حزب التحرير في عيون غربية
2009/08/21م
المقالات
3,325 زيارة
حزب التحرير في عيون غربية
إذا أردتَ أن تتحدثَ عن حـزب التحـرير من وجهةِ نظرٍ غربيةٍ فأنتَ تتحدثُ عن حزبٍ سياسيٍ اتخذَ إعادةَ الخـلافة قضيةً مصيريةً له، وأنتَ تتحدثُ عن حزبٍ أدركَ غايتَه حقَ الإدراكِ وانتهجَ نهجاً واضحَ المعالمِ ولم يَحد عنه قيدَ أنملةٍ، واذا تحدثتَ عن حـزب التحـرير فأنتَ تتحدثُ عن حزبٍ عُرفَ عنه قوةُ الطرحِ وقوةُ الحجةِ، وأنتَ تتحدثُ عن “حزبٍ تتعاظمُ قوتُه على مستوى العالم” وأنتَ تتحدثُ عن “طليعةِ الفكرِ الإسلامي المتطرفِ”، وأنتَ تتحدثُ عن “خطرٍ ناشئٍ ضدَ المصالحِ الأميركيةِ في آسيا الوسطى”.
لذلك كلِه باتَ حـزب التحـرير ودعوتُه المتمثلةِ بإعادةِ الخـلافة محلاً للدراساتِ والأبحاثِ التي يعكفُ عليها مفكرو ومراكزُ الدراساتِ الغربيةُ. وبرغم تخييمِ عباءةِ التكتيمِ الإعلاميِ على نشاطاتِ الحزبِ وحجبِ أخبارِه عن الأمةِ والعالمِ، إلا أن العدسةَ المكبرةَ باتت مسلطةً على نشاطاتِ الحزبِ في كافةِ أرجاءِ المعمورةِ سعياً من هؤلاء لدراسةِ العواملِ والظروفِ التي أدت إلى هذا التنامي المتعاظمِ للحزبِ ودعوتِه في آسيا الوسطى وإندونيسيا وماليزيا والباكستان وبنغلادش، وفي أوروبا وفي الجمهورية الروسية وفي أميركا بالإضافة إلى بلدانِ العالمِ الإسلامي.
وبرغم أن الحزبَ منذُ اللحظةِ الأولى لنشأتِه كان محلاً لاهتمامِ القوى الغربيةِ الاستعماريةِ التي تُحكمُ قبضتَها على الأنظمةِ السياسيةِ في العالمِ الإسلامي، إلا أنها كانت تفضلُ محاربة الحزبِ ودعوتِه بالخفاءِ وعِبرَ وسطاءَ وأدواتٍ تسخرُهم لهذا الغرضِ وتتجنبُ المواجهةَ المباشرةَ معه، وكانت هذه الدولُ ووكلاؤها من الأنظمةِ السياسيةِ قد عمدت ولا زالت في كثيرٍ من الأحيانِ إلى الحربِ الإعلاميةِ متمثلةً في التكتيمِ والطوقِ الإعلامي المُحكمِ المضروبِ على الحزبِ ودعوتِه، وما ذلك إلا خشيةَ مواجهةِ هذه الدعوةِ وحملتِها لعجزِهم عن دحضِ الحجةِ بالحجةِ أو مقابلةِ البرهانِ بالبرهانِ في ساحاتِ النقاشِ والجدالِ الفكري والسياسي. بيدَ أن نموَ الحزبِ قد بلغَ ما لا يَحتَملُ هؤلاء، وقد تخطى نموُه حاجزَ الخطوطِ الحمراءِ في مقاييسهمِ ما أثارَ حفيظتَهم واستدعى منهم استنفارَ مراكزِ أبحاثِهم ومفكريهم لدراسةِ هذه “الظاهرةِ” وسببِها والظروفِ التي أحاطت بها. فبرغم الحصارِ الإعلاميِ، وبرغمِ الملاحقةِ والحظرِ والبطشِ في معظمِ بلادِ المسلمين وحتى الدولِ الغربيةِ، وبرغم قلّةِ الإمكاناتِ، وبرغمِ قلّةِ الحيلةِ، إلا أن دعوةَ الخـلافة قد أنتشر ذكرُها بل والتطلعُ إليها باعتبارِها المنقذِ والمخلصِ للأمةِ انتشارَ النارِ في الهشيم ، فكانت هذه الدراساتُ من المفكرين ومراكزِ الأبحاثِ مساهمةً لرسمِ سياسةِ التصدي لفكرةِ الخـلافة وللحزب، ولكن أنّى لهؤلاء أن يحجبوا الشمسَ بغربالٍ من بعد ما انقشعَ الغمامُ؟! وأنّى لهؤلاءِ أن يقفُوا في وجهِ دعوةِ الحقِ من بعدِ ما بانَ زيفِ الدعاوى الباطلة؟!
وهذه بعض التصريحات والتحليلات والمقالات التي تناولت حـزب التحـرير كجماعة رائدة ومتفردة في الدعوة لإقامة الخـلافة ، والتحذير من خطره والدعوة إلى القضاء عليه:
– قدم آرييل كوهين وهو باحث أميركي من أصل يهودي متخصص بالدراسات الروسية والروسية – الأوروبية في معهد كاترين وشيلبي كولوم ديفيس للدراسات الدولية في مؤسسة “هاريتاج” قدم تقريراً ألقاه في مؤتمر عقد في إستانبول في أيار/ مايو سنة 2003م يحرض فيه أميركا والأنظمة الحاكمة في بلاد المسلمين لأن يعوا على الخطر الكبير الذي يمثله حـزب التحـرير ويدعوهم إلى القضاء عليه، ومما جاء على لسان هذا اليهودي الحاقد:
«إن حـزب التحـرير هو خطر متصاعد على المصالح الأميركية في وسط وجنوب آسيا والشرق الأوسط. إنه منظمة سياسية إسلامية أصولية سرية، إن هدفه المعلن هو الجهاد ضد أميركا وقلب الأنظمة السياسية الحالية واستبدالها بـخلافة… إن حـزب التحـرير هو تهديد متصاعد لمصالح أميركا في آسيا الوسطى وغيرها من مناطق العالم الإسلامي حيث توجد الأنظمة المعتدلة… إن منطلق أعمال حـزب التحـرير تتناسب مع «العولمة الإسلامية» وإن عقيدته تشكل تحدياً مباشراً للمثال الغربي للعولمة العلمانية… وإن من مزايا حـزب التحـرير الرئيسة هي رفضه للأنظمة السياسية الحالية ونموه السريع ونظرته المستقبلية وعداءه لأميركا… وقد ادعى حـزب التحـرير أن أميركا قد أعلنت الحرب ضد الأمة الإسلامية تحت ذريعة محاربة الإرهاب… إن على أميركا وحلفائها أن يلحظوا أن حـزب التحـرير هو تهديد متنامٍ في آسيا الوسطى وعليهم بالتحديد أن يطوروا استراتيجية شاملة للتصدي لتأثير الحزب…».
