عقبات وأساليب متجددة أمام الدعوة
2011/01/17م
المقالات
2,339 زيارة
عقبات وأساليب متجددة أمام الدعوة
موسى عبد الشكور – الخليل فلسطين
إن الحديث عن عقبات أمام الدعوة ودعاة التغيير شبيه بنافلة القول خاصة مع وضوح فكرة العداء بين المسلمين والكفار وأدواتهم من الأنظمة، والواقع المرير الذي يعصف بأمة الإسلام صباح مساء، فالمعركة لم تنتهِ، والحديث له امتداد ولن يتوقف وذلك تصديقاً للآية الكريمة (وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا) [البقرة 217].
فلابد من التفكير والعمل الجاد والمراجعة الدائمة واليقظة تجاه الكفار وخططهم وأساليبهم المتجددة والتي لا تنتهي إلى يوم القيامة حسب الآية الكريمة، والتي لم تقتصر على الأعمال العسكرية بل تعدتها إلى العمل الدؤوب لهدم الحضارة الإسلامية بكاملها.
وكذلك لابد من الرجوع إلى التاريخ ومراجعة أعمال الكفار خاصة بعد هدم دولة الخلافة الإسلامية حيث عمل الغرب على تعميم التجربة الأوروبية على العالم الإسلامي في مختلف الميادين؛ فأدخل مفهوم الوطن ونتج عنه ما نتج من أخطار، وتم إيهام الناس بضرورة وجود حزب حاكم وأحزاب معارضة فتم تشكيل أحزاب مختلفة مع مراقبة مستمرة للمجتمعات لضمان سيطرة الكفار على المسلمين، وتزامن ذلك مع تشكل أحزاب إسلامية للتغيير فعملت على زيادة عودة الأمة الإسلامية إلى دينها والتطلع لتمكين الإسلام السياسي من الحكم، وتراجع مستمر للقومية والديمقراطية الكافرة والاشتراكية. وتزامن ذلك أيضاً مع انكشاف الحكام وانهزام أميركا في العراق وأفغانستان، وأصبح التأثير الأكثر فاعلية على المسلمين هو للإسلام السياسي الذي تدعو إليه الحركات الإسلامية المخلصة.
إن التغير السريع في العالم الإسلامي أظهر إرباكاً في استراتيجيات الأنظمة الغربية، ومعها الأنظمة الحاكمة في بلاد المسلمين التابعة لها، وتبايناً فيما بينها في كيفية التعامل مع ما يسمى الإسلاميين بعد الفشل في القضاء عليهم واحتوائهم كلياً؛ ما دفعها إلى تسخير كل طاقات المفكرين وقيادات المراكز الاستراتيجية الغربية والمحلية لمزيد من الدراسة والبحث ومراقبة المجتمعات في العالم الإسلامي لمعرفة كيفية التعامل مع هذه الحركات؛ فمضت الأنظمة في أساليبها وسخرت الأجهزة المخابراتية والكتّاب والمفكرين العملاء والإعلام بالنقض السلبي للحركات بالتشكيك وطرح البدائل، ووضعت الخطط للتنفيذ على مراحل، فكانت التوصيات لكيفية التعامل مع الأحزاب والأفراد والأمة بشكل عام.
أما بالنسبة للتعامل مع الأحزاب فكان ما يلي:
– التفرد بالحكم من قبل الحزب الحاكم العميل والتوريث إن لزم بحيث يبقى حزباً حاكماً لا يقهر والحاكم قائداً ملهماً لا يبلى.
– الاستمرار بالصدام مع الحركات والأحزاب العصية على التطويع وملاحقة أفرادها، وقد مُنيَ هذا الأمر بالفشل حيث تم كسب المعركة لصالح الحركات الإسلامية فزادت شعبيتها.
