الصراعات الدولية المسلحة
2010/01/21م
المقالات
1,441 زيارة
الصراعات الدولية المسلحة
– من الصعوبة بمكان تحديد -على وجه اليقين- القوى الخارجية ودورها ومصالحها في تأجيج الصراعات السياسية الراهنة في اليمن. إلا أن القراءة المتأنية لكل الحالات الانفصالية الجارية في المنطقة، كما هو الحال في العراق والسودان بصفة عامة، والحالة اليمنية والأوضاع فيها بصفة خاصة، تكشف عن الدور الكبير فيها لعدد من الأطراف الخارجية. ومن متابعة هذه التطورات، نستنبط أمرين مهمين:
– الأول: إن كل الحالات الانفصالية في أغلب الأحوال تجري في مناطق فقيرة ومهمشة، بما يعني أن أهل تلك المناطق غير قادرين على توفير الدعم المالي لتلك الحركات، وهو ما يظهر في عمليات التسليح والإنفاق على المجموعات القتالية التي تحتاج إلى ميزانيات سنوية ضخمة.
– الثاني: إن ثمة دعماً سياسياً ودبلوماسياً وإعلامياً لكل تلك الحركات الانفصالية، ممثلاً في مساندة اقتراحات وآراء تلك الحركات والترويج لها من خلال فتح أجهزة الإعلام أمام العناصر القيادية لتلك الحركات، هذا فضلاً عن تنظيم دورات تدريبية ونقل الخبرات للعناصر السياسية والإعلامية والعسكرية… إلخ.
– وهو ما ينطبق بصورة جلية في الحالة اليمنية اليوم. فـ(التمرد) في الشمال و(الحراك) في الجنوب ما كان لهما أن يحظيا بهذا الزخم دون وجود داعم أو مؤيد خارجي. ويدلل على هذا الاستنتاج العديد من الشواهد والدلائل، وإذا كان بعضها أكثر بروزاً ووضوحاً كما هو في الموقف الإيراني وموقف دول الخليج العربية، فإن البعض الآخر لايزال خافتاً ومستتراً، كما هو موقف الولايات المتحدة والأوروبيين.
– إن كل الصراعات القائمة في العالم الإسلامي تغذيها دول محلية تعمل بأوامر من الدول الأجنبية، ويعرف غالبية السياسيين الكبار في كل أنحاء العالم بما فيه العالم الإسلامي وكذلك كبار الإعلاميين ووسائلهم الإعلامية الكبرى: من هي الدول المتصارعة؟ ومن يدفع المال ويزود بالسلاح ومن يقوم بتهريب المقاتلين والسلاح والتدريب، ولكن الجميع يتواطأ على تضليل الناس حتى لا تنكشف سوءة العمالات.
2010-01-21