– كتب جان فرانسوا مايير (كاتب سويسري، يعتبر مراقباً للاتجاهات في الدين المعاصر، له ما يفوق العشرة كتب بالإضافة إلى عدة مقالات تعالج بشكل أولي التطورات الدينية في العالم المعاصر، وعمل كمحلل في الشؤون الاستراتيجية والدولية لحكومة سويسرا الفيدرالية، وكان مسؤولاً عن مشروع بحث يتعلق ببرنامج حول «التعدد الثقافي والهوية الوطنية») مقالاً بعنوان: «هل يشكل حـزب التحـرير حقاً القاعدة التالية؟» نشر في 8/9/2003م من قبل وكالة الأخبار روزبالت. وقد جاء في هذا المقال:
– إن حـزب التحـرير هو حالة فريدة بالنسبة لحزب إسلامي عالمي، حيث له فروع في عدة بلاد حول العالم، من بينها دول غربية. وما هو مدهش أكثر هو أن الحزب يتبع نفس الطريق والأسلوب في كل هذه الدول، ما يمثل خطوة بطولية في الحفاظ على تماسك وجوده وأيديولوجيته… وليس من شك أن خطاب حـزب التحـرير هو خطاب متطرف، وأن بياناته عنيفة. وإذا أخذنا بعين الاعتبار أننا نعيش بزمن متأثر بالإعلام، فمن الممكن الشك بأن حـزب التحـرير ينشر بيانات محرضة بهدف لفت الأنظار إليه، ونشر رسالته…
– إن حـزب التحـرير يرفض كلياً الدول الوطنية، ويرغب بإقامة دولة إسلامية واحدة توحد كل البلدان المسلمة، وفي النهاية كل العالم… هناك أحياناً أمل شبه أسطوري لعودة الخليفة… وفي جميع منشوراته، يعبر حـزب التحـرير دائماً عن الحاجة إلى الخـلافة كحل لجميع مشاكل العالم الإسلامي.
– ولشدة تعلق الحزب بـالخـلافة يذكر الكاتب عنه عرضه في أعلى صفحات مواقعه على شبكة الإنترنت هذا الشعار: لقد هدمت الدولة الإسلامية (الخـلافة) بشكل رسمي في 28 رجب 1342هـ الموافق 3/3/1924م… وكل يوم يضيف واحداً على الرقم النهائي (فمثلاً وصل الرقم إلى 28956 يوماً في 6/6/2003م).
– ولا يرى أعضاء حـزب التحـرير أنهم المسلمون الحقيقيون الوحيدون، ولا يصفون المسلمين العاديين بأنهم مسلمون سيئون… وهذا يعاكس تماماً آراء بعض الجماعات الإسلامية المتطرفة، والتي يرى أعضاؤها أنهم المسلمون الحقيقيون الوحيدون، وأن الحالة العامة للمسلمين هي حالة ارتداد.
– لا يشعر حـزب التحـرير بالحاجة إلى الاعتذار عن أي عمل اقترفه المسلمون، وهو يفضل أن يأخذ الدور الهجومي وليس الدفاعي، وأن التحليل قاده إلى الاستنتاج بأن الحرب ضد الإرهاب هي في الواقع «حرب ضد الإسلام والمسلمين».
– من المؤكد أن حـزب التحـرير ليس حركة سلمية، ولكنه في هذه المرحلة غير عنفي بأعماله بالرغم من أن خطابه متطرف… وإنه لأمر مدهش أن العديد من أعضائه حول العالم قد أبدوا انضباطاً كبيراً في ردود فعلهم بالرغم من القمع المتزايد. ويختم بالقول: قد يكون مستقبلهم بالفعل باهراً.
– نشرت “جريدة الرأي” الكويتية مقالاً للسيد محمد العوضي الكاتب الإسلامي الشهير بتاريخ 30/6/2003م تحت عنوان «التنكيل بحـزب التحـرير» خبراً جاء فيه: منذ سنة والحديث يكثر في الإعلام الإخباري عن الاعتقالات العريضة التي طالت أعضاء حـزب التحـرير الإسلامي، والزج بهم في السجون، لا سيما في الجمهوريات الإسلامية. وقد لاحظ المراقبون السياسيون سرعة انتشار أفكار حـزب التحـرير ونشاطه في الجمهوريات الإسلامية التي انفصلت عن الاتحاد السوفياتي. لكن الشيء الذي لا يصدق هو اتهام بعض الحكومات الأوروبية والإسلامية حـزب التحـرير بأنه حزب إرهابي يخطط لعمليات تفجير واغتيالات على غرار ما يقوم به تنظيم القاعدة. والحق أن أبناء الحركة الإسلامية بشتى انتماءاتها، والحكومات عربية أم غربية، والدراسات الاستشراقية، ومراكز البحث الفكري في عالمنا العربي، وكل من له أدنى معرفة بالعمل السياسي يعلم أن حـزب التحـرير لا يؤمن بالعمل المادي في التغيير، وإنما يعتمد على طريق الكفاح الفكري والسياسي أي حمل الإسلام حملاً دعائياً من خلال بيان الأحكام الشرعية وكشف المخططات الاستعمارية ضد الأمة، وهذا واضح من خلال البيانات الموقعة باسم الحزب التي يصدرها. إن حـزب التحـرير يرى أن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يستخدم العمل المادي قبل قيام دولته في المدينة المنورة، ولذلك فإن العمل المادي يناط بالدولة الإسلامية وليس بآحاد الناس ولا كيفما اتفق؛ لهذا نشر الحزب بيانه التوضيحي حول اعتقال شبابه والتنكيل بهم في العالم والافتراء عليهم وذلك بتاريخ 14/6/2003م. ولكن حـزب التحـرير محارب ومحاط إعلامياً، لذا لم ينشر البيان إعلامياً فكتبنا هذا المقال.
– عقد في إستنابول في أيلول/ سبتمبر سنة 2004م. على مدار يومين برعاية من مركز نيكسون للأبحاث. مؤتمر خصص للبحث في هيكلية حـزب التحـرير، وعقيدته، وطريقة تفكيره، وطريقة عمله، وعدائه للسامية وانتشاره العالمي، وانعقد هذا المؤتمر تحت عنوان: «تحديات حزب التحرير – فهم ومحاربة الأيديولوجية الإسلامية المتطرفة». وهذا يدلل على مدى خطورة حـزب التحـرير بنظر هؤلاء المتخصصين. (شارك في المؤتمر وزير العدل التركي شيشك) وقد خلص المؤتمر إلى أن:
– حـزب التحـرير حركة عالمية إسلامية متطرفة سياسية تهدف إلى قلب الحكومات الغربية والإسلامية وإعادة الخـلافة.
– حـزب التحـرير لديه سياسة القلوب والعقول ذات الثلاث مراحل…
– حـزب التحـرير لا ينخرط في أعمال إرهابية، إلا أن أعضاءه قد يشاركون في حركات الجهاد المسلح كأفراد وليس كممثلين عن الحزب.
– أعظم خطر يمثله حـزب التحـرير هو أثر أيديولوجيته في هيكلة المجتمع المسلم الدولي. وعقيدة حـزب التحـرير القطعية والمليئة بالحقد تتضمن عداء للسامية ومناهضة الديمقراطية الرأسمالية بقوة.
– نما حـزب التحـرير ليصبح حركة دولية فعلاً.
– بالرغم من صعوبة التأكد، إلا أن أعضاء حـزب التحـرير يقدرون ببضع مئات إلى بضعة ألوف في كل دولة يعمل فيها… وكل عضو منهم مدرب أيديولوجياً ما يجعل تأثيره كبيراً.
– خطر حـزب التحـرير الرئيسي في الغرب هو رسالة “عدم الاندماج”.
– نجاح حـزب التحـرير يعود لعدة أسباب منها قدرته على التكيف، ما يجعله قادراً على نسج رسالته وطريقته بما يناسب شعوب دول مختلفة، ويسمح له بإيصال رسالة موحدة إلى جميع الدول التي يعمل فيها.
