وجِنينُ للتاريخِ سِفرٌ شاهِدٌ
2002/08/19م
المقالات
1,717 زيارة
وجِنينُ للتاريخِ سِفرٌ شاهِدٌ
أَجـِنينُ مَا اشتَـبَكَتْ عَلَـيْكِ رِمَاحُهَا
وَتـَكَسَّرَتْ مِنْ فَوْقِ صَخْرِ صُمُودِهَا
وَتنَـزَّلَتْ جُـنْدُ السَّمَاءِ رَدِيفَةً
فَالـمَجْـدُ يُـنْبتُ مِنْ ثرَاكِ بُطُولَةً
وَالدَّهْرُ وَالـتَّـارِيخُ إِجْلاَلاً لَهَا
يزْدَانُ تاجُـكِ بالكَـرَامَـةِ هَـيْـبَـةً
وَتعَطَّـرَ الـتَّـارِيخُ باسْـمِـكِ فَازْدَهَى
يا جَـنَّـةً لِلْـمُؤْمِنينَ نضِـيرَةً
قَدْ رَصَّعَتْ صَدْرَ الزَّمَانِ بفِـتْـيَـةٍ
أَجنينُ إِنْ مَطَرَتْ عَلَـيْـكِ سَمَاؤُهَا
وَاشتَـدَّتِ الـبَـلْـوَى وَأَظْـلَـمَ لَـيْـلُـهَـا
فَلَسَوْفَ يأْتي الـنَّصْرُ ثـَمَّ وَينْمَحِـي
وَيهُـبُّ فِـتْـيَانُ الـمُخَـيَّمِ هَـبَّـةً
أَمُخَيَّمٌ أَمْ قَـلْـعَـةٌ أَمْ مَارِدٌ
عَصَـفَتْ بـِشَـارُونَ العَوَاصِفُ وَانتَحَى
تعِسَـتْ فَطَارَتْ وَاسْـتَحَـرَّ طَنينُهَا
قُـتلَـتْ وَيـَكْمُـنُ حَـتْـفُهَا في ظِلْفِـهَا
وَتمَـزَّقَـتْ أَعْـصَـابهُ وَترَنحَـتْ
فَـبحِـقْـدِهِ وَبكَـيْـدِهِ وَبجُنْـدِهِ
يا وَيحَ شارُونَ الذِي تعِسَتْ بهِ
إِنْ كَانَ جُـنْدُكَ بالـدُّرُوعِ تحَـصَّـنُوا
وَحُـصُـونهُـمْ لَـيْسَـتْ بمَانعَـةٍ لَهُمْ
مَـا سُـدَّتِ الأَبوَابُ وَاشتَـدَّ الـبَـلاَ
يا مِصْرُ يا عـَمَّانُ أَيـْنَ جُـيُوشكُمْ؟
هذِي نسَـاءُ الـمُـسْـلمِـينَ حَـزِيـنَـةٌ
مَنْ يُـنْـقِـذُ الـقُـدْسَ الـشرِيفَ مُوَفِّـياً
مَنْ يُـنْـقِـذُ الأَقْـصى وَيرْأَبُ صَـدْعهُ
يا جَـيْشَ عـَمَّانَ الأَبيَّ لَـكَـمْ لَـكُـمْ
يا جَـيْشَ سُـورِيا الأَبيَّ تحَـرَّكُوا
بغدَادُ: مُعْـتَـصِمَاهُ كَمْ صَاحَتْ بهَا
يا فِـتْـيَةً عَجبَ الصُّمُودُ لـِصـِدْقِـهِمْ
عرَكَـتْـهُمُ الأَحْدَاثُ حَـتّى أَصْبَحُوا
لَبسُـوا الـحِـزَامَ مُصَـمِّمينَ وَيمَّمُوا
في بيْـعَـةٍ بذَلُوا لَـهَـا أَمْـوَالَـهُـمْ
يتَسَابقُـونَ إِلى الـشهَـادَةِ عَنْ رِضاً
مَـا كَانَ مِـنْ دَارٍ بكَـتْ شهَـدَاءَهَا
وَإِذَا ادْلَهَمَّ الـخَـطْـبُ وَاشتَدَّ الأَذى
فَلَسَـوْفَ يأْتي الـنَّـصْـرُ في أَعقَابهِ
أَجنينُ لِلـتَّـارِيخ ِ كُـوني مَـعْـلَـمـاً
أُعـْجُـوبَةُ الدُّنيَا زَهَتْ برِجَـالهَـا
لكِـنْ: أَلاَ تدْرُونَ كَـيْـفَ نبيدُهـُمْ
يأْتي أَمِيرُ الـمُـؤْمِـنينَ وَجَـيْشهُ
وَكَـتَـائبٌ تعْـلُـو الـعُـقَـابُ رُؤُوسَهُمْ
يضَـعُ الـشرِيعَةَ مَـوْضعاً جَاءَتْ لَهُ
