بَرِحَ الخفاءُ، فأيُّ شيءٍ خافِ
.
|
|
في عالم الزعماء والأشراف؟!
.
|
برح الخفاءُ، فلم يعد أنا على
.
|
|
خوفٍ، نجوب غياهب الأسداف
.
|
هذا الزمانُ الكفرُ فيه مُحلَّلُ،
.
|
|
والظلمُ مثلُ العدلِ والأنصافِ
.
|
والقائدُ الخوّانُ أصدقُ، والغِوى
.
|
|
مثلُ الهُدى، والفسِقُ بعضُ عَفافِ
.
|
والحاكميّةُ للشياطين ِ التي
.
|
|
رَسَمَتْ سياسياتِ السلامِ الكافي
.
|
أَسَفٌ علينا نحن أحقرُ أمةٍ
.
|
|
سيقت لمسلخها، قطيعَ خِرافِ
.
|
ذُبحتْ، وأُنْزِلَتِ اللحودَ ولم تزْل
.
|
|
تدعو لقاتلها بكلِّ هُتافِ
.
|
أَسَفٌ علينا؛ كل زِقٍ دولةٌ
.
|
|
باهتْ بوحدة خلفها الرفرافِ
.
|
متفرّقين، فأي شعب لم تكن
.
|
|
نخرته أرياح النـزاع سواقي
.
|
|
* * *
|
|
يا رقدةَ التاريخِ أيّةُ ثروةٍ
.
|
|
تلك التي تنداحُ في أطرافي
.
|
سنخوضُ معركةَ السلام فأينَ هُمْ
.
|
|
كُهّانُنا، جَلاَبةُ استشراف؟
.
|
إن الطريق طويلة، مجهولة،
.
|
|
أنخوض معركةً بلا عرّاف؟!
.
|
ماذا أقول إذا تملّك أمرنا
.
|
|
أعداؤنا، وشريعةُ الأجلافِ؟
.
|
ماذا أقول إذا الطريقُ مشيّكٌ
.
|
|
ومشوّكٌ، ووجدْتُ أني حافي؟
.
|
وعليّ أن أمضي، فإني إن أقف
.
|
|
لن أبقَ، ليسَ الدهرُ للوَقَّافِ
.
|
وأتيه في لُجج البحار، ولم أزل
.
|
|
أرجو أُبَلَّغُ آمناتِ ضِفافِ
.
|
ربّاه إني – مثل غيري – غارقٌ
.
|
|
في بحر حيراتي بلا مِجْدافِ
.
|
كنا نرى صلح اليهود خيانةً
.
|
|
وسياسة التثبيطِ والإرحافِ
.
|
ماذا جرى حتى يصير فريضةً
.
|
|
منصوصةً في الدين والأعرافِ
.
|
هذا السلام «كفيل فجر قادم»
.
|
|
مخضوضرِ الآفاق والأسجافِ
.
|
سيحوّل الدنيا لدينا ثَرّةً
.
|
|
خَلاّبةَ الأضواءِ والأطيافِ
.
|
السلْم للأجيال، مَنْ مِنّا إذاً
.
|
|
سيقول: لا. يا حشْدة الآلافِ
.
|
السلمُ يورِدُنا الرخاء ولم نَزَلْ
.
|
|
نحيا حياة الفقر والإتلافِ
.
|
لا ضيرَ إن سَرَقَ العدوُّ بلادنا
.
|
|
ما دام في الأعماق وُدّ صافي
.
|
لا ضير ما دام الثراءُ يَعُمُنا
.
|
|
وسهولُنا مُخْضَلَّةُ الأكتافِ
.
|
فلمن إذاً ستقول: لا، يا أحمقاً
.
|
|
وتذيع شِعْرَكَ فوق كل صحاف
.
|
ماذا على جنس القرود إذا هُمُ
.
|
|
حلّوا على الأعراب كالأضيافِ؟!
.
|
أَوَلَيس تجمعنا جذورُ محبةٍ
.
|
|
وأصولُنا، وديانةُ الأحنافِ
.
|
واقرأ: «وإن جنحوا لسلمٍ شاملٍ
.
|
|
فاجنح له» فالخير فيه موافي
.
|
أَوَ سوف ترفض دعوة الله الذي
.
|
|
يأتيك بالإحسانِ والألْطاقِ
.
|
أتَرَوْنَ تُنْسى في اللهيب جراحنا
.
|
|
مزجت بخمرٍ في الكؤوس نِطافِ
.
|
باعوا دمائي في «الخليل» وأيّهم
.
|
|
قد كان يأسى من دمي الوكّافِ
.
|
ونَضِنُّ أن نصف العدو بلفظةٍ
.
|
|
خوفاً على إحساسه الشفّافِ
.
|
السِّلْم حين نبوء مركز قوّةٍ
.
|
|
لا مرغمين عليه، حالَ ضعافِ
.
