رياض الجنة: سر انتصار الصحابة (رضي الله عنهم)
2011/01/17م
المقالات
1,812 زيارة
رياض الجنة
سر انتصار الصحابة (رضي الله عنهم)
– أخرج ابن جرير في تاريخه عن عروة قال: لما تدانى العسكران بعث القُبُقْلار رجلاً عربياً، قال: فحُدِّثت أن ذلك الرجل رجل من قضاعة من تزيد بن حيدان يقال له ابن هُزراف، فقال: ادخل في هؤلاء القوم، فأقم فيهم يوماً وليلة، ثم ائتني بخبرهم، قال: فدخل في الناس رجلاً عربياً لا ينكر، فأقام فيهم يوماً وليلة، ثم أتاه، فقال له: ما وراءك؟ قال: بالليل رهبان وبالنهار فرسان، ولو سرق ابن ملكهم قطعوا يده، ولو زنى رجم لإقامة الحق فيهم، فقال له القُبُقْلار: لئن كنت صدقتني لبطن الأرض خير من لقاء هؤلاء على ظهرها، ولوددتُ أن حظي من الله أن يخلي بيني وبينهم فلا ينصرني عليهم ولا ينصرهم علي.
– ذكر ابن جرير أيضاً في تاريخه أن يزدجرد كتب إلى ملك الصين يستمده، فقال للرسول: قد عرفتُ أن حقاً على الملوك إنجاد الملوك على من غلبهم، فصف لي صفة هؤلاء القوم الذين أخرجوكم من بلادكم، فإني أراك تذكر قلة منهم وكثرة منكم، ولا يبلغ أمثال هؤلاء القليل الذين تصف منكم فيما أسمع من كثرتكم، إلا بخير عندهم وشر فيكم، فقلت سلني عما أحببت؟ فقال: أيوفون بالعهد؟ قلت: نعم، قال: وما يقولون لكم قبل أن يقاتلوكم؟ قلت: يدعوننا إلى واحدة من ثلاث: إما دينهم، فإن أجبناهم أجرونا مجراهم، أو الجزية والمنعة، أو المنابذة، قال: فكيف طاعتهم أمراءَهم؟ قلت: أطوع قوم لمرشدهم، قال: فما يحلون وما يحرمون؟ فأخبرته، فقال: أيحرمون ما حلل لهم أو يحلون ما حرم عليهم؟ قلت: لا، قال: فإن هؤلاء القوم لا يهلكون أبداً حتى يحلوا حرامهم ويحرموا حلالهم، ثم قال: أخبرني عن لباسهم، فأخبرته ، وعن مطاياهم، فقلت: الخيل العراب ووصفتها، فقال: نِعمتِ الحصون هذه، ووصفت له الإبل وبروكها وانبعاثها بحملها، فقال: هذه صفة دواب طوال الأعناق. وكتب له إلى يزدجرد: إنه لم يمنعني أن أبعث إليك بجيش أوله بمرو (مدينة في روسيا حالياً) وآخره بالصين الجهالة بما يحق علي، ولكن هؤلاء القوم الذين وصف لي رسولك صفتهم لو يحاولون الجبال لهدوها، ولو خلي لهم سربهم أزالوني ما داموا على ما وصف، فسالمهم، وارض منهم بالمساكنة، ولا تهجهم ما لا يهيجوك.
2011-01-17