– ويوصي المؤتمر بعدة توصيات منها أن حـزب التحـرير في طريقه ليصبح ظاهرة دولية، وبالتالي بات مطلوباً من الولايات المتحدة وأوروبا إعداد استراتيجية شاملة للتعامل مع خطره… ومحاربته على المستوى الأيديولوجي.
– أجرت زينو باران مديرة قسم الأمن الدولي وبرامج الطاقة في مركز نيكسون سلسلةً من الحلقاتِ الدراسيةِ عام 2004م في أنقرة وواشنطن لتسليطِ الضوءِ على أهدافِ حـزب التحـرير “الثوريةِ” وتكتيكاتِه. وحاججت باتجاهِ عدمِ حمايةِ هذا التنظيمِ من منطلقِ الدفاعِ عن حريتي التدين والتعبير. وقالت باران: «هذا الحزبُ ليس تنظيماً دينياً، إنه حزبٌ سياسيٌ يستخدمُ الدينَ كأداةٍ» وهو يتحركُ صوبَ العنفِ. وقدمت شهادتها حول هذا الموضوع أمام اللجنة المصغرة حول «الإرهاب والتهديدات والقدرات» وهي اللجنة المتفرعة عن لجنة الخدمات العسكرية في الكونغرس الأميركي. وقد خاطبت الكونغرس مذكرةً إياه على حد تعبيرها «إن حـزب التحـرير يشكل مجموعة من التهديدات للمصالح الأميركية، وهو يساهم في خلق تمايز وانفصال بين الغرب والمسلمين، ويسهم في بث روح العداء لأميركا والسامية» تضيف محذرةً الكونغرس من أن حـزب التحـرير هو «الحزب الوحيد الذي يتحدث عن الأمة والخـلافة بمفهوم جامع لكل الأمة، وليس في الدولة أو الدول التي يدعو فيها مثل الجماعات الأخرى». وأنه قد أحرز «تقدماً جدياً واسع الانتشار وخطيراً باعتباره “المقاتل الرئيسي” في حرب الأفكار، وأنه يشكل “حلقة وصل للإرهابيين”» وذكرت أن الحركات الإسلامية السياسية تمكنت من أن تحصل على مركز قوي في الوقت الحالي، وأعطت مثلاً على ذلك حـزب التحـرير الذي «يكرس جهوده ليس للعمل المباشر بل للصراع الأيديولوجي، وأن هدفه الإطاحة بالحكومات الإسلامية والغربية وإقامة الخـلافة… واستطاع الحزب أن يسيطر على المساحة الأيديولوجية في المجتمعات الإسلامية، لقد اعتبرت الجماعات الإسلامية حتى فترة وجيزة أن فكرة إقامة خلافة جديدة هي مجرد حلم، أما اليوم فإن أعداداً متزايدة من الأشخاص يعتبرونها كهدف جدي بعيد الأمد… إن نفوذ حـزب التحـرير آخذ بالتزايد بسرعة. وبالرغم من أن الحزب قد خاض حرب الأفكار لأكثر من نصف قرن إلا أنه قد أنجز مؤخراً تقدماً كبيراً مستخدماً الأداة الأكثر حداثة: الشبكة العالمية، وهذا ما يلائم الحزب الذي ينفي شرعية وجود الحدود السياسية، فمن السهل الوصول إلى مواقع الحزب بسهولة من قبل المسلمين في كل مكان وخاصة أولئك الذين يعيشون في مجتمعات قمعية». وبينما تدعو في توصيتها إلى أنه «يجب على الدول الغربية أن تتفق على منع عمل حـزب التحـرير» توصي كذلك بأن أفضل الحلفاء للغرب في هذا الصراع هم المسلمون المعتدلون، ويجب إعطاؤهم مساحة سياسية كي لا يبقى الإسلام أسيراً في أيدي المتطرفين».
وفي إشارة لافتة نفث إسماعيل كيزار، وهو باحث سياسي تركي، حقده على حـزب التحـرير وهاجم زينو باران لأنها كتبت ضد الحزب وهاجمته ودعت حكومتها لتحزم أمرها وتحظره لأنه اعتبر أن كتابتها عن حـزب التحـرير تشهره، وخاصة عندما تجعله على مستوى القاعدة. ويتهمها بالمقابل بأنها بكتابتها ضد حـزب التحـرير تريد أن تشهر نفسها فيقول: «إن تخصصها المتعلق بحـزب التحـرير أضحكنا بما فيه الكفاية، ولكن لكون شريكتنا في المهنة منذ سنوات لم يكن يسمع صوتها إلا أنها باتت في الآونة الأخيرة تظهر بصورة لافتة للنظر على أعداد مجلة النيوزويك -الطبعة العالمية- بعد أن ظهر حـزب التحـرير على الساحة، وهذا للأسف لا يفرحنا، بل يقلقنا للغاية.
http://www.tumgazeteler.com/fc/ln.cgi?cat=33&a=1820926
– وذكر ديفيد أوتاوي في مقالٍ له من واشنطن نشرَ عام 2004م أن معهدين محافظين للدراساتِ الاستراتيجيةِ هما «مركز نيكسون» و«مؤسسة هيريتاج» ضغطا على الإدارةِ الأميركيةِ باتجاهِ اعتبارِ «حـزب التحـرير» منظمةً إرهابية.
وذكر أيضاً عن مسؤولٍ رفيعٍ من الإدارةِ الأميركيةِ طلبَ عدمَ الكشفِ عن هويتِه، قولَه إن التطرفَ الإسلاميَ في آسيا الوسطى هو «خطرٌ متزايدٌ وجادٌ لم يتم حتى الآن تقييمُه على حقيقتِه من قبلِ الناسِ في هذه المنطقة». وسمى حـزب التحـرير بـ «المصنع» المنتجِ لأفكارٍ متطرفةٍ، لكنه قال إنه ما زال غيرُ مقتنعٍ بضرورةِ اعتبارِه ضمن التنظيمات الإرهابية. وأضاف المسؤول نفسه: «هم يقولون إنهم يريدون الإطاحةَ بالحكوماتِ العلمانيةِ، وإنه أمر مقبولٌ استهدافُ مبانٍ بالطائرات، لكنهم يزعمون أنهم ضد العنف. إنهم يستخدمون لغتنا ضدنا. إنه من الصعب الإمساك بدليلٍ ضدَهم».
– نشرت صحيفة الحياة في 15/1/2005م تقريراً نشرته رويترز في واشنطن، ويحتوي هذا التقرير على تنبؤات تستند إلى تشاور تم مع ألف خبير من قارات العالم الخمس، حول توقعاتهم المستقبلية حتى عام 2020م، ويهدف ذلك التقرير إلى مساعدة رجال الاستخبارات، ورجال السياسة؛ لمواجهة تحديات السنوات المقبلة. وتوقع التقرير «استمرار الهجمات الإرهابية». وتحدث التقرير عن أربعة سيناريوهات محتملة لتطور الأوضاع في العالم، وكان السيناريو الثالث الذي حذّر منه التقرير هو «الخـلافة الجديدة» كما أسماها التقرير، وتطرق إلى «تأثير حركة عقائدية عالمية قوية تستمد وقودها من الهوية الإسلامية المتشددة التي تتحدى العولمة» ويظهر واضحاً أنه يقصد حـزب التحـرير.
