مفهوم العِزّة
2002/09/19م
المقالات
2,062 زيارة
مفهوم العِزّة
العزيز من أسماء الله تعالى وصفاته، قال الزجاج: هو الممتنع فلا يغلبه شيء، وهو القوي الغالب كل شيء، ومن أسمائه (المعز) وهو الذي يهب العز لمن يشاء من عباده.
و(العز) – بفتح العين المهملة – القوة وهو الرفعة والامتناع، وفي الحديث أنه صلى الله عليه وسلم قال لعائشة: هل تدرين لم كان قومك رفعوا باب الكعبة، قالت: لا. قال: تعززاً أن لا يدخلها إلا من أرادوا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-
وفي قول الحق سبحانه وتعالى: (مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا) [فاطر/10] يعني من كان يريد علم العزة التي لا ذلة معها لأن العزة اذا كانت تؤدي الى ذلة فإنما هي تعرض للذلة.
والعزة التي لا ذل معها لله عز وجل (جميعاً) فمن طلب العزة من الله وصدقه في طلبها في افتقار وتذلل وسكون وخضوع وجدها عنده عز وجل غير ممنوعة ولا محجوبة عنه يشرحها قول الرسول صلى الله عليه وسلم: من تواضع لله رفعه. ومن طلبها من غير الله وكله الله إلى من طلبها عنده، فقال عز وجل: (الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعًا) [النساء]. وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «من أراد عز الدارين فليطع العزيز» .
-
قلنا إن العزة والعز تعني الرفعة والامتناع والغلبة، فمن أراد طلبها كان عليه معرفة صاحبها ومعطيها وواهبها وما هي شروط إعطائها وكانت الآيات بياناً لذلك:
( أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعًا) [النساء] .
(وَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعًا هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) [يونس] .
(مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا) [فاطر/10].
-
فمن بحث أو يبحث عن العزة في غير الله عز وجل فقد ضل طريق العزة لا بل سلك طريق الذل وإن ظن أنه يسير في طريق العزة، فالذين تعززوا بالأصنام أو بالمال أو بالجاه أو بالجبروت؛ تعززهم هذا تعزز آني سرعان مايتكشف عواره ويظهر بواره وقد أخبر عنهم ربنا سبحانه وتعالى حين قال: (وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِّيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا {81} كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا) [مريم] .
فالعزة الظاهرة التي كانوا يتوهمونها من حيث إنهم ما كانوا في طاعة أحد ولم يكن لهم من يأمرهم أو ينهاهم فكانوا ينحتون الأصنام ويقولون هذه آلهتنا.
والعزة الظاهرة اليوم والتي يتوهمها كثير من الناس عندما يصنعون آلهتهم وفق احتياجاتهم أو أهوائهم وحين يسلكون طريق الديمقراطية، فهل يختلفون عمن سبقهم؟ لا بل إنهم يضعون لأنفسهم ديدناً وديناً يطلبون العزة به فحالهم كحالهم ووضعهم كوضعهم والداعون لحوار الأديان كذلك.
-
حصر الله العزة حين قال: ( فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعًا) [النساء] حصرها به عز وجل ثم أكرم نبيه صلى الله عليه وسلم فقال جل من قائل: (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين) [المنافقون/8] فلله العزة أي في الحقيقة والذات، ولرسوله أي بواسطة القرب من العزيز، وللمؤمنين بواسطة قربهم من العزيز بالله وهو الرسول صلى الله عليه وسلم ، فالتصاقنا وترسمنا لخطاه صلى الله عليه وسلم وإن بعدت بنا السنون هي قرب منه والقرب منه عزة لنا في قول الحق: (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله) [آل عمران/31] فالعزة والغلبة والقدرة والمنعة لله عز وجل ولرسوله بأن يحميه ويؤيده وينصره نصراً عزيزاً.
(يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) [المائدة/67]، فهو العزيز بالله وإن كان فرداً وهم جماعة قال له ربه: (فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم) [البقرة].
وحال من ترسموا خطاه صلى الله عليه وسلم في حمل دعوته حق على الله أن يؤيدهم ويعزهم لقربهم من العزيز بالله لترسمهم خطاه ولحملهم ما حمل ولدعوتهم لدعوته ونصرهم لدينه فقال في حقهم: (ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة) [آل عمران/123] ووعده قائم قائم لا يُدْحِضُهُ مُدْحِضٌ ولا يغيره شيء إن هم صبروا على الحق فأخبر تعالى وبشر فقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) [المائدة].