– الاحتواء واحتضان الحركات المعتدلة والتفاهم معها والوصول إلى قواسم مشتركة تحت مسميات شتى مثل الاعتدال والوسطية، وقد نجحت الأنظمة في حرف بعض الحركات في العالم الإسلامي، وبقي بعضها الآخر عصياً على التطويع؛ فسمحت للحركات الإسلامية المعتدلة بهامش صغير للمشاركة في الحكم، ويمكن القول إن بعضاً من الحركات الإسلامية السياسية والأنظمة الحاكمة قد توصلا إلى ضرورة التعايش، كل من وجهته، فهناك حركات إسلامية بدأت منذ الثمانينات من القرن العشرين تتشرب الفكر الديمقراطي، وبدأت بالتفكير بتغيير الشعارات التي كانت ترفعها، فكانت الخسارة لبعض الحركات حيث بدأت بالترحيب بفكرة الحوار مع أميركا والغرب، مع أن الدول الغربية لها مطامع ومكاسب اقتصادية وسياسية للسيطرة على العالم الإسلامي.
– ضرب الحركات والأحزاب الإسلامية ببعضها، حيث إن الجميع يعلم أن هذه الأنظمة لا تعطي هامشاً للعمل للإسلاميين إلا وفق معايير مصلحية دقيقة، فعلى سبيل المثال عندما عانت إحدى الدول العربية من الجماعات المسلحة في التسعينات شهدت التيارات الدعوية السلمية مساحة لا بأس بها من النشاط الدعوي، وعندما تم القضاء على الحركات المسلحة قضاءً تاماً ودوّن قادة التيارات المسلحة مراجعاتهم، عادت للهراوة لتضرب الكثير من المنابر الدعوية للحركات.
– محاولة إلغاء الأحزاب، لإنهاء مواطن القوة في المجتمع، ومحاربة فكرة الحزبية ومضارها، والإبقاء على الحزب الحاكم، واستعمال كل الوسائل القذرة للبقاء في الحكم؛ واتخذ لذلك عدة أساليب لمنع استغلال أي فكرة من قبل هذه الأحزاب لصالحها حتى ولو كان الحزب صغيراً أو ضعيفاً.
– إنشاء أحزاب صغيرة غير فاعلة تمهيداً لإلغائها كلياً كما هو في العراق، واستمراء التجزئة لتصبح أمراً واقعاً يُدافع عنه، حتى باتت هذه الأحزاب راضية بوضعيتها، وتقبل بأن تعمل في إطار من الديكور السياسي ليس أكثر؛ فتموت بذلك الحياة السياسية.
– استخدام الحركات المسماة معتدلة ذات الطابع التربوي والدعوي لضرب الحركات المخلصة التي تدعو إلى التغيير الجذري.
– الالتفاف على ما يتبقى من الحركات والأحزاب لفصلها عن الأمة وتجريدها من شعاراتها الإسلامية.
– تحميل الحركات الإسلامية جزءاً كبيراً من حالة التردي العام الذي يعيشه المسلمون، وإيهام أن الحركات الإسلامية لا تحظى بالإجماع الشعبي لشعاراتها القائمة على ضرورة تغيير النظام، وأنها لا تملك برنامجاً واضحاً للتغيير.
أما بالنسبة للتعامل مع الأفراد:
فقد تم اتباع أساليب شتى لضرب الأفراد بالجماعات وضرب الجماعات بالأحزاب وإيجاد فوضى عامة في المجتمع حيث عملت على ما يلي:
– السعي لإنهاء العمل الجماعي والحزبي وإبراز الفرد، والتركيز على عدم إشراك جيل الشباب في المسار السياسي والحزبي حيث أوجدت حالة خوف من الانخراط في العمل السياسي والحزبي، ووصفت الأحزاب بالتخريبية وبالعمالة وهذا ما يجعل من الصعب الانخراط في الحياة الحزبية والسياسية.
– سن قانون للأحزاب يدمر فكرة الانخراط فيها ويساهم في جنوح الشباب عن العمل السياسي الحزبي.
– منع أي فكرة تعمل على التوحيد ومحاربة فكرة التغيير التي تراود أفراد الأمة.
– التشكيك وطرح البدائل لزرع الشك في قلوب الأجيال الجديدة من الشباب المتطلعة للتغيير.
