كلمة الوعـي: أَلَمْ يَأْنِ لأهل التفاوض مع يهود أنْ يُدرِكوا جريمةَ ما صنعوا وما يصنعون ؟!
2001/09/11م
المقالات, كلمات الأعداد
1,828 زيارة
ها هم يهود ينقضون ما اتفقوا عليه مع من تنازلوا لهم عن معظم فلسطين، وذلّوا أمام يهود، وأهانوا أنفسهم قبل أن يهانوا… ها هم يهود الذين صرَّحوا ولا يزالون، أن لا اتفاقات مقدسة ولا مواعيد مقدسة، إنهم يحتلون ما عاهدوا من فاوضوهم على عدم احتلاله، ويدنسون القدس، تارةً بحجر يضعونه في مكان يزعمون أنه هيكلهم، وتارةً بحفر نفق يبحثون من خلاله عن أثر لهم، وأخرى بمحاولة يطلون بها على ساحة المسجد والصخرة.
ها هم يهود يقومون بجرائمهم بحق فلسطين من غير أن يحسبوا حساباً لأحد من الحكام في بلاد المسلمين على كثرتهم ناهيك عن السلطة، فيهود يدركون أن لا أحد من هؤلاء يمر بخاطره إزالة دولة يهود المغتصبة لفلسطين. ويهود يدركون كذلك مدى ارتباط هؤلاء الحكام بالغرب الذي كان وراء إنشاء كيان يهود المسخ في فلسطين، فكيف، والحال هذه، يحسبون حساباً للسلطة والحكام في بلاد المسلمين؟ لذلك فإن يهود يمضون في مسلسل الاغتيالات والقتل الذي يطال حتى الأطفال الرضع، يقصفون البيوت بالصواريخ فيهدمونها حتى على ساكنيها، ويحرقون الأراضي ويخربون المزروعات، ولا يتركون وسيلة أو أسلوباً للقمع إلا وسلكوه، ثم هم ينقضون ما يشاؤون من معاهدة أو اتفاق، ولا يقيمون وزناً حتى لجواسيسهم وعملائهم إذا استنفذوا أغراضهم، وشواهد ذلك قائمة في لبنان وفلسطين وغير لبنان وفلسطين.
إن قضية فلسطين لم تنته فصولها منذ بدايتها بل هي تتتابع، وحكام يهود هم هم تغيرت وجوههم وأسماؤهم ولم تتغير طبيعتهم الإجرامية.
والغرب كذلك هو هو لم تتغير طبيعته الاستعمارية. وما المؤسسات الدولية من مجلس أمن وهيئة أمم ومحكمة (عدل) دولية إلا من صنائعه، وقد كانت ولا زالت وسائل استعمارية له يستعملها لتنفيذ خططه.
وحكام الدول القائمة في بلاد المسلمين وبخاصة الدول العربية والسلطة كذلك ما زالوا هم هم، لم تتغير طبيعة عمالتهم ولا طريقة تصرفاتهم مع قضية فلسطين، فقد كانوا وما زالوا يتعاملون معها بعقد مؤتمرات وإصدار توصيات وإنشاء لجان متابعات، تضحك منها وعليها دولة يهود لأنها تعلم أن الحبر الذي كتبت به أغلى منها.
هذه هي دولة يهود التي لم تتغير طبيعتها العدوانية.
وهذا هو الغرب الذي لم تتغير طبيعته الاستعمارية.
وهؤلاء هم الحكام والسلطة الذين لم تتغير تبعيتهم إلى الدول الغربية.
فما هو واجب المسلمين تجاه هذا الواقع الذي لم يتغير؟
هل هو الصلح مع يهود؟
إن اليهود اليوم لا يختلفون بشيء عن اليهود الذين حدثنا عنهم القرآن الكريم، ولن يختلفوا ما داموا يهوداً. صفاتهم صفات غدر ولؤم وجبن وحقد وكره ومكر… إنهم قوم غضب الله عليهم ولعنهم وجعلهم شراً مكاناً وأضل عن سواء السبيل إنهم أشر الخلق لم يتحملهم أي مجتمع أو أي شعب من الشعوب على مدار التاريخ، لذلك عملت في رقابهم السيوف، وشتتوا لسبب من نفسياتهم اللئيمة وتعاليهم ونشرهم الفساد، وحبكهم المؤامرات، إنهم يهود أينما حلوا، وهم الذين قال قائلهم (إن يهود روسيا أو فرنسا أو إنكلترا ليسوا روساً أو فرنسيين أو إنجليز بل هم يهود فحسب)… إنهم أشد الناس عداوة للذين آمنوا وهذا قول قائلهم (يا أبناء إسرائيل اعلموا أننا لم نف محمداً العقوبة التي يستحقها)، وإنهم اليوم كما كانوا عندما قالوا إنهم يتقربون إلى الله بزعمهم إذا قتلوا مسلماً. فهل أمثال هؤلاء يمكن أن يقوم معهم سلام؟ حتى وإن لم يغتصبوا الأرض المباركة، أرض الإسراء والمعراج، فكيف وقد اغتصبوها وفسدوا وأفسدوا، وانتهكوا الحرمات والمقدسات؟ فكيف تمد لهم يد أو يطمئن لهم قلب؟ إن من يفكر بالصلح معهم من المسلمين يكون غاشاً لربه ولنفسه والمسلمين، ومصيره الخزي في الحياة الدنيا والعذاب الأليم في الآخرة.