وَجـِنينُ لِلـتَّـارِيخ ِ سِـفْـرٌ شاهِـدٌ
|
|
إِلاَّ تقَصَّفَ لَدْنُهَا وَصحَاحُهَا
هَامُ العَدُوِّ وَمَزَّقَتْهُ رِياحُهَا
وَامْتَدَّ بالنَّصْرِ الـمُـبينِ جَـنَاحُـهَا
ندَرَتْ مَـثيلَـتُـهَا وَعزَّ كِـفَـاحُـهَا
وَقَـفَـا بمَـوْكِـبهَـا وَثمَّ بَـرَاحُـهَا
وَيلُـفُّ خَـصْـرَكِ بالفَخَارِ وِشاحُـهَا
تيـهِـي فَـلِلْـعَـلْـيَـاءِ أَنتِ مَـرَاحُـهَا
وَفرَاشُ دَرْبكِ وَرْدُهَـا وَأُقَـاحُـهَا
حَمَـلَتْ لـِوَاءَ الـمَـجْـدِ طَـابَ رَوَاحُـهَا
حِمَماً وَضَـاقَ بمَا لَدَيكِ فسَـاحُـهَا
وَاسْـتَـنْـزَفَـتْ عَـقْـلَ الزَّعَـامَـةِ رَاحُـَا
لَـيْـلُ الـبَـلاَءِ وَينْـجَـلي إِصْـبَـاحُـهَا
شهِـدَتْ لَـهَـا الـدُّنيَا وَعَمَّ فُـوَاحُـهَا
أَمْ لَعْـنَةٌ يشقى بهَـا سَـفَّاحُـهَا؟
نهْـجَ الذُّبابةِ حِـينَ طَـالَ جَـنَـاحُـهَا
وَتوَهَّـمَـتْ أَنَّ الـفَـضَـاءَ مَـرَاحُـهَا
كَالـشاةِ أَلْـفـى مُدْيةً سَـفَّـاحُـهَا
أَطْـرَافُـهُ وَأَصَـابهُـنَّ كُـسَـاحُـهَا
أَرَأَيتَ كَـيْفَ تخِـيفُهُمْ أَشبَاحُـهَا؟
نفْـسٌ لَؤُومٌ يعْـتَرِيـهِ جمَـاحُـهَا
فَجُـنُودُنا صدْقُ الـثبَاتِ سِـلاَحُـهَا
وَنسَاؤُهمْ بالوَيلِ زَادَ نوَاحُـهَا
إِلاَّ وَقَـوْلُ «تصَبَّـرُوا» مِـفْـتَـاحُـهَا
هذِي اللَّـيَالي السُّودُ أَينَ صَـبَاحُـهَا
وَمُـعَـفَّـرَاتٌ رُؤْدُهَا وَرَدَاحُـهَا
عهْـداً تأَكَّـدَ يَوْمَ جَاءَ صَـلاَحُـهَا
دَنسـاً أَتاهُ بغلْـظَـةٍ سَفَّـاحُـهَا
مِـنْ قَـبْلُ ضَـرْباتٍ تغورُ جرَاحُـهَا
قَـدْ هَـبَّ مِـنْ لَـدُنِ الـجنَانِ رِياحُـهَا
ثكْلى، وَلكِـنْ أَينَ حَطَّ صِيَاحُـهَا
بالـبَـيِّـنَاتِ حَـقِـيقُهَا وَصُرَاحُـهَا
جيلاً بحَـدِّ السَّيْفِ تمْسِكُ رَاحُـهَا
حَشدَ الـيَـهُـودِ وَحَـتْـفُهُمْ يجْـتَاحُـهَا
وَنفُـوسَـهُمْ فَـتَـضَـاعَـفَـتْ أَرْباحُـهَا
قَدْ حَـلَّـقَـتْ فَوْقَ الـعُـلاَ أَرْوَاحُـهَا
إِلاَّ تضَـاعَـفُ غِـبْـطَـةً أَفْـرَاحُـهَا
وَإِذَا ترَوّى بالـنَّـجيع ِ بطَـاحُـهَا
وَلَسَوْفَ يصْـفُـو لِلظِّمَاءِ قَرَاحُـهَا
فَـعَـلى صُـمُـودِكِ حُـطِّمَتْ صُـفَّاحُـهَا
وَحَـوَتْ سُـطُـورَ خلُـودِهَا أَلْوَاحُـهَا
سَحْـقاً فَلاَ يبْـقى لَهُمْ نبَّاحُـهَا؟
ذُو صَوْلَةٍ عَنْ رَكْبنَا نضَّـاحُـهَا
خَـفَّـاقَـةً بالـنَّـصْـرِ ثمَّ فَـلاَحُـهَا
وَيعمُّ فيـنَـا عَـدْلُـهَـا وَسَـمَـاحُـهَا
حِطِّينُ أُخْرى يسْـتَـجدُّ صَـلاَحُـهَا
الشاعر: أبو غـازي
|
2002-08-19