-
إن واضع اللغة حين جمع الأحرف هذه في كلمة العزة كانت تعبر عن مفهوم متصور معين ترجمها شاعرهم الجاهلي حين قال:
لا تَسْقِنِي كَأْسَ الحَيَاةِ بِذِلَّةٍ بَلْ فَاسْقِنِي بِالعِزِّ كَأْسَ الحَنْظَلِ
كان عنده تصور معين لواقع معين يسمى ذلاًّ، وواقع آخر يسمى عزاً، فالجبن والخور والهروب والضيم والبخل… ذُل، والشجاعة والإقدام وإقراء الضيف والمال والعشيرة والفروسية والنزال والطعان… عز، وشاعرهم حين قال:
قَوْمٌ هُمُ الأُنْفُ وَالأَذْنَابُ دُونَهُمُ وَهَلْ تُسَوِّي بِأَنْفِ النَّاقَةِ الذَّنَبَا
فمدحه أياهم يستوجب عليهم أن يكرموه أيما كرم فهم قد اعتزوا بمدحه.
-
عندما بعث سيد الخلق صلى الله عليه وسلم بالرسالة الخاتمة كانت دعوته مخالفة لعاداتهم وتقاليدهم وما توارثوه عن آبائهم وقد آمن به نفر من أهل مكة فغيرت هذه العقيدة الجديدة أفكارهم ومفاهيمهم، ولقد كانوا قبل بعثته صلى الله عليه وسلم بأموالهم وأنسابهم سادة وعبيداً، فقلب هذا الدين الجديد هذه المفاهيم. وكان ممن آمن بلال وصهيب وعمار، وآمن أبو بكر وعثمان وعمر وعلي ومصعب… فتساووا جميعاً، وحملو العقيدة التي وحَّدت المفاهيم عندهم، ومنها مفهوم العزة، فقد كان في السابق لها مدلول معين واليوم قد تغير هذا المفهوم تبعاً لهذه العقيدة والصورة بيان: قيظ… وجسد نحيل… وصخرة على صدر هذا الجسد… وسيد وعبد. الصورة تقول إن السيد عزيز وهذا العبد ذو الجسد النحيل ذليل… ولكن ما الذي جعل هذا العبد في هذا الوقت يقول: أحد… أحد…؟
إنها العقيدة – رسوخها عند حاملها… بأن الله سبحانه معه، ويغتاظ السيد في موقف آخر حتى يقتل سمية… نعم سمية قتلت ولكن سمية ليست ذليلة، بل عزَّت باستشهادها.
إنها العقيدة التي غيرت المفاهيم، فأنتجت هذه الأفكار والمفاهيم مشاعر وأحاسيس، وكانت العزة أحد هذه المشاعر والأحاسيس، ولم تكن مستمدة من واقع بل أنتجتها هذه المفاهيم.
إن الجاهلي الذي يرى في كثرة ماله وولده ومنعة قبيلته عزاً له، رآها المؤمن بجلده وصبره وطاعته لربه، والجاهلي الذي رآها بما لديه من مال وجاه وحسب عندما قال: (لقد ارتقيت مرقاً صعباً يا رويعي الغنم)، رآها المؤمن عندما قالو له إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فقال حسبنا الله ونعم الوكيل.
-
لقد حاول أعداء الله في السابق جهدهم فت عضد المؤمنين حين مارسوا ضدهم أفعالاً يشم منها الإذلال أو يفهم، والأسلوب نفسه يطبق ضدهم اليوم، فإذا ما تطرق هذا الشك أو هذا الشعور إلى القلب فإن العدو حينئذٍ يكون قد انتصر أيما انتصار، فكان لا بد أن يحذر المؤمنون وأن تبقى قلوبهم متعلقة بربهم عز وجل، فربما يهزم جيش المسلمين وربما يكون للكافر نصيب ولكن العاقبة للمتقين، فحذر ربنا وأخبر فقال: (إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ ) [النساء/104]، فالفارق بيننا وبينهم العقيدة والتعلق بحبل الله فعزة المؤمن مستمدة من القوي فمن استمد القوة من القوي فهو القوي بالله والعزيز بالله عز وجل.
وأما ما يمارسه ضدهم من يملكون وسائل القهر والظلم فإنهم بوسائلهم وقهرهم يمكنهم إيقاع الأذى بهذا الجسد ولكنهم ولا بحال من الأحوال يمكنهم أن يذلوا العزيز بالله.
-
بقيت في الموضوع مسألة أعاذنا الله وإياكم منها فقد تكلمنا عن عزة الحق وعزة الإيمان والعزة بالله وعزة المؤمن المستمدة من قربه وتعلقه بحبل ربه وكل هذا في جهة الحق.
وكذلك الباطل فإن له عزة وهي العزة بالإثم… فمن عرف الحق فلزمه وداوم على تنقية نفسه من العوالق واللمم ويقبل الحق ممن كان لأنه الحق وليس لأن قائله فلان فهو في كنف الله ورعايته وهو العزيز بالله.