– نشرت مجلة التمبو (Tempo) التركية ذات الرواج بين الطبقة البيروقراطية في تركيا في 31/5/2005م مقالاً تحت عنوان: «حـزب التحـرير: سلاحه المنشورات. وغايته الرسائل. وهدفه الشريعة أو “الإسلام المتجذر” الذي يخيف آسيا» وذكر فيه:
إن وادي فرغانة والذي يمثل الكعبة الحقيقية للإسلام المتجذر، يشكل تنظيم حـزب التحـرير هناك قاعدة قوية. والذي يلفت الانتباه أن هذا التنظيم الراديكالي “لم يسقط ويتهاوى أبداً” وفي 1967م بدأت تركيا تواجه مد حـزب التحـرير، ومازالت فعالياته مستمرة حتى الآن بل وفي ازدياد. ويذكّر المقال بتقرير آرييل كوهين الذي نشرته في 30/5/2003م مؤسسة هاريتاج البحثية الأميركية ذات العلاقة اللافتة للنظر بالمنظمات الاستخباراتية الأميركية بعنوان: «حـزب التحـرير: تهديد موجه ضد مصالح دول اتحاد آسيا الوسطى».
– نشرت صحيفة التايمز البريطانية في 5/4/2006م مقالاً كتبه دين جودسون مدير البحث في مؤسسة الثينك-تانك لسياسة التبادل عن حـزب التحـرير تظهر فيه إشكالية التعامل مع هذا الحزب في بريطانيا. وهو بعنوان: «هنالك جماعة إسلامية متطرفة يجب حظرها… ولكن هذا ليس بالأمر الهيّن في بريطانيا». ومما جاء في المقال: «يؤمن هذا الحزب بضرورة قيام تضارب حضارات بين الغرب والإسلام، كما ويكره الديمقراطية وجميع الأنظمة والقوانين الموضوعة من قبل غير المؤمنين، إن تاريخهم عن هذه الدولة يدعو: «بريطانيا سيدة الاستعمار… إنه يؤمن بضرورة الإطاحة بالحكومات عبر العالم الإسلامي لأنها غير “إسلامية” بشكل كافٍ، ويودون استبدالها بـالخـلافة التي لا تعرف الحدود… لقد قام حـزب التحـرير بزراعة البذور التي ستحصد في المستقبل البعيد… ووفقاً لزينو باران وهي باحثة أميركية من معهد نيكسون فإن حـزب التحـرير عبارة عن “معبر تحويل” لمنظمات أكثر تطرفاً… وأهم شيء يستحق التقدير عليه هذا الحزب هو نشر مفهوم الأمة الواحدة بين المسلمين، أي مفهوم بأنه لو أصاب أحداً مكروه فيجب على الآخرين أن يشعروا معه» ويشير إلى أن جمعية ضباط الشرطة البريطانية تخشى من المنع خوفاً من أن يصبح عمل حـزب التحـرير سرياً، وتقول إنه من الصعب تبرير منع هذا الحزب الذي يدعي بأنه منظمة سياسية لا تلجأ إلى العنف، إذ لم يكن دوره هنا أبداً القيام بأعمال عنف».
– نشرت مؤسسة مرصد العلوم المسيحي -قسم العالم- الشرق الأوسط في مقال في 10/5/2006م بقلم مراسل المؤسسة جيمز براندون بعنوان: « الخـلافة هاجس العالم: الصديق والعدو» ويذكر فيه: «يقول حـزب التحـرير بأنه يترتب على المسلمين القضاء على الحدود القومية داخل العالم الإسلامي والعودة إلى دولة إسلامية واحدة تعرف بـ” الخـلافة ” والتي ستمتد من إندونيسيا وحتى المغرب وتضم أكثر من مليار ونصف المليار مسلم… إنها فكرة بسيطة ومثيرة. ويعتقد المحللون أن هذه الجماعة سوف تنافس الحركات الإسلامية الموجودة، وتتمكن من القضاء على حكام شعوب الشرق الأوسط، وتقلل من شأن هؤلاء الذين يسعون إلى مصالحة الديمقراطية مع الإسلام، والذين يسعون لبناء جسور بين الشرق والغرب». وينقل عن زينو باران الخبيرة في شؤون حـزب التحـرير: «قبل سنوات كان الناس يسخرون منهم عندما ينادون بـالخـلافة أما الآن فقد انتشرت الدعوة إلى الخـلافة».
– نشرت صحيفة الواشنطن بوست بتاريخ 14/6/2006م مقالاً بقلم الكاتب (كارل فيك) جاء فيه:
«إن العديد من المسلمين العاديين يتطلعون إلى عودة الخـلافة… إن المسلمين يعتبرون أنفسهم جزءاً من الأمة أو جماعة المؤمنين، كما أنهم يكنون الإخلاص والاحترام لمقام الخليفة لنظرتهم إليه أنه قائدهم في الأرض… وإن هذا القدر من الاحترام يمثل خطراً لإدارة بوش حيث إنه يتطرق لقضية ذات اعتبار لأمة إسلامية يصل عددها إلى 1.2 بليون شخص…».
وبعد ذلك تطرق الكاتب إلى حـزب التحـرير فيقول: «إن هذا كان مصدر إلهام حـزب التحـرير الذي يسعى جاهداً لإقامة دولة الخـلافة… لقد ظهر هذا الحزب الذي يدعي نشاطه في 40 دولة عام 1953م… ولقد كتبت زينو باران وهي محللة في مركز نيكسون في واشنطن الكثير عن الحزب، وقالت إنه من الممكن “اعتباره حزام واصل للإرهابيين”».
ويضيف الكاتب: «ووفقاً لكريستين سنكلير، وهي باحثة في جامعة جنوب الدانمارك وكاتبة مشاركة لكتاب حول حـزب التحـرير فإنها توصي رئيس الولايات المتحدة أنه من الخطأ أن يجعل المشكلة معه متعلقة بالإسلام؛ لأن هذا سيحرك المشاعر ويذكي صراع الحضارات، وإنما بدلاً من ذلك -كما تقول الكاتبة- أن يجعل المشكلة من مشاكل الأمن».
– أعلن وزير الداخلية الروسي رشيد نورعلييف أن منظمة “حـزب التحـرير” تشكل خطراً كبيراً، ولديها الآن منافذ إلى الدول الأوروبية، وقال نورعلييف في ختام الاجتماع المشترك للمسؤولين في وزارتي داخلية روسيا وطاجيكستان: «اليوم تشكل هذه المنظمة خطراً كبيراً، وقد نشرت أذرعها ليس في روسيا فحسب، بل وفي طاجيكستان وبلدان آسيا الوسطى الأخرى. وتوجد لديها الآن منافذ إلى الدول الأوروبية”. وأضاف أن أعضاء هذه المنظمة يعملون على تجنيد الشباب في صفوفهم بنشاط. وأشار إلى أن المحكمة العليا في روسيا ومثيلتها في طاجيكستان اعتبرتا هذه المنظمة متطرفة. وأكد أنه لا يمكن مكافحة هذا الشر إلا بالجهود المشتركة.
