أيّ دورٍ للكويت ترسمه أميركا؟!
2003/09/20م
المقالات
1,451 زيارة
أيّ دورٍ للكويت ترسمه أميركا؟!
قال وزير الخارجية الكويتي مؤخراً: «إن الاعتذار الذي تطالب به الكويت القيادة الفلسطينية يتضمن إدانة الاحتلال العراقي، وإدانة من أيّد هذا الاحتلال، وترجمة هذه الاقوال إلى أفعال، والعمل سوياً لإحداث تغييرٍ في منهجية العمل العربي، والنظام الأمني العربي.
هذا القول من وزير خارجية الكويت يشبه الإملاء، من دولةٍ قويةٍ كبرى ترسم سياسة المنطقة، أو ترسم سياسة العالم، ولا يصدق أحدٌ أن الكويت تملك القوة العسكرية أو السياسية أو الدولية، لتنفيذ هذا الإملاء والتهديد، فهل هذا صوته أم صوت سيده؟
هذه الكلمات ليس فيها دفاعٌ عن أيّ فريقٍ عربيٍ، سواء دعم اجتياح الكويت أم عارضه، وسواء اعتذر أم لم يعتذر، وإنما هو لتسليط الضوء على الدور الذي ترسمه أميركا للكويت، والذي بدت ملامحه تظهر في مؤتمرات القمة العربية (عديمة النفع)، وبالرغم من عدم جدواها، إلا أن الكويت مارست دور المشاغب فيها، ودور الذي لا يريد للجرح أن يندمل، أي إبقاء الخلافات مستعرة، وعدم الثقة متفاقمة، وخوف الجار من جيرانه لكي تسوغ للاحتلال الأميركي البقاء، لحماية الدول من كيد جيرانها، حسب زعمهم.
هل تريد أميركا أن تستعمل الكويت كحاملة طائراتٍ برية؟ أم كمخلب قطٍّ سياسيٍّ وإعلاميّ؟ أم بؤرة للمهاترات ورجم كل من لا يعجب أميركا بالتهم؟ وماذا يعني كلام وزير الخارجية الذي يقول فيه «تغيير في منهجية العمل العربي والنظام الأمني العربي»؟
لقد نجحت الأنظمة في جرّ الشعوب معها في طريق الباطل، حينما ربطت مصالحها بمصالح المنتفعين والمرتزقة المعتاشين، على بعض المكاسب السلطوية، وقامت الأنظمة بتصوير الأمور بأنها مسألة مصيرٍ للطرفين، فإذا ما تهددت مصالح النظام فإن كل مكاسب المنتفعين سوف تتهدد وتزول، ولهذا ما على الناس سوى التشبث ببقاء النظام (وليّ نعمتهم)، لأن في بقائه بقاءٌ لامتيازاتهم.
أما في البلدان التي تعشّش فيها الطائفية والمذهبية، فإن الأنظمة قامت بالعزف على أوتار الطائفة والمذهب، وقام كل زعيمٍ بإقناع طائفته أو مذهبه بأنه الحارس المدافع عن حقوق الطائفة، وإذا مات أو عُزل ماتت الطائفة واندثرت. وقد نجحوا أيضاً في هذا المضمار أيّما نجاح، والمطلوب صحوةٌ حقيقيةٌ، تطيح بكل المتلاعبين بعقول الناس الماكرين بالأمة وبمصيرها .
2003-09-20