رياض الجنة: أخلاق رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في الدعوة: حرص النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) على إيمان جميع الناس
2007/04/23م
المقالات
1,828 زيارة
رياض الجنة:
أخلاق رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في الدعوة:
حرص النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) على إيمان جميع الناس
– أخرج الطبراني عن ابن عباس في قوله تعالى: ( فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ ) (هود 105) ونحو هذا من القرآن، قال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يحرص أن يؤمن جميع الناس ويبايعوه على الهدى، فأخبره الله عز وجل أنه لا يؤمن إلا من سبق له من الله السعادة في الذكر الأول، ولا يَضل إلا من سبق له من الله الشقاء في الذكر الأول، ثم قال الله عز وجل لنبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) ( لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ * إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ ءَايَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ ) (الشعراء 3-4).
– وأخرج ابن جرير عن ابن عباس (رضي الله عنهما) قال لما مرض أبو طالب، دخل عليه رهط من قريش فيهم أبو جهل فقالوا: إن ابن أخيك يشتم آلهتنا، ويفعل ويفعل، ويقول ويقول، فلو بعثت إليه فنهيته. فبعث إليه فجاء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فدخل البيت، وبينهم وبين أبي طالب قدر مجلس رجل، قال: فخشي أبو جهل -لعنه الله- إن جلس على جنب أبي طالب أن يكون أرقَّ له عليه، فوثب فجلس في ذلك المجلس، ولم يجد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مجلساً قرب عمه فجلس عند الباب، فقال له أبو طالب: أي ابن أخي، ما بال قومك يشكونك ويزعمون أنك تشتم آلهتهم وتقول وتقول؟ قال: وأكثروا عليه من القول. وتكلم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: «يا عم، إني أريدهم على كلمة واحدة يقولونها، تدين لهم بها العرب، وتؤدي إليهم بها العجم الجزية» ففزعوا لكلمته ولقوله، فقال القوم: كلمة واحدة!! نعم وأبيك عشراً، فقالوا: وما هي؟ وقال أبو طالب: وأي كلمة هي يا ابن أخي؟ قال (صلى الله عليه وآله وسلم): «لا إله إلا الله» فقاموا فزعين ينفضون ثيابهم وهم يقولون: «أجعل الآلهة إلهاً واحداً إن هذا لشيء عجاب» قال: ونزلت من هذا الموضع إلى قوله ( بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ )» وهكذا رواه أحمد والنسائي والترمذي… أما الآيات التي نزلت في هذا الموضع وتلاها عليهم الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) فهي:
( ص وَالْقُرْءَانِ ذِي الذِّكْرِ * بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ * كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ فَنَادَوْا وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ * وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ * أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ * وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى ءَالِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ * مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ * أَؤُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ ) (ص1-8).
2007-04-23