– ذكرت الشرق الأوسط في 29/7/2006م أن المحكمة العليا في موسكو أعلنت أسماء 17 منظمة اعتبرتها إرهابية مع قرار بحظر نشاطها داخل الأراضي الروسية. ويذكر أن جميع هذه المنظمات هي منظمات إسلامية ومن بين من تضمهم هذه القائمة «حـزب التحـرير الإسلامي». وقالت المصادر الروسية إن هذه القائمة هي القائمة الوحيدة الرسمية التي أصدرت المحكمة الروسية العليا قرارها بشأنها بناء على طلب النيابة العامة. وقال الجنرال يوري صابونوف من جهاز الأمن والمخابرات في حديث صحافي نشرته الصحيفة الروسية «روسيسكايا غازيتا» إن المعايير التي حددت إدراج هذه المنظمة أو تلك ضمن القائمة الرسمية تنحصر أولاً في نشاط المنظمة الذي يستهدف تغيير نظام الحكم الدستوري في روسيا الاتحادية بالقوة أو بالعنف المسلح من خلال السبل الإرهابية. وثانياً: الاتصال بالتشكيلات المسلحة غير المعترف بها وغيرها من التشكيلات المتطرفة الموجودة في شمال القوقاز. وثالثاً: الانتماء إلى التنظيمات التي يعتبرها المجتمع الدولي منظمات إرهابية أو الاتصال بها. وما يدلل على عدم مشروعية هذا الحكم هو استناده إلى ثلاثة مبررات لا تنطبق على حـزب التحـرير.
– نشرت مجلة السياسة العالمية في 11/9/2006م بقلم جيريمي رينولدز مقالاً يدور موضوعه حول: «حـزب التحـرير يناصر القضاء على مناهضي الإسلام». ويقول الكاتب فيه، نقلاً عن مينيك وايتمان المتحدث باسم المنظمة العالمية لمناهضة الإرهاب -فيجيل- وهي منظمة ترصد حـزب التحـرير: إن حـزب التحـرير يستقطب جماهير المسلمين إلى جانبه متبعاً بذلك استراتيجية النبي محمد عند استيلائه على مكة، ومن ثم الإطاحة بالدول من خلال الانقلاب العنيف “وهذا يشمل بريطانيا أيضاً”. وقد أشار وايتمان إلى نسخة أولية لدستور حـزب التحـرير، وقال إنها تتضمن مرسوماً عاماً متعصباً ضد النساء وعنصرياً. مثال على ذلك: إن المذنبين بارتدادهم عن الإسلام يجب القضاء عليهم حسب قانون الردة. وعلى الخليفة أن يكون ذكراً، وأن الجهاد واجب إجباري على كل ذكر مسلم، كما أن المسلمة لا تستطيع العيش مع رجل أجنبي» وقد علق وايتمان على ذلك بقوله: «إن هذا الدستور من القرون الوسطى، إنه عمل الإسلام الفاشي الذي ليس له مستقبل في بريطانيا» ويدعو وايتمان إلى حظر حـزب التحـرير في بريطانيا والعمل إلى جانب كثير من المسلمين البريطانيين المعتدلين لاختراق وتعرية باعة الكراهية وخصوصاً حـزب التحـرير الذي يعتقد أنه شديد الذكاء» ويقدر عدد أعضاء الحزب في بريطانيا بـ8000 عضو، وربما يصل إلى 100.000 عضو حول العالم.
– نشرت مجلة مراقبة الإرهاب Terrorism Monitor في المجلد رقم 4 العدد 24 بتاريخ 14/12/2006م مقالاً للكاتب جيمس براندون عن حـزب التحـرير تحت عنوان: «تنامي قبول حـزب التحـرير في العالم العربي» ومما جاء فيه: «حـزب التحـرير في الظاهر حركة إسلامية سياسية غير عنفية تكرس عملها لإعادة إيجاد خلافة عالمية. ورغم أنه تأسس عام 1953م في القدس التي كانت محكومة من قبل الأردن، إلا أنه أصبح أقوى في أوروبا وآسيا الوسطى، وأصبح اليوم يزداد شعبية في العالم العربي. وقد جرت في خريف عام 2006م حملات إعلامية غير مسبوقة قام بها حـزب التحـرير… ما يوحي بأن الجماعة قد تصبح عاملاً سياسياً مؤثراً بشكل متزايد في سياسة المنطقة». ويضيف: «ويعود تنامي حـزب التحـرير لقيادته المتزايدة في التنظيم والتفهم للإعلام. واستراتيجية حـزب التحـرير طويلة الأمد، ويتهم بأنه حزام ناقل للإرهاب بمعنى أن كثيراً من أعضائه يتركونه بأصولية أكبر من أصوليته، ويذكر كذلك الكثير عن نشاطه وامتداده في كل من فلسطين ولبنان وسوريا والأردن والمغرب وفي أوروبا وآسيا الوسطى…» ويذكر كيف أنه بطريقة سيره السلمية جعل المسلمين يفضلونه على السلفيين والقاعدة الجهاديين…
– نشرت منظمة “هيومان رايتس ووتش” للدفاع عن حقوق الإنسان حول العالم تقريراً نشر على الصفحة الإلكترونية التالية: http://hrw.org/arabic/reports/2004/uzb0330.htm ويتناول بالتفصيل أفعال الحكومة في أوزبكستان التي تستهدف الإسلام والمسلمين بشكل عام وأعضاء حـزب التحـرير بشكل خاص. ويوثق هذا التقرير انتهاكات الدولة الأوزبكية، وتنقل تصريحاً لصديق صفائيف في أغسطس/ آب 1999م وهو سفير أوزبكستان في الولايات المتحدة آنذاك (وعين وزيراً للخارجية سنة 2003م) يقول فيه إن «مئات أو ربما آلافاً آخرين قد اعتقلوا بسبب عضويتهم في حـزب التحـرير وأنشطة سرية». ويذكر أنه في عام 1999م بدأت السلطات الأوزبكية في اعتقال الأشخاص بصورة منهجية بسبب العضوية في حـزب التحـرير أو بسبب حيازة أو توزيع مطبوعات الحزب، أو حتى الانتساب للحزب بصورة عارضة. وتشير تقديرات حقوق الإنسان المحليين الذين رصدوا نمط الاعتقالات منذ بداية الحملة إلى أن عدد المعتقلين كان عام 2000م بين 6500 و7000 معتقل.
– أكد وزير الداخلية البريطاني السابق جون ريد في آب/ أغسطس سنة 2007م في مجلس العموم البريطاني ما كان سراً لبعض الوقت، وهو أن الضغط على حكومة المملكة المتحدة لحظر حـزب التحـرير آت من قبل الديكتاتوريين في العالم الإسلامي مثل مشرف وكريموف، على الرغم من عدم وجود أي دليل على ربط حـزب التحـرير بالإرهاب. وكانت الأجهزة الأمنية في بريطانيا قد أمضت أكثر من سنة بعد تصريح بلير الداعي إلى حظر حـزب التحـرير في محاولة جمع أدلة لإدانته بالعنف والإرهاب ففشلت.
– ومن هذه التقارير: تقريرُ مركزِ مكافحةِ الإرهابِ عن “حـزب التحـرير” للعام 2007م للكاتبةِ أوليفيا جيتا مستشارةِ مكافحةِ الإرهابِ في واشنطن من (إل دي سي) بعنوان “حـزب التحـرير تتعاظمُ قوتُه على مستوى العالم” حيث جاءَ فيه:
«في الحقيقةِ ينبغي أن يحظى حـزب التحـرير بكاملِ اهتمامِنا دونَ أن يشاركه أحدٌ هذا الاهتمامَ، هذا ما وثقتُه في هذا الأسبوعِ في أسبوعيةِ المقياسِ الأسبوعيِ ويكلي ستاندارد».
