أيمن القادري
كَبِّرْ وسُلَّ سيوفاً كلُّها غضبُ
|
|
وأَوْقِدِ الفجرَ ناراً كلُّها شُهُبُ
|
كبّر، ففي صخرةِ التكبيرِ زمجرةٌ
|
|
تُضَعْضِعُ الكفرَ.. تُدميهِ.. وتَلْتَهبُ
|
شقّ العنانّ، عنانَ الأُفقِ، كيف عَلا
|
|
هُتافَ حَقٍّ تُدوّي بعدَهُ السُّحُبُ:
|
لا شمسَ توقفُ زحفي اليومَ، لا قمرٌ
|
|
وإنْ أُحِلاَّ على جنبَيَّ يا عَرَبُ!
|
فدارُ (أَرْقَمَ) شدَّ الرحلَ ساكنُها
|
|
وقربَ أبوابِها قَدْ أُلقيَ الرُعُبُ
|
وغارُ (ثورٍ) سَدَدْنَا بابَ مَدْخَلِهِ
|
|
فليسَ من ثالثٍ في الغارِ تَرْتَقِبُ
|
دمّرتُ قيدي، وتلكَ الدربُ أسلكها
|
|
إليكِ يا قدسُ، والأشواكُ تَ،ْتَصِبُ
|
|
* * * |
|
لا شيء يوقف زحفي اليومَ… لا قممٌ
|
|
ولا اتفاقٌ ولا حِبْرٌ ولا عُسُبٌ
|
أقسمتُ بالله: ديني لا أبدِّلُهُ
|
|
وغمدُ سيفي برئٌ منه… لا نَسَبُ
|
أتهدأُ العينُ في نومٍ ومُضطَجَعٍ
|
|
وأرض مَسْرى رسول الله تُغتَصبُ
|
أَيَبْسُمُ الثغرُ في لهو وفي فرحٍ
|
|
وطفلةُ القدس في القضبانِ تَنْتَحِبُ
|
ويلاهُ… يا أُمَّةً بَشَّتْ لقاتلها
|
|
ويلاهُ… يا أُمُّةً أمجادُها سَلَبُ
|
|
* * * |
|
يا لليهودِ غَرَفْتُمْ أنَّهم ظُلموا
|
|
والظلمُ تَأْنَفُ منه السُّادةُ النُجُبُ
|
قولوا لهم: «عذْرُنا أنّاتُ أرملةٍ
|
|
ودمعُ شيخٍ على أثوابه سَرَبُ»
|
قولوا لهم: «عذْرُنا جرحٌ ومجزرةٌ
|
|
وهتكُ عِرضٍ وسجنٌ كلُّه نَصَبُ»
|
«إنّا استجبنا لأهواءٍ (مناضلةٍ)
|
|
وللكرامةِ.. أما اليومَ لا غَضَبُ»
|
وخُشَّعاً سُجَّداً جِئْنَا بتَوْبَتِنا
|
|
وفي المآقي الدموعُ الهُطْلُ تَنْسَكِبُ!»
|
ألقوا النقابَ، وزحفاً نحو مؤتمرٍ
|
|
حيث البلاغةُ والأشعارُ والخُطَبُ
|
ألقوا النقابَ، فقد بانَتْ وجوهُكُمْ
|
|
ما عاد يُجدي التَّخَفِّي اليومَ والحُجُبُ
|
هَيّا ازْحفوا… فأفاعي الأرضِ زاحفةٌ
|
|
وَقَبِّلُوا رِجْلَ إسرائيل تكتبوا
|
|
* * * |
|
صليلُ سيفكَ ماضٍ ليسَ يُسكِتُهُ
|
|
صريرُ أقلامهم، بل كلُّ ما كتبوا
|
نارُ اليهودِ كنارِ الفرسِ خامدةٌ
|
|
عمّا قريب… ونصرُ الله مُرتَقَبُ
|
فاشْدُدْ بعزمِك ولتضربْ عُروشَهُمْ
|
|
وَلْيهوِ ما رَكبُوا.. وَلْيهوِ ما ارتَكَبُوا
|
جيشُ العقيدةِ جَبَّارٌ ومُنْتَقمٌ
|
|
جندُ المساجدِ لا ينتابُهُمْ رَهَبُ
|
جيلُ المصاحفِ ضَارٍ في تَوَعُّدِهِ
|
|
ورايةُ الدينِ قد تاقَتْ لها الهِضَبُ
|
صونوا العروشَ طُغاةَ العُرْبِ وانتخَبوا
|
|
لها النمارقَ وليُنْقَشْ من حولها العَقِبُ
|
تَرْوي لكم كيفَ نادى كلُّ طاغيةٍ:
|
|
«أنا الإله.. لِيَ الأمجادُ والغَلَبُ».
|
وكيف هانوا وذَلُّوا بعدما رُفعوا
|
|
وذي جماجمُهُمْ ضاقَتْ بها التُرَبُ
|
الله أكبرُ… جُنْدُ اللهِ قادمةٌ
|
|
تجتَثُّ هاماتِكُمْ، بالفأسِ، يا نُصُبُ
|
كبّرْ وسُلَّ سيوفاً كلُّها غَضَبُ
|
|
وأوقِدِ الفجرَ ناراً كلُّها شُهُبُ
|