هل هو الاعتماد على الغرب وتحركاته السياسية وإرسال المبعوثين، يغدون ويروحون؟
إنَّ من يظن أن في هذا نفعاً لفلسطين يكون واهماً مخدوعاً، هذا مع افتراض حسن النية في من يظن، فكيف بمن يعتمد على الغرب ويواليه، غادراً بأمته، خائناً لقضيته، يداوي عامداً بالتي كانت هي الداء؟ أليس الغرب نفسه هو الذي زرع دولة يهود في فلسطين، وأمدها، وما يزال، بأسباب الحياة الاصطناعية ليستطيع من خلالها، ومن خلال توابعه من العملاء، أن يحفظ مصالحه ويبقي على استعماره ونفوذه في بلادنا، ويستنـزف مقدراتنا؟ فهل كانت توجد دولة يهود أو تستمر لولا الغرب؟ إن السلطة والحكام عندما يلجأون إلى الغرب، ويستقبلون مبعوثيه كوسطاء سياسيين لحل القضية، ويرعون اجتماعاتهم الأمنية، إنما يكونون كالمستجير من الرمضاء بالنار بل هو أدهى وأمر فقد فقدوا الإحساس بالرمضاء والنار فهما عندهم سواء.
هل هو أن نسير مع السلطة والحكام في مساعيهم الرامية إلى الاعتراف بيهود للوصول إلى سلام مزعوم يحقق مصالح أميركا والاتحاد الأوروبي ويهود؟
إن هؤلاء الحكام والسلطة الذين لا يخجلون من أن يستنكروا مقتل يهودي في عملية استشهادية في الوقت الذي تسفك فيه دماء المسلمين صباح مساء، ومع ذلك يستنكرون قتل يهودي ويغضون الطرف عن شهداء المسلمين فلا يحركون جيشاً أو جزءاً من جيش لنصرة فلسطين وأهل فلسطين بل يستنفرون الجيوش لقمع المحتجين على مجازر يهود دون هوادة أو رحمة، إن هؤلاء الحكام والسلطة أمامهم أو وراءهم لا خير فيهم يرتجى، فهم رغم كل ما يصنعه يهود من جرائم يتسابقون على الاعتراف به وتثبيت كيانه: إنهم رغم ما يصيب المسلمين من مآسٍ دامية في فلسطين، وما يجري فيها من أحداث لا أشد ولا آلم، ومع ذلك يقفون موقف المتفرج، ورغم ما يرونه من قضم يهود للقدس بل لفلسطين كلها جزءاً جزءاً، ومع ذلك يعتبرون التفاوض مع يهود نصراً مؤزراً. إن هؤلاء متبر ما هم فيه، شر على فلسطين وأهل فلسطين.
وهكذا فلا يصح أن يكون الموقف هو الصلح مع يهود على ضياع البلاد والعباد، ولا السير في ركاب الغرب والعمالة له والغدر للأمة والخيانة للقضية، وليس هو كذلك التنسيق مع السلطة والحكام في تقزيم فلسطين إلى أجزاء متناثرة هنا وهناك في غزة والضفة، بل هو كما يقول الله سبحانه: ( öNèdqè=çFø%$#ur ß]øxm öNèdqßJçGøÿÉ)rO Nèdqã_Í÷zr&ur ô`ÏiB ß]øxm öNä.qã_u÷zr& 4 ). إنَّ يهود أعداء لله ولرسوله والمؤمنين، وفلسطين كلها من نهرها إلى بحرها مروراً بقدسها، أرض إسلامية لا فرق فيها لجزء احتل في 48 أو جزء احتل في 67 بل الواجب إعادتها كاملة إلى ديار الإسلام والقضاء على كيان يهود المسخ في فلسطين.
وبعد كل هذا وذاك:
ألم يَأْنِ لأهل التفاوض أن يدركوا جريمة ما صنعوا وما يصنعون؟
ألم يأن لهم أن يدركوا أن تبعيتهم للغرب وتقربهم من يهود لن يزيدهم إلا ذلاً واحتقاراً عند يهود؟
ألم يأن لهم أن يدركوا أن التنازل ليهود عن معظم فلسطين بل وعن كل فلسطين، لن يجعلهم يكسبون وداً عند يهود فالخانع الذليل لا يحترمه عدو ولا صديق.
ألم يأن لهم أن يدركوا أن فلسطين لن يعيدها مفاوضات ولا مساومات بل هي كما حررها صلاح الدين بسواعد المؤمنين وطهرها من رجس الصليبيين فكذلك سيحررها جند المسلمين، الزاحفون إلى فلسطين، تظلهم راية الإسلام، ويقودهم خليفة المسلمين بضربات تنسي يهود وساوس الشيطان، فهم (لن يضروكم إلا أذى وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون) وعندها يفرح المؤمنون بنصر الله. أما أولئك اللاهثون وراء التفاوض مع يهود فلن يجنوا إلا خزياً فوق خزي في الدنيا وعذاباً فوق عذاب في الآخرة.
إن ما جرى ويجري في فلسطين لعبرة لأهل التفاوض لو كانوا يعقلون، فهل يعقلون؟
2001-09-11