|
|
* * *
|
|
يا «قدس» كم من حسرةٍ في خافقيِ
.
|
|
جادة بها بعد الدموعة قوافي
.
|
يا «قدس» عشقك في النفوس سجيةٌ
.
|
|
إني طويتُ على هواك شفافي
.
|
أَيقال: باعوا طهرَ تُرْبِكِ للذي
.
|
|
نقضَ العهودَ وموثق الأحلاف
.
|
كم من شه في ثَراكِ موسَّدٌ،
.
|
|
وببطنِ أرضِكِ، من دهورٍ غافِ
.
|
لو لم تكن في الله وثبتُةُ لما
.
|
|
أَرْوَى – فداء – بالدّم النَّزَّافِ
.
|
|
* * *
|
|
يا رقدةَ التاريخ أيةُ فُرقةٍ
.
|
|
وتخاصمٍ، وتشتتٍ، وخلافِ
.
|
باعوا الكرامة في بلادي بَخْسَةً
.
|
|
ليعيش فينا سيّد الأشراف
.
|
داسوا على جُرحي الذي لم يلتئمْ
.
|
|
ليعيش فينا سيّد الأشراف
.
|
مدّوا إلى دَنَسِ اليهود قلوبَهمْ
.
|
|
ليعيش فينا سيّد الأشراف
.
|
بالوا على تاريخ أشرف قادةٍ
.
|
|
ليعيش فينا سيّد الأشراف
.
|
كم من لقاءات مضت سِرّيّةٍ
.
|
|
بابن القرود ليسّد الأشراف
.
|
أبناء مُحيي الثورة الكبرى، لنا
.
|
|
خَلَفٌ يسير على خُطا الأسلافِ
.
|
زمن سيفضح كلَّ ما استتروا به،
.
|
|
والدهر يُظهِرُ كُلَّ شيء خافِ
.
|
وعصورُنا أزلامُها معبودةٌ
.
|
|
أو لم نزل أَنّا عبيدُ «منافِ»؟!
.
|
قد ضيقوا في كل حكمٍ جائرٍ
.
|
|
سُمٍّ، ونحسبه الشفاء، زُعاقِ
.
|
مَنْ حاكمٌ – إلا مقام جنابه –
.
|
|
إذ قال: قد وُلد الشعوب حوافي
.
|
أوْ جاعلُ البترولِ بعضَ هديةٍ
.
|
|
وتبرعاً للغرب في إسرافِ
.
|
وشعوبُه أكلتْ ثرى الصحراء، لم
.
|
|
تجد الطعامَ، وتعيش عيشَ كفافِ
.
|
إني أرى خيراتِنا ليستْ لنا،
.
|
|
لعدوّنا، وتؤول لاستنزافِ
.
|
الماء أشحده وعندي نبعُه،
.
|
|
وأَظلُّ ما شاءوا أسيرَ جَفافِ
.
|
وأظلُّ ألهثُ خلفَهمْ في ذلةٍ
.
|
|
حتى يُرَسَّمَ حدُّنا الجغرافي
.
|
يا دولة التوقيعِ والتركيعِ
.
|
|
والتجويعِ، والترقيعِ، والإسفافِ
.
|
من للكرامة ثائراً أو غاصباً
.
|
|
أوْ آسياً، من جُرْحِنا الرَّعَّافِ؟!
.
|
«يا ابن الوليد» أليس تخرجُ مرةً
.
|
|
أخرى، تجوبُ غياهباً وفيافي؟!
.
|
«يا ابن الوليد» ألم تَشُفِكَ دماؤهمْ
.
|
|
فدعوت للزعماء بالسَّيَّافِ
.
|
إبدأ بهم وانثر على كل الرُّبي
.
|
|
أشلاءهم قربانَ خيرِ قِطافِ
.
|
سأقول للتاريخ إن عروشَكمْ
.
|
|
قامت على الأشلاء والأقحافِ
.
|
وعلى الخيانة والرذيلة والهوى،
.
|
|
وعلى الخنا والظلمِ والإجحافِ
.
|
صُنِعَتْ بأميركا، وكُلُّ مُسَوّدٍ
.
|
|
منكمْ لقيطٌ فازَ باستعطافِ
.
|
قد علّموه يستخفُّ بقومه
.
|
|
ليطاع، كيف يشاءُ، باستخفافِ
.
|
مَهْلاً أيا جِيَفَ الشعوب فأنتمُ
.
|
|
زَبَدٌ على وَجْهِ الحقيقةِ طافِ
.
|
لن تسلموا من لعنة التاريخ بل
.
|
|
من لعنتي، وهَديرها العَزّافِ
.
|
لن تسلموا من ذنب شعبٍ أعزلٍ
.
|
|
يوماً، ومن هَيَجانِه الزّحّافِ
.
|
وتظل أمواجُ البحارِ ورملُها
.
|
|
مجهولةَ الطوفان والأصدافِ
.
|