ومما ورد فيه أيضاً: «إن الارتفاعَ المفاجئ في شعبيةِ حـزب التحـرير أصبح مصدر قلق… وفي معهدِ جيمستاون لرصدِ الإرهابِ، فإن محللَ الاستخباراتِ مادلين جرين ناقشَ وضعَ حـزب التحـرير في أميركا وقال إن الجيلَ الرائدَ لجماعةِ حـزب التحـرير جعلَ منها واحدةً من أكثرِ الجماعاتِ المتطرفةِ ابتكاراً لاستخدامِ وسائطِ الإعلامِ الجديدةِ كوسيلةٍ لتسويقِ فكرتِها، فمنهم من يستخدمُ الإنترنت والشبكات الاجتماعيةِ ونشرِ الفيديو وتقاسمِ المنتدياتِ وقوائمِ الدردشة والمدونات… جرين حذرَ من حـزب التحـرير وقالَ إنه من المرجحِ أن يلعبَ دوراً هاماً في الشبكةِ العالميةِ؛ نظراً لنجاحِه في وسائطِ الإعلامِ الجديدةِ على الساحةِ والوصولِ إلى الطلابِ الذين يدرسونَ في الجامعاتِ الأميركيةِ لعدةِ سنواتٍ قبلَ أن يعودوا إلى بلادِهم».
– “شبحُ الخـلافة يؤرقُ الولاياتِ المتحدةِ“: وهو مقالٌ تحليليٌ للكاتبِ جان بيير فيليو نشرَ في لوموند دبلوماتيك عام 2008م، تناولَ فيه الكاتبُ مخاوفَ الولاياتِ المتحدةِ من الخـلافة وتكررَ ذكرِها والتحذيرَ منها على لسانِ الرئيسِ الأميركي السابقِ جورج بوش ، كما أتى على ذكرِ النموِ المتصاعدِ للحزبِ في كلٍ من فلسطين وأوروبا وآسيا الوسطى، وفيما يلي جانباً من المقالةِ المذكورة:
«شبحُ الخـلافة يؤرقُ الولاياتِ المتحدةِ، في حين يتمُ إحياؤها من قبلِ بعضِ الفرقِ الإسلاميةِ. لعدّة مرّاتٍ خلالَ خطاباتِه عن “الحربِ العالميةِ ضدَ الإرهاب”، لوّح الرئيسُ جورجُ بوش بخطر عودةِ “خلافة” إسلاميّةٍ كبرى تسيطرُ من أوروبا إلى آسيا. هذه الفكرةُ كانت أيضاً حاضرةً في ذهنِ الرئيسِ نيكولا ساركوزي. وبالمقابلِ، وحدَها فرقٌ صغيرةٌ جدّاً بين المسلمين، كما حـزب التحـرير الذي أسسَّه عام 1953م شيخٌ فلسطينيّ، تأخذُ على عاتِقها هدفَ الخـلافة هذا، من خلالِ الاستنادِ إلى الحنينِ إلى ماضٍ مزدهر….لم ينفكَّ حـزب التحـرير الاسلامي عن مدِّ شبكاتِه في الضفةِ الغربيةِ وصولاً إلى الجامعةِ، حيث تحثُ مجموعتُه “الوعي الإسلامي” على جديّةِ وثباتِ هؤلاءِ المناضلين في قناعاتِهم. بالنسبةِ لحـزب التحـرير الإسلامي الذي أسسَه عام 1953م الشيخُ الفلسطينيُ تقيُّ الدين النبهاني، إنّها عودةٌ قويّةٌ إلى الينابيعِ… فبرأيِه أن الدولَ الاستعماريةَ قد استغلّت المعارضةَ العربيةَ في مواجهةِ الخـلافة العثمانيةِ التي ألغاها مصطفى كمال، عام 1924م. ويدعو النبهاني، على العكسِ من ذلك، إلى قيامِ دولةٍ اسلاميةٍ بقيادةِ خليفةٍ عربي، كما حصلَ منذ وفاةِ النبي محمدٍ (صلى الله عليه وآله وسلم) عام 632م.
لقد شهدَ تفكّكُ الاتحادِ السوفياتي على تمركزٍ نشطٍ لحـزب التحـرير الاسلامي في طاجيكستان… وفي أوزبكستان، إذ تحوّلَ حـزب التحـرير إلى العدوِّ الأولِ للشرطةِ السياسيةِ التي تلوّحُ بأشباحِ الفوضى الإقليميةِ من أجلِ الحصولِ على تفهّمِ القوى الغربية. وعلى كل حال، ما من شكٍّ أنّ هناكَ شبكةً قويّةً في آسيا الوسطى لحـزب التحـرير. وإلى الشرقِ، يتمتّعُ حـزب التحـرير بأكبرِ تجذّرٍ في إندونيسيا؛ ويدلُّ على ذلك التجمّع الذي أقامَه لعشراتِ الآلاف من المتظاهرين بإسمِ الخـلافة في ملعبٍ في جاكارتا في شهرِ آب/أغسطس 2007م. وفي أوروبا، تبقى بريطانيا، بالطبع، نقطةَ الارتكازِ الرئيسيةِ لحـزب التحـرير الإسلامي، الذي يقومُ فيها بنشاطاتٍ دعائيةٍ مكثّفة . فقدأصدرَ هناك مجلّتين فصليتين: واحدةً ذاتَ طابعٍ ثقافي، “الحضارة الجديدة”، والأخرى مخصصةٌ للتوجيهِ العائلي، بعنوان “سلام”… وقد نجح حـزب التحـرير الإسلامي في تجميعِ عضواتِ تنظيمِه المنقبّاتِ أمامَ سفارةِ فرنسا في لندنَ احتجاجاً على قانونِ آذار/مارس 2004م حول العلاماتِ الدينيةِ الفارقةِ في المدارسِ الرسمية. وهو يناضلُ بشراسةٍ ضدَ “تذويبِِ الإسلامِ” في القيَمِ الغربيةِ قائلاً: “في فرنسا يريدونَ تغييرَ ما يضعه المسلمون فوقَ رؤوسِهم، أما هنا فإنّهم يريدون تغييرَ ما في داخل رؤوسِ المسلمين” هذا الموقفُ الصارمُ يؤدّي، ضمنَ التعدديةِ الثقافيةِ الإنكلوساكسونيةِ، إلى التشدّدِ في النظرةِ الدينيةِ الذي يعبرُ عن نفسِه بالقولِ: “إنّ أخوّتَنا حقيقيةٌ، أمّا مواطنيّتهم فمغلوطة” .
وتبرهن شعبيّةُ حـزب التحـرير المتجدّدةِ على قدرةِ هذا التنظيمِ العابرِ للأوطانِ أساساً على التأقلمِ بنجاحٍ ضمن منطقِ العولمة… هكذا تتحوّل الخـلافة الجهاديةُ بصورةٍ ملائمةٍ إلى إمبراطوريةٍ شرٍّ جديدة، تنبعُ نزعتُها التوسعيةُ من عدوانيّةٍ لا تنطفئ تجاه الغرب.