وأما من عرف الحق وقامت عنده الحجة عليه ولكن هذا الحق مخالف لهواه ولمصالحه وكانت مصالحه هي أولوياته في هذه الحياة الدنيا فخالف الحق وصدف عنه موافقة لأهوائه فهو من أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد ولقد قال الله في حقهم: ( قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ) [الأنعام].
فهذا النضر بن الحارث بن علقمة وقد كان من شياطين قريش فقد تكلَّم عن سيد الخلق صلى الله عليه وسلم فقال: (يا معشر قريش إنه والله نزل بكم أمر ما أتيتم له بحيلة بعد، قد كان محمد فيكم غلاماً حدثاً أرضاكم فيكم وأصدقكم حديثاً وأعظمكم أمانة حتى إذا رأيتم في صدغيه الشيب وجاءكم به قلتم ساحر… لا والله ما هو بساحر لقد رأينا السحرة ونفثهم وعقدهم وقد قلتم كاهن… لا والله ما هو بكاهن لقد رأينا الكهنة وتخالجهم وسمعنا سجعهم… وقلتم شاعر لا والله ما هو بشاعر قد رأينا الشعر سمعنا أصنافه كلها هزجه ورجزه… وقلتم مجنون لا والله ما هو بمجنون… لقد رأينا الجنون فما هو بخنقه ولا وسوسته ولا تخليطه… يا معشر قريش فانظروا فيه شأنكم فإنه والله لقد نزل بكم أمر عظيم)، لقد وصف فصدق في وصفه ولكن وصفه هذا مع علمه الأكيد بصدق دعوة المصطفى صلى الله عليه وسلم لم يغن عنه من الله شيئاً عندما علم الحق… ثم أخذته العزة بالإثم وصدف عن الحق.
وصدق الله العظيم: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ {204} وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ {205} وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ) .
وهذه الآيات نزلت في الأخنس بن شريق واسمه أبي كان رجلاً حلو القول والمنظر فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأظهر الإسلام وقال: الله يعلم أني صادق… ثم هرب بعد ذلك فمر بزرع وبحمر فأحرق الزرع وعقر الحمر.
وقال قتادة ومجاهد نزلت في كل مبطن كفراً ونفاقاً أو كذباً أو إضراراً… وهو يظهر بلسانه خلاف ذلك وهي كما ورد في الترمذي: (إن من عباد الله ألسنتهم أحلى من العسل وقلوبهم أمر من الصبر يلبسون للناس جلود الضأن… من اللين يشترون الدنيا بالدين يقول الله تعالى: أبي يغترون وعلي يجترئون، فبي حلفت لأتيحن لهم فتنة تدع الحليم منهم حيران).
(وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ ) أي أخذته العزة بأن يعمل الإثم، وذلك الإثم هو ترك الالتفات إلى هذا الواعظ وعدم الإصغاء إليه (أخذته العزة) أي لزمته كما يقال:… أخذته الحمى يعني لزمته, أخذه الكبر أي اعتراه… فإذا قيل له اتق الله لزمته العزة الحاصلة بالإثم الذي في قلبه. وإن تلك العزة إنما حصلت بسبب ما في قلبه من مرض الجهل أو الكبر وعدم النظر يشرح ذلك قول الحق سبحانه وتعالى: (بل الذين كفروا في عزة وشقاق) [ص] ومن كلام العرب… (من عزً بز) يعني من غلب سلب وقول الحق سبحانه: (وعزني في الخطاب) [ص] يعني غلبني. وهذه الحالة من أمراض القلب التي تشبه الحمى ربما تعتري المؤمن في لحظة أو موقف لكنه سرعان ما يؤوب ويرجع في قول الحق: ( إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ) [الأعراف]. أما من استقر على حاله وداوم عليه فإن حاله حال إظهار خلاف ومباينة فهم في أنفسهم رؤساء وأكابر أو ما يظنه الإنسان في نفسه من الأحوال التي تمنعه من متابعة الغير… (وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ ) بالشقاق وهو إظهار المخالفة وجهة المساواة للمخالف أو الفضل عليه وهو مأخوذ من الشق كأنه يرتفع عن أن يلزمه الانقياد له بل يجد نفسه في شق… فيريد أن يكون في شق نفسه ولا يجري عليه حكم خصمه فإذا قلت له مهلاً ازداد إقداماً على المعصية.
وهذا ما فهمه أمير المؤمنين هارون الرشيد عندما وقف يهودي كانت له حاجة على بابه فلم يقض حاجته فوقف يوماً على الباب فلما خرج هارون الرشيد سعى اليهودي حتى وقف بين يديه وقال: اتق الله يا أمير المؤمنين… فنزل عن دابته وخر ساجداً… قلما رفع رأسه أمر بحاجة اليهودي فقضيت فلما رجع قيل له يا أمير المؤمنين نزلت عن دابتك لقول اليهودي… قال لا ولكن تذكرت قول الله تعالى:
( وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ)
أبو أحمد – فلسطين
2002-09-19