأميركية في إسناد الإرهابيين المجرمين التكفيريين الذين يستهدفون السنة والشيعة سواء بسواء… وإلا ماذا يعني تصوير الإعلام العربي والأجنبي أن الشيعة جزء من المشروع الأميركي وأنهم قد خانوا الأمة العربية وأدخلوا الغزاة المحتلين إلى دار الإسلام مقابل أن تمنحهم القوى الكافرة المحتلة دويلة هزيلة خاوية باسم الفيدرالية… وإلا ماذا يعني الملفات الرئيسية بيد قوى الاحتلال سواء كانت الإدارية، أم الاقتصادية، أم الأمنية، أم اللوجستية… وإلا ماذا يعني فرض الإصلاح السياسي والديمقراطية الأميركية بديلاً عن الشريعة الإسلامية الخاتمة، وتأسيس خارطة جديدة لأبناء الشرق الأوسط، وهيمنة المؤسسة العسكرية الإسرائيلية على أصقاع العالم، ودمجها داخل الشرق الأوسط الكبير، والوقوف بوجه الصحوة الإسلامية المتصاعدة، والتأكيد على عصر الصراعات الأيديولوجية الذي قد ولى إلى غير رجعة… وإلا ماذا يعني عدم اكتفاء تيار صقور اليمين المتصهين بهزيمة العراق، وإنما يهدف لتحويل الحرب إلى هزيمة شاملة لكل العرب والمسلمين… وإلا ماذا يعني المشروع الأميركي- (الاسرائيلي) ضد الجمهورية الإسلامية في برنامجها النووي السلمي… وإلا ماذا يعني أن أميركا بوصفها القوة الكونية الأحادية لا يجب عليها أن تؤطر بالأعراف والاتفاقات الدولية التي تحد من امتيازاتها، وأن الحرب الاستباقية أكثر فاعلية من الطرق الدبلوماسية… وإلا ماذا يعني رئيس وزراء عراقي يفتخر على الملأ من الناس بأنه عميل للاستخبارات الدولية بشماعة إنهاء الدكتاتورية في العراق.. وبعده يأتي رئيس وزراء آخر يصرح بصحيفة أجنبية أنه لا يمانع بإقامة علاقات مع المؤسسة العسكرية الصهيونية إن هي أعطت الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة رغبة منه في تلميع صورته أمام البيت الأبيض لعله يرجعونه إلى رئاسة الوزراء.. وقبله رئيس جمهورية العراق حينما أعلن في مطلع 2006م في مقابلة خاصة بثتها القناة العربية الثانية للتلفاز (الإسرائيلي) أن بلاده مفتوحة على مصراعيها أمام رجال الأعمال الصهاينة، وأنه يرحب بكل مبادرة لفتح باب التبادل التجاري مع العراق بصورة علنية وتوجيهه دعوة رسمية لهم لاستثمار أموالهم في العراق… وإلا ماذا يعني حكومة تزعم أنها وطنية وإسلامية يتزعمها وزير دفاع بـ(الأصل هارب من الخدمة العسكرية) اعترف على الملأ أنه سرق مبلغ قدره مليار ومئتي مليون دولار، ووزير الكهرباء هو الآخر متّهم بالسرقة والتلاعب بمبلغ قدره ثلاثمائة وخمسون مليون دولار كانت مخصصة بالأصل للإصلاح واستيراد مولدات كهربائية تبين أن البعض منها راحت لحسابه الشخصي في البنوك الأجنبية، بل وآخر كان مهندساً مغموراً ما بين ملايين العراقيين الموجودين في الخارج، ثم يغادر بطريق الجو في زيارة خاصة للثكنة الإسرائيلية ليغدو بعدها بطلاً قومياً، ويتعين في داخليتها… وإلا ماذا يعني من خلال معلومات موثقة تؤكد بأنه في منتصف العام 2005م تم افتتاح مطار أربيل الدولي الكائن في محافظة السليمانية، وأن هذا المطار يشغل ويدار من قبل طاقم (إسرائيلي)، ولم يرفع العلم الوطني العراقي في المطار، واستعاض عنه برفع العلم (الاسرائيلي) والعلم الخاص… وإلا ماذا يعني رجال الأعمال (الإسرائيليين) الموجودين في العراق يعملون في أكثر من اتجاه، وعلى أكثر من جبهة أبرزها: الذين يعملون في مجال التنقيب عن البترول بغية نهب ثرواتنا، فقد كشفت صحيفة البينة في عددها الصادر بتاريخ 31/6/2006م، والتي تصدرها حركة حزب الله/ العراق أحد أطراف الائتلاف الموحد أن شركة: (سوسل) الإسرائيلية حصلت من خلال شركة عراقية على عقدين للاستثمار في مجال التنقيب عن البترول الخام… وإلا ماذا يعني امتلاك اليهود على مساحات شاسعة من الأراضي العراقية بعد الاحتلال مباشرة، سواء من خلال عمليات الشراء بأسعار مغرية، أو من خلال النهب والسلب، وبخاصة في شمال العراق وتحديداً مدينة كركوك الغنية بالذهب الأسود… وإلا ماذا يعني هناك حركة دؤوبة داخل فلسطين المحتلة لشراء العملة العراقية، إذ غمرت الملايين منها الأسواق (الإسرائيلية) نتيجة ظاهرة الإقبال المتزايدة عليها من قبل مستثمرين يراهنون على ارتفاع قيمتها قريباً من جديد بنسب عالية… وإلا ماذا يعني أن تثار مسألة التقريب بين المذاهب الإسلامية، ولا تثار مسألة تطبيق الأطروحة القرآنية على الشعوب العربية والإسلامية).
ويختم البيان:
ألم تكن هذه التساؤلات التي طرحناها على المهتمين بالشأن العراقي إرهاباً مدروساً تحتاج إلى أجوبة وحلول لحل الأزمة العراقية المستعصية.. والله تعالى خير ناصر ومعين والحمد لله رب العالمين.
أحمد الحسني البغدادي – النجف الأشرف.
2007-05-24