– نشرت صحيفة (Daily Jono Konto) البنغالية في 11/4/2008م مقالاً بعنوان: «نجم جديد سطع في سماء الإسلام يعمل في السياسة» لكاتب مستقل. وقد تحدث فيه عن ظهور حـزب التحـرير في بنغلادش، وتطرق إلى نشاطه في العالم وإلى نشأته. ومما جاء فيه: يمكن ملاحظة ظهور نجم جديد بين الجماعات الإسلامية التي تعمل بالسياسة في بنغلادش… وللحزب حضور قوي في جامعة “دكا” وفي العديد من الجامعات الخاصة. والحزب يضم إلى صفوفه النساء، ويستهدف شباب الحزب المتفوقين من طلاب الجامعات، وهم يدرسون بشكل مستمر في حلقات. وعندما فقدت أكثر الأحزاب السياسية في بنغلادش البوصلة في خضم الاضطراب السياسي طلع هذا الحزب تحت ضوء الشمس يقوم بالمسيرات كل يوم جمعة تقريباً بعد الصلاة ويذكر منها مسيرة احتجاجية ضد قرار الحكومة لمشروع “سياسة تطوير المرأة” ومسيرة احتجاجية أخرى على فيلم الدانمارك الذي استهزئ فيه بالقرآن… وهو يقوم بنشاطاته متجاهلاً حالة الطوارئ» ويذكر أنه «بالرغم من أن الحزب بدأ نشاطاته في العام 2000م إلا أنه يضم إلى صفوفه اليوم أكثر من 10.000 ناشط من المثقفين ثقافة عالية سواء أكانوا من الطلاب أم غيرهم».
– نشرت مجلة (Le Monde) الفرنسية التي تصدر شهرياً باللغة العربية عن جريدة القبس الكويتية العدد (5) لشهر أيار/ مايو 2008م مقالاً تحت عنوان «شبح الخـلافة يؤرق واشنطن». وتربط مشروع الخـلافة بحـزب التحـرير. ومما جاء في المقال:
«يدعو النبهاني إلى قيام دولة إسلامية بقيادة خليفة عربي كما حصل منذ وفاة النبي عام 632هـ… أما أداة هذا الانبعاث الشامل فستكون طليعة نخبوية وعابرة للأوطان متمثلة في حـزب التحـرير الإسلامي… إنها عودة قوية إلى الينابيع». ويضيف: «وبفعل هذا البعد غير القانوني [عدم الترخيص والسماح له بالنشاط] والدعوات المتكررة لإقامة الخـلافة يحقق حـزب التحـرير إجماع أجهزة المخابرات في الشرق الأوسط ضده. وبعد عقدين من الركود السياسي عاد حـزب التحـرير للظهور مع ديناميكية مفاجئة على أطراف العالم الإسلامي في آسيا الوسطى من جهة، وداخل الجماعات الإسلامية المهاجرة في أوروبا من جهة أخرى» ثم يعدد نشاط حـزب التحـرير اللافت في كل من أوزبكستان إلى إندونيسيا إلى أوروبا، وكان قد بدأ بكلام مسهب عن نشاط الحزب في فلسطين. ثم يضيف معلقاً: «تبرهن شعبية حـزب التحـرير المتجددة على قدرة هذا التنظيم العابر للأوطان أساساً على التأقلم بنجاح ضمن منطق العولمة».
ويضيف: «على الأرجح، إن حـزب التحـرير الإسلامي يضم بضع عشرات الألوف من الأعضاء في العالم أجمع، لكن رقم المليون عضو في أربعين بلداً الذي تقدمه المراجع الأميركية يذكي شبح أممية إسلامية حديثة».
– ذكرت وكالة رويترز العالمية في 9/7/2008م أن الحكومة الصينية تكتب على الجدران في منطقة كاشجار الواقعة على طريق الحرير القديم تحذيرات مما تصفه بعدو جديد هو حـزب التحـرير الإسلامي. وكتبت التحذيرات بطلاء أحمر باللغتين الصينية ولغة اليوغور التي تكتب بأحرف شبه عربية وتقول (اضربوا حـزب التحـرير الإسلامي بقوة) و(حـزب التحـرير الإسلامي منظمة إرهابية عنيفة). وتقول الصين إن حـزب التحـرير جماعة إرهابية، وتزعم أنها تنشط في إقليم سنكيانج في أقصى غرب البلاد التي يقطنها حوالى ثمانية ملايين مسلم من اليوغور يتحدثون إحدى لغات المجموعة التركية ويثور معظمهم على الحكم الصيني. ويعتبر ظهور حـزب التحـرير في سنكيانج ظاهرة جديدة. ويقول نيكولاس بيكولين من منظمة مراقبة حقوق الإنسان (هيومان رايتس ووتش): “المنظمة قوية جداً، ورغم أن نفوذها محدود في جنوب سنكيانج إلا أنه يبدو أنه يتنامى”. وأضاف: “سلطات السجون قلقة من تأثير أتباع حـزب التحـرير على نزلاء آخرين”. وفي نيسان اتهمت الحكومة حـزب التحـرير بالتحريض على التظاهر في خوتان، وقال مجلس اليوغور العالمي إن نحو ألف متظاهر شاركوا في هذه الاحتجاجات.
– نشرت صحيفة القدس في 6/9/2008م مقالاً عن حـزب التحـرير بعنوان: «مخاوف من انتشار حـزب التحـرير الإسلامي» سلطت فيه الضوء على أن الغرب ينظر إليه على أنه الطليعة الأيديولوجية للإسلام الراديكالي (الأصولي). ومما جاء فيه:
«يدعو حـزب التحـرير لإحياء الخـلافة الإسلامية واستعادة السلطة الدينية التي كانت لسلاطين العثمانيين الذين حكموا إمبراطورية مترامية الأطراف… ويدعو صراحة لتصفية (إسرائيل) والإطاحة السلمية بكل الأنظمة الموالية للغرب، وطرد الغرب من المنطقة، والقضاء على مصالحها فيها، ولا يتردد الحزب في وصفه الأنظمة الموالية للغرب بأنها “أنظمة من الطراطير” والمخيف في الأمر أن الكثير من الشباب بدؤوا ينضمون للحزب… وأهمية هذا الحزب الحقيقية تتمثل في الدور الذي يلعبه في نشر الراديكالية في أوساط المسلمين في الشرق الأوسط. وتشير أدبيات الحزب إلى أن النزاع الحالي بين الديمقراطيات الغربية والإسلاميين هو ليس نزاعاً يدور على أرض أو سياسات محدودة، بل هو صراع حضاري وثقافي وديني». ويضيف المقال: «بدأ حـزب التحـرير في توسيع قاعدته الجماهيرية، وهو على درجة عالية من التنظيم والانضباط، وذات قيادة لم تتلطخ يداها في أي شيء سلبي يمكن أن يؤخذ على الحزب، وهذا ما جعل منه شبه مستقل وغير خاضع لتأثير أي جهات محلية أو خارجية. في البداية كانت الآلة الإعلامية للحزب محدودة، ولكن في زمن الإنترنت تغير هذا الوضع وأصبح بإمكان الكثيرين الاطلاع على أدبيات الحزب ما ساهم في إنشاء العديد من الفروع الجديدة في أوستراليا وبلجيكا والدانمارك وماليزيا وباكستان وتركيا وبنغلادش… وعاد الحزب لينشط من جديد في فلسطين ويكوّن له فروعاً في معظم مدن الضفة الغربية وقطاع غزة. ويقول الحزب إن له فروعاً في 45 بلداً على الأقل… وأعضاؤه يقدرهم البعض بمليون عضو، وقد تمكن حـزب التحـرير مؤخراً من تحريك عشرات الآلاف من مؤيديه لتنظيم مسيرات عبر الضفة الغربية. أما أكبر استعراض للعضلات قام به حـزب التحـرير فقد تم في أحد الملاعب الرياضية في العاصمة الإندونيسية جاكرتا حيث تمكن من حشد أكثر من 80 ألف شخص وقفوا وهتفوا مطالبين بعودة الخـلافة الإسلامية.