– جعل الفقر الهم الوحيد لبعض الفئات ومن ضمنها الشباب، وأن السير في الحزبية سيزيد من الفقر والجوع. وزرع الحرص على الكسب السريع، وتنامي التطلُّعات الطبقية، وتفكيك روابط الأسرة، وشيوع التغريب والتعلّق بما هو أجنبي في المظهر والسلوك.
– إشاعة فكرة أن مقياس النجاح هو في الميل إلى العمل الفردي والنفور من العمل الجماعي. والتدين الفردي وربط فكرة النجاح بالمشاريع المادية.
– إبعاد مقياس الأعمال الشرعي عن تصرفات الفرد المسلم، وجعل اللاعبين والممثلين المثل الأعلى للشباب المسلم حيث علا شأن لاعبي الكرة والفنانين، في حين تراجعت حظوظ المفكرين والعلماء، وأصبحت الرياضة وخاصة كرة القدم جزءاً من سياسة التغييب والتمييع الفكري واستراتيجية ممنهجة من أجل تحويل اهتمامات الشعوب إلى موقع آخر لا يسمن ولا يغني من جوع…
أما بالنسبة للتعامل مع الآمة فقد عمدت إلى ما يلي:
– تعرض مفهوم الأمة إلى أكبر حملة إفناء من ذاكرة الأمة لتفقد ذاتها ومقومات بقائها، فقبل هدم دولة الإسلام تعرض هذا المفهوم لمحاولة التفتيت والإنهاء والتفكيك من قبل الكفار وأعوانهم من دعاة القوميين العرب والأتراك وغيرهم، وبدأ الغرب بتحميل الناس مفاهيم جديدة بديلة عنه لتمزيق هذا المفهوم وتغييره، وبالتالي تجزئة الأمة الإسلامية على قاعدة (فرّق تسد) حتى تسهل السيطرة عليها، وكان ما كان، فقد هدمت الخلافة الإسلامية، وتم تفكيك مفهوم الأمة إلى شعوب، ثم قسمت الشعوب إلى طوائف وشعوب أصغر، حتى لا يدري المسلمون هل هم جزء من أمة إسلامية أو أمة عربية أو حتى أمة فلسطينية أو أمة مصرية… وحتى لا يدرون هل هم قوميون أو اشتراكيون أو علمانيون… أي حتى يحيوا حياة (اللاهوية) والضياع.
– محاربة فكرة وحدة الأمة في كيان واحد والإبقاء على حال الأمة مجزأة، وزرع فكرة أن إعادة أمجاد الأمة يعد خياراً غير واقعي ولو على المدى البعيد، والمراهنة على التخلي عن العمل الجماعي ليبقى المسلم في حيرة من أمره تجاه دينه بهدف زعزعة ثقته به كي يتحول إلى إنسان منهك أو ضعيف. بحيث يبقى مترنحاً في حياته، وجاهلاً عما يدور من حوله.
– إيجاد المناهج التعليمية على الأساس الذي وضعه المستعمر، والطريقة التي تطبق عليها البرامج في المدارس والجامعات، حتى يقوم حشد من الموظفين الذين يحرسون هذه الثقافة الأجنبية ويطبقونها على المسلمين رغماً عنهم بفصل الدين عن الحياة، وإضعاف اللغة العربية عند المسلمين وفصل طاقتها عن الطاقة الإسلامية لجعل الشعوب الإسلامية شعوباً غير متبصرة.
– إبقاء عملية التغيير نظرية في بطون الكتب، وزرع فكرة أن حركة التغيير يجب أن يكون لها متطلبات فكرية وأساليب جديدة ومفاهيم عملية قابلة للتطبيق.
