ألا ليت شعري هل أرابط ليلةً
.
|
|
أحاصر روما في خميس عرمرمِ
.
|
وتحكمُ في مِجريطَ(1) لله عصبةٌ
.
|
|
تدك رؤوس الكفر في بَكِنْغهَمِ(2)
.
|
هُموا مزقوا جسمي وهدّوا خلافتي
.
|
|
فما أنا يا سَكْسونُ(3) عن فعلكم عَمِي
.
|
وإن أنسَ لا أنسى فرنسيس(4) بعدما
.
|
|
أفنوا من الأوراسِ ملون مُسلمِ
.
|
عزيز على نفسي نساءُ يُذلّها
.
|
|
علوجٌ من الأروام بَزْرُ الأيايم(5)
.
|
فتفتضُّ صربٌ نفسي نساءُ يُذلّها
.
|
|
في أرض بُسْنَةَ تستغيث بأبْكُمِ
.
|
بقومٍ غثاءِ لا يُعدّون كثرةً
.
|
|
قياداتهم في موطن الذل ترتمي
.
|
يَخرّون صرعى للضلال وإفكِهِ
.
|
|
ويرضون حُكْماً للطواغيت ينتمي
.
|
فيا ليت أَني لم أكن من قرونكم
.
|
|
ولكنْ أبى الرّحمنُ إلا تألُّمي
.
|
أقلب جنبي في الفراش كأنّ بي
.
|
|
سمومَ الأفاعي أو رصاصات دُمْدمِ
.
|
أراقبُ طول العمرِ أخبارَ أمتي
.
|
|
فأَزدادُ حزناً حارقاً كلَّ أعظمي
.
|
أسرّحُ طرْفي صوب مسرى نبيكم
.
|
|
فأُلفيه في طوق من الجند مُحْكَمِ
.
|
تروجُ وتغدو الغانيات بحصنِه
.
|
|
وقد كان قبل اليوم صعبَ التقحُّمِ
.
|
كأني بأقصاكم يبُث لربّه
.
|
|
شَكاةً تُذيب القلبَ من كل مسلمِ
.
|
يئن ويبكي تحت ظل حرابهم
.
|
|
ألا فاجمعوني بالحطيم وزمزمِ
.
|
وتحت ظلال الصّقر(6) ضموا مآذني
.
|
|
فيضحك وجهي بعد طول التجهّمِ
.
|
جيوش تسدّ الشمس إلا لأنها
.
|
|
بغير إمامٍ تستغيث وتحتمي
.
|
بمجلس أمن، لا سقى الله أرضه
.
|
|
بمُزنٍ، ولكن بالصواريخ والدّمِ
.
|
فهل يجمع الرّحمن أوصال أمة
.
|
|
بأروعَ(7) مأمونِ النقيبةِ قشْعَمِ(8)
.
|
رحيم بأهل الدين، يهتزّ للوغى،
.
|
|
شديدٍ على الكفار، شاكرِ أنعُمِ
.
|
إن استَنفر الأجنادَ لم يبقَ قاعداً
.
|
|
كما يفعلُ الحكامُ عصرَ التقدمِ
.
|
يقيم حدود الله، يحمي ثغورنا
.
|
|
إذا واجهَ الكفارَ لم يتبسّمِ
.
|
فيا ناصرَ الستيْن(9) لا زالت مرتجىً
.
|
|
تعيد لهذا الدين مجداً له ظمي
.
|
فتشفى صدورٌ مؤمنات كواظمِ
.
|
|
ويقرح شيخ من بهاليل(10) إجزمِ
.
|
تقيٌ لأحكام الطريقة مبصرٌ
.
|
|
فقيهٌ إذا استفَتَوْهُ لم يتلعثمِ
.
|
مضى باذلاً لله غاية نُصْحِهِ،
.
|
|
شهابٌ أضاء الليلَ غيرَ مُذمّمِ
.
|
فأضحى بأرض الشام في الرمس ثاوياً
.
|
|
ألا احسِنْ مآبَ الشيخ يا رب وارحَمِ
.
|
وَهيّئ لطُلاّب الخلافة نُصرَةً
.
|
|
فللذّلّ طعمٌ لا يقاس بعلقمِ
.
|
تجرّعْتُه بعد انهدام خلافتي
.
|
|
فيا نفسُ عوذي بالمعوِّذِ تسلمي
.
|
أعوذ بوجه الله من فتنة الدّنى
.
|
|
فأَعظِمْ به مُسْتَنصَراً ثُمّ أعظِمِ
.
|