شيْءٌ مِنْ فِقْهِ اللُّغَةِ (دلالات الألفاظ) في لغة العرب (2)
2002/11/19م
المقالات
1,700 زيارة
شيْءٌ مِنْ فِقْهِ اللُّغَةِ
(دلالات الألفاظ) في لغة العرب (2)
أمثلة أخرى على المنطوق:
أ. مطابقة وتضمن واللفظ حقيقة وحقيقة على الترتيب:
-
قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى) [البقرة/264]، (الصدقات) هنا في تمام معناها: كلّ ما أنفق قربة إلى الله، فهي (مطابقة) (حقيقة لغوية).
قال تعالى: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ) [التوبة/60]، (الصدقات) هنا في جزء من معناها – الزكاة فقط -، فهي (تضمن) (حقيقة لغوية أي الصدقات).
-
قال تعالى: (وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ ) [الواقعة]، (الضالين) حقيقة شرعية تطلق على كلّ الكفار (مطابقة).
قال تعالى: (غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ) [الفاتحة] (الضالين) حقيقة شرعية استعملت في جزء من معناها (النصارى) (تضمن).
-
قال تعالى: ( هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ) [البقرة/29]، (السماء) حقيقة لغوية في مجموع السموات (مطابقة).
قال تعالى: (وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاء فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا) [الجن]… (السماء) هنا حقيقة لغوية في السماء الدنيا (تضمن).
ب. مطابقة وتضمن واللفظ حقيقة ومجاز على الترتيب:
-
قال تعالى: (ثم صبوا فوق رأسه من عذاب الحميم) [الدخان]، (الرأس) في تمام معناه وهو حقيقة لغوية (مطابقة).
قال تعالى: (قال رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيباً) [مريم/4] (الرأس) هنا في جزء من معناه – الشعر – وهو مجاز (تضمن).
-
قال تعالى: (إنا أرسلنا نوحاً إلى قومه) [نوح/1]، (القوم) هنا حقيقة لغوية في تمام معناه، أي: كل قومه فموسى مرسل لقومه أجمعين (مطابقة).
قال تعالى: (وإذ قال موسى لقومه) [البقرة/67]، (القوم) هنا مجاز في جزء من القوم (تضمن).
-
قال تعالى: (اليوم نختم على أفواههم) [يس/65]، (أفواه) هنا حقيقة في تمام معناه (مطابقة).
قال تعالى: (يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم) [آل عمران/167]، (أفواه) هنا مجاز في اللسان – أي يقولون بألسنتهم – فهي في جزء من معناها (تضمن).
ج. مطابقة وتضمن من حيث دلالة اللفظ المفرد الكلية:
-
قال تعالى: (قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللّهُ بُنْيَانَهُم مِّنَ الْقَوَاعِدِ) [النحل/26]، (البنيان) هنا في تمام معناه أي: كلّ البناء فهي (مطابقة).
قال تعالى: (الذي جعل لكم الأرض فراشاً والسماء بناءً) [البقرة/22]، (البناء) هنا في جزء من معناه أي: السقف فهي تضمن.
ملاحظة: لقد أفردتُ بنداً منفصلاً للفظ المفرد من حيث دلالته الكلية على الرغم من أن الدلالة الكلية في هذه الحالة هي (حقيقة) كالبند (أ)، غير أنه لما كان أحد أقسام الكلي للمفرد هو (المشكك) أي الذي يزيد وينقص معناه في أفراده كالبنيان في الزيادة والنقص لكامل البيت أو لجزء منه، عليه فقد وضعته في بند منفصل وضربت مثالاً عليه للتوضيح.
ومن الجدير بالذكر أن سياق الاستعمال له دور في تمييز الكلي المشكك من باقي أنواع الحقيقة، فلو قلت: (البيت يحمي ساكنه من حر الصيف وبرد الشتاء) فأنت هنا تتكلم عن البيت كوحدة واحدة تدل على جنس البيت المنطبق على جميع أفراده فيكون البيت هنا حقيقة عامة، لكنك لو قلت (بلغت تكاليف هذا البيت منذ البدء بتنفيذه حتى إكمال جدرانه مبلغ كذا) فإن لفظ البيت هنا لفظ كلي (مشكك) لزيادة معناه ونقصانه في أفراده .
2002-11-19