– السعي لإيجاد مسلمين بمواصفات جديدة ليكونوا نموذجاً يوافق طبيعة مرحلة الاستعمار الفكري، وذلك باستغلال وسائط إعلامها الخاصة من محطات التلفزة أو الإذاعة أو الصحف والمطبوعات والمراسلين؛ ليتمكنوا من خلالها من مخاطبة كل شريحة من شرائح المجتمع بواسطة وسائط إعلام خاصة بتسميات مختلفة تراعي الجنس والعمر والمهنة وطبيعة المجتمع ونوع الاهتمامات، فهناك وسائط إعلام للشباب (كإذاعة مونت كارلو) وأخرى للكهول (كإذاعة لندن) وأخرى للنساء أو المراهقين أو الأطفال، وأخرى مشتركة (كإذاعة صوت أميركا وفضائية الحرة) وفضائيات ومنابر إعلامية للحوار ونشر الأفكار التي تهدم الأمة وتؤثر على العقول، وتعميم النموذج الأميركي والغربي في كل مجال.
– محاولة إيجاد دين مشترك من خلال فكرة الحوار بين الأديان، والذي يهدف إلى تمييع أفكار الإسلام وإيجاد قواسم مشتركة بين المسلمين والكفار كأفراد وحركات ودول، فهم ينادون بفكرة أبناء إبراهيم، وإيجاد جوامع مشتركة بين الأديان تشمل العقيدة والأخلاق والثقافة الإنسانية بدعوى أن الجميع مؤمنون يعبدون الله، وتحديد بعض التعاريف والأبعاد الجديدة لكلمات الكفر والإلحاد والإيمان والاعتدال والتطرف والأصولية، بحيث لا تكون هذه الكلمات عامل تفرقة بين أصحاب الأديان. وما فكرة دعاة التيسير والوسطية بفهمها الخاطئ والعقلانية إلا لأجل مسايرة الواقع والرضوخ تحت ضغطه لإيجاد القواسم المشتركة بين المسلمين من جهة والنصارى واليهود من جهة أخرى، أي إيجاد أرضية مشتركة للأديان، وهي فكرة توحيد الأديان على فكرة الصوفية والتي توحد القلب والعقل كما يقولون… وتجمع الأديان.
– إشاعة فكرة خبيثة أننا يمكن أن نختلف في العقيدة والفكر والمنهج والأسلوب ونلتقي عند نقطة واحدة ألا وهي حب الوطن والعمل لرفعته.
– التحرر من كل الأطر التنظيمية والحركية في العمل الإسلامي، وجعل الخيار الإسلامي عبر أعمال دعوية فردية، والرضا بالحد الأدنى من التدين.
– رفع شعار (الاعتدال) و(الانفتاح)، و(الوسطية) وهذا يؤول إلى نوع من الباطل حين يصار إلى تمييع الثوابت والعقائد، وفيه إساءة إلى الإسلام حيث إن نشر فكرة الوسطية قد تبنتها الأنظمة الحاكمة لدورها في الاستقرار السياسي لهذه الأنظمة، وما الجوائز التي يحصل عليها دعاة الوسطية، وتكرار الظهور على الفضائيات، والدعم المالي لمواقع الوسطية على الإنترنت إلا خير دليل على ما تحققه من فوائد للأنظمة الحاكمة: فانطلاقاً من سمات الوسطية تنبني العلاقات مع المحيط على الاعتدال والحوار المفتوح مع الجميع. فبالوسطية يريد الغرب أن يشيع بين الناس فكرة الاستفتاء على الأحكام الشرعية والأخذ برأي الأكثرية، وينشئ علاقة متوازنة مع الأنظمة حيث يتبنى التيار الوسطي منهج المشاركة في مؤسسات المجتمع وخصوصاً في المؤسسات السياسية، كما يتبنى الإصلاح وفق الآليات الديمقراطية والنضال السلمي، ويعمل على توسيع دائرة حقوق الإنسان والحريات الفردية والجماعية.
– إشاعة فكرة أن عملية التغيير تكون بالتدرج وتكريس فكرة ولي الأمر الذي لا يسأل عما يفعل، لمنع حتى النصيحة الفردية للحاكم إن قيلت.