– ويقولُ بيب الكيوبار الذي سافرَ كثيراً عبرَ دولِ العالمِ الإسلامي «إنّ أعضاءَ حـزب التحـرير الإسلامي على استعدادٍ للانتظارِ ألفَ عامٍ آخر من أجلِ ضمِ الغربِ للـخلافة الإسلاميةِ.نظرَ الغربُ طويلاً لحـزب التحـرير على أنه حزبٌ غيرُ فعالٍ يسعى لتحقيقِ هدفٍ طوباوي. بدأ حـزب التحـرير في توسيعِ قاعدتِه الجماهيريةِ وهو على درجةٍ عاليةٍ من التنظيمِ والانضباطِ، وذاتُ قيادةٍ لم تتلطخ يداها في أي شيءٍ سلبيٍ يمكنُ أن يؤخذَ على الحزب، وهذا ما جعل منه شبه مستقلٍ وغيرِ خاضعٍ لتأثيرِ أي جهاتٍ محليةٍ أو خارجية.)
– وتدعو مؤسسةُ راند الى التصدي لمن يحملُ دعوةَ الخـلافة بالوصفِ دون التصريحِ باسم الحزبِ بالقول (يجبُ محاربتُهم واستئصالُهم والقضاءُ عليهم ؛ لأنهم يعادونَ الديمقراطيةِ والغربَ، ويتمسكونَ بما يسمى الجهاد، وبالتفسيرِ الدقيقِ للقرآنِ، وأنهم يريدون أن يعيدوا الخـلافة الإسلاميةَ، ويجبُ الحذرُ منهم لأنهم لا يعــارضونَ استخدامَ الوسائلِ الحديثةِ والعلمِ في تحقيقِ أهدافِهم، وهم ذوو تمكنٍ في الحجةِ والمجادلة.)
– صدر تقرير عن مكتب شؤون آسيا الوسطى بوزارة الخارجية الأميركية… يحذر فيه من نشاط حـزب التحـرير، ومما جاء فيه: «الولايات المتحدة تراقب عن كثب حركة حـزب التحـرير الإسلامي، التي دعت إلى قلب حكومات آسيا الوسطى»، وأضاف: «غير أنّ هذا الحزب لا يُحبّذ اللجوء إلى العنف على الرغم من خطابه الملهب للمشاعر، والمعادي للسامية، وغير المتسامح»، مؤكداً أنّ: «الولايات المتحدة امتنعت عن تصنيف هذا الحزب كمنظمة إرهابية أجنبية، بسبب عدم وجود أدلة على أن حـزب التحـرير قد قام بأعمال عنف لتحقيق أهدافه السياسية»، وأكد التقرير أن: «الحزب دعا إلى قلب الحكومات في العالم الإسلامي، وإلى إقامة خلافة إسلامية ثيوقراطية لا حدود قومية لها».
– قام حـزب التحـرير بعقد مؤتمر اقتصادي له في السودان في السابع من محرم 1430هـ الموافق للثالث من يناير/ كانون الثاني 2009م تحت شعار «نحو عالم آمن مطمئن في ظل النظام الاقتصادي الإسلامي» وقد كان مؤتمراً أممياً بكل ما للكلمة من معنى. طرح فيه واقع الأزمة المالية العالمية وطريقة علاجها، وهو ما عجز وتعجز عنه أكبر العقول الاقتصادية في الغرب. منطلقاً من أهمية التقيد بالأحكام الشرعية الاقتصادية، وقد أضاف حـزب التحـرير بهذا المؤتمر إلى سجله الذهبي المضيء عملاً لو علم الناس خيره لأفسحوا المجال له ليقود العالم كله بالأحكام الشرعية مرتبطة بالإيمان، لقد تصرف تصرف دولة الخـلافة الإسلامية المسؤول لو كانت موجودة. ووضع ملامح الحل الذي يفتقده العالم أجمع وذلك في خطوة تكشف مدى جديته وإصراره على تحقيق هدفه.
– وها هو حـزب التحـرير يرعى في مناسبة السنة الثامنة والثمانين لهدم الخـلافة مؤتمراً للعلماء من مختلف بقاع العالم الإسلامي يعلنون فيه أهمية اجتماع المسلمين على العمل لإقامة الخـلافة الإسلامية الراشدة التي تعتبر تاج الفروض بحق، وأنه عمل العلماء المخلصين الواعين الأول بما يترتب عليه من استقامة أمر المسلمين في كامل شؤون حياتهم، واجتماع كلمتهم على كلمة الحق في كل بقاع الأرض…
وهكذا نسأل الله سبحانه وتعالى أن يديم الخير على حـزب التحـرير في أعماله الجادة المخلصة الواعية حتى يحقق له ما قام من أجله: الخـلافة الراشدة الثانية (وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا) [الكهف 45].
هذه بعضُ المقالاتِ والتقاريرِ والتحليلاتِ التي رأت النورَ وظهرت للعيانِ وهي مؤشرٌ على مدى تحسبِ وترقبِ القوى الغربيةِ الاستعماريةِ لمشروعِ الخـلافة وحـزب التحـرير، وهي تعطي انطباعاً واضحاً على أن ما يجري في الخفاءِ أشدَ مما يطفو على السطح، وهذا الترقبُ والتخوفُ قد بلغَ أشدَّه وذروتَه، وكلنا سمعنا وشاهدنا زعماءَ الغربِ كيف طفحَ بهم الكيلُ فأبدوا البغضاءَ من أفواههِم وحذروا من الخـلافة وحـزب التحـرير، إن تخوفهم من الخـلافة هو خوفٌ تراكميٌ ممتدٌ منذُ هدمِهم إياها وقضائِهم عليها منذ مطلع القرنِ الفائتِ إلى يومِنا هذا، إن خوفَهم هذا لا يمكنُ وصفُه سوى بخوفِ من عاشَ في عتمةِ الليلِ من الضوءِ الساطعِ، وبخوفِ من ألفَ الفسادَ فبات يرى في الصلاح والخير فساداً وشراً، وبخوفِ من عاشَ على نهبِ الخيراتِ من عودةِ الحقوقِ الى أهلها.
إن حـزب التحـرير يحملُ للعالمِ مشروعاً حضارياً متكاملاً يضمنُ الحياةَ المطمئنةَ والرفاهيةَ للبشر، يحملُ لهم مشروعَ الخـلافة الأملَ الوحيدَ الذي تبقى للبشريةِ للتخلصِ من ضنكِ وجورِ الرأسماليةِ التي عاشت على مصِ دماءِ البشر وظلمِهم ونهبِ خيراتِهم… خلافة ستنيرُ للبشريةِ دربَها وتحفظُ دماءَها وخيراتِها… خلافة تقدمُ أبناءَها قرباناً لنشر الخيرِ والهدى للعالم… خلافة لا يهدأُ لها بالٌ ولا يستقرُ لها حالٌ إلا بجعلِ البشرِ ينعمونَ بحياةٍ آمنةٍ مطمئنةٍ في ظلِ عدلِ شرعةِ السماءِ دونَ أن ينتقصَ من حقِ البشرِ أو الدواب شيئاً… إنها خلافة حُقَ لها أن تُسمى بمشعلِ الهدايةِ في هذا الليلِ البهيمِ، وأملِ هذه الأمةِ والعالمِ من بعد ما حلَ بالبشريةِ داءَ الرأسمالية.
2009-08-21