– إشاعة فكرة حل النزاعات داخل المجتمعات دون عنف، وفي المقابل يؤدي كل من الغلو والتشدد إلى العديد من التأثيرات السلبية الفردية والجماعية في محاولة لمحاربة الحركات الجهادية ودعاة التغيير بالعمل المادي لما يترتب عليه من سفك دماء المسلمين وغيرها من المفاسد.
– نشر الأفكار الوسطية لتحل مكان أفكار الحركات الإسلامية التغييرية لتفكيك العمل الإسلامي الحزبي والجماعي وحصره بالحزب الحاكم ودعاة الوسطية.
– السعي لسيطرة دعاة الوسطية على المؤسسات الإسلامية ودور الإفتاء لحصرها بهذا التيار وجعله هو المصدر الرئيسي للإسلام، وسحب البساط من تحت أقدام العلماء إلا علماء السلاطين وطلاب الدنيا.
خاتمة
إن كل المناهج والخطط ومدى نجاحها في العمل ضد الإسلام وفائدتها لهم لن ترضي الأنظمة الحاكمة، ولن ترضي الغرب الكافر لخوفه من الإسلام السياسي الذي يهدد أوروبا من جديد، بل ستسير بالخطط التي تبقي العالم الإسلامي ممزقاً والمسلم تابعاً، وإبقاء حالة الغبش والضبابية والتردد والاضطراب في المجتمع لإيجاد شباب هش يعاني من انحراف في البوصلة، وإبعاده عن دينه ليسهل تدجينه وتوظيفه لخدمة الأنظمة العميلة ومن يرسم لها الخطط في أميركا وأوروبا، قال تعالى: (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ) [البقرة 120].
لذلك لابد من إشاعة فكرة التغيير الجدية لحال الأمة الإسلامية، والتلبس بالعمل بها، وهذا لا يتأتى إلا بالعمل الجماعي والحزبي لا الفردي حسب وجهة نظر الإسلام في التغيير، وكما فعل (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولا بد لها من معرفة مواطن القوة في المجتمع وفي الأفراد والجماعات والأحزاب السياسية ورؤساء العشائر والعائلات الكبيرة والمؤسسات وقوى العسكر، وكلها يجب الاتصال بها وتجنيدها لفكرة التغيير الصحيحة وكسب الأفراد الأقوياء هو الهدف الأول للعمل للتغيير.
ولا يمكن الحديث عن التغيير بمعزل عن القوى المؤثرة (المهيمنة على المجتمع) ودون التعرض لها، خاصة وأنها هي اللاعب الحقيقي الفعال للسياسات المتبعة في العالم الإسلامي، وهي القادرة على كشف مخططاتها وفضحها وعدم التعامل معها لأنها ترتبط مع الفئة الحاكمة ارتباطاً عضوياً.
وأخيراً يجب أن نعلم أن الثقافة الغربية التي تنتشر بيننا لم تسقط علينا من السماء، وإنما جاءت عبر قنوات أرضية مبرمجة تلقفها بعض المضبوعين بعلم، وبعضهم بجهل ودون تدقيق، تلقفها باسم التطور الحداثة ومسايرة الواقع والرضوخ له والتجديد والانفتاح وضرورة التعايش معه، والحقيقة على العكس تماماً، إذ يجب أن نتعامل مع الحضارة الغربية على أنها حضارة صراع، أي يجب النظر إلى الحضارة الغربية نظرة عداء، وأن كل اتصال مع المسلمين من قبل الغربيين هو اتصال من منطلق مادي عدائي استعماري.
إن الأمة الإسلامية يجب أن تكون واعية لما يجري من حولها من مؤامرات وتضليل، ويجب أن تكون دائمة المراقبة والتصدي المتواصل والحذر من دعاة على أبواب جهنم. ويجب على الواعين منها توجيه نقمة الناس إلى أنظمة الحكم في البلاد الإسلامية للأعمال السياسية التي تقوم بها؛ لتصل الفكرة الإسلامية إلى مركز القيادة وينحسر تأثير الكفار عن المسلمين في القريب العاجل إن شاء الله سبحانه وتعالى.
قال تعالى: (وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) [آل عمران 186].
2011-01-17