رؤيـة لمعالجـة قضـية دينـار الذهـب لدولة الخـلافة
2001/08/11م
المقالات
1,868 زيارة
وصلت لـِ « الـوعـــي» المقالة التالية حول تحويل العملات الحالية إلى ذهب وفضة عند قيام دولة الخـلافة بإذن الله، وقد سبق لـِ « الـوعـــي» أن نشرت مقالات حول الموضوع نفسه للإخوة القراء، ومن الجـدير ذكره أن هذه المقالات بما تحويه من أفكار هي آراء لكاتبيها، وجزاهم الله خيراً على ما بذلوه من دراسة معمقة للموضوع واهتمام بالغ بهذا الأمر الحيوي المتعلق بالنقد في الإسلام.
نسأل الله أن لا يكون ذلك اليوم بعيداً الذي يعلن فيه خليفةُ المسلمين الأحكامَ الشرعيةَ المتعلقة بالسياسة النقدية التي يتبناها حول اتخاذ الذهب والفضة نقداً للدولة وحول معالجة العملات المحلية الموجودة.
==============================================
في بداية نقاش هذا الموضوع يجدر بالمرء أن ينظر إلى ما حوله في العالم ومدى العمل الدؤوب من دول الكفر عامة في سبيل وضع العراقيل أمام نهضة الدولة الإسلامية على كافة الصعد من اقتصادية وحربية وإنمائية.
على هذا يجب على كل فرد في هذه الأمة الإسلامية دراسة كل شيء مهما كان صغيراً أو كبيراً حتى يتسنى له الإحاطة بكل المكائد التي ستعمل عليها كافة أمم الأرض ضده وضد دولته منذ بداية نشوئها وخلال مراحل نموها:
في حال قيام الدولة الإسلامية عليها معالجة قضية الأموال الورقية الموجودة في حوزة رعاياها بالتالي:
المباشرة أولاً بسك دينار ـ يسمى ـ (دينار واحد لدولة الخـلافة) بما توفر لدى الدولة حيث قامت الخـلافة وما يلحق بها من دولة أخرى على أثر تخطي هذا الأمر تعمل دولة الخـلافة على استقطاب الجيوش العاطلة عن العمل من شباب هذه الأمة وتبدأ بتوزيع الأراضي الزراعية عليهم مجاناً وإعطائهم كل ما يلزم من أدوات زراعية وحبوب وتمديد خطوط الري في كافة مناطق الدولة وطرق للوصول إلى تلك المواقع وفي نهاية كل سنة تشتري محصول تلك الحقول المترامية الأطراف من المزارعين ومن ثم تبيعها للرعاية تغطي بذلك احتياجات الأمة من المواد الأساسية.
كذلك تعمل الدولة على إدخال وتحديث الزراعة من جلب الخبراء الزراعيين وخبراء وفنيين لتحديث كافة المصانع التي تنتج الأدوات المكملة للدورة الزراعية. ذلك البرنامج لربما يستغرق ثلاث سنوات يرافق هذه الخطة خطة مبرمجة تعليمية لكافة أبناء الرعية في العلوم والتكنولوجيا والإلكترونيات والاستعانة بنخبة من الأساتذة العالميين من كافة قطاعات العلوم.
كذلك يرافق عمل دولة الخـلافة أثناء تلك الفترة تنمية القدرات الإنتاجية من الصناعة الحربية وتطوير الصناعة الميكانيكية للأسلحة كافة وصناعة ماكينات الصناعة كافة على مستوى عال جداً من التطور.
بعد قطع تلك المراحل تبدأ بصياغة موضوع الأموال التي يتداولها أبناء الرعية.
في خلال ثلاث السنوات السابقة من عمر دولة الإسلام يجب أن تعمل دولة الإسلام على الاكتفاء الذاتي بالقدر الذي تستطيع معه الصمود.
على أن كل ما يلزم من خارج الدولة تستورده الدولة الإسلامية بناءً على طلب التجار وتبيعه للتجار بكلفة الاستيراد وتعمل على دفع ثمن تلك البضائع بالعملة المتداولة عند الدولة المستورد منها. بذلك تكون الدولة قد عملت على التخلص مما يحمله التاجر من عملة ورقية خارجية، من ثَمَّ يقوم التاجر ببيع تلك السلعة إلى الرعية بدينار دولة الخـلافة التي ستكون بإذن الله قد اشتد عودها وأصبح لديها احتياط من الذهب يكفي لدفع أجور الإداريين والموظفين وكافة قطاعات الأمة بالدينار.
وأما إذا كان لدى التاجر عملة ورقية وهي لا تصرف إلا في البلد المنتج لها فإن الدولة تعطي الرعية القيمة المقابلة لها من الذهب محسوباً فيها كلفة إنتاج الذهب من المناجم وتقوم الدولة بإتلافها لاحقاً.
وفي خلال السنوات الثلاث السابقة تقوم الدولة وتشتري ما يلزم من سلع ضرورية خارجية بما تمتلكه الرعية والدولة من عملات خارجية وتعمل على إشعار أبناء الأمة بذلك من خلال التوعية المستمرة في تلك الفترة وحث جميع أفراد الرعية لتتخلص من تلك الأموال الورقية خلال مدة السنوات الثلاث.
وفي أثناء تلك الفترة تبيع الدولة الإسلامية النفط الموجود لديها بالذهب الخالص، وكل ما يلزم الدول الأخرى من خامات من دولة الإسلام. بناءً على هذه السياسة تكون الدولة الإسلامية قد تخلصت من كافة الأموال المتداولة بين أبناء هذه الأمة من خارجية وداخلية.
إلى جانب هذه الأمور المتداولة تقوم الدولة باستخراج وفتح كافة مناجم الذهب الموجودة لديها والعمل بها مدة أربع وعشرين ساعة يومياً على مدار ثلاث السنوات لتحصل على أكبر كمية من الذهب.
وفي خلال ثلاث السنوات تعمل الدولة على استبدال ما يريد أبناء الأمة استبداله من أموال ورقية خارجية وإعطائهم مقابل ذلك ذهباً بسعر السوق على أن تحتفظ بتلك الأموال لدفع ما يلزم من ضروريات تخص دولة الخـلافة من دول العالم.
قد يقول قائل إن الذهب له قيمة فعلية مطلقة وإن الأوراق التي أخذت من الرعية ليست لها قيمة وقيمتها كلفة الورقة المتمثلة بها، إن هذا صحيح، ولكن القيمة هنا في هذه الورقة هي تغطية قيمة السلعة المشتراة بها من الخارج في حين أن القيمة الفعلية للدينار الإسلامي هي كلفة استخراجه من عمال وأدوات ونقليات وسك.
من هنا فإن على المسئولين في دولة الإسلام وضع خطة في خلال السنوات الثلاث تلك لإيجاد دور فعال في الموازين المالية العالمية لدينار الخـلافة الإسلامية بحيث إن كل ما يدخل دولة الخـلافة من ذهب عالمي يذوب فوراً ويسك بشعار دولة الخـلافة. على أثر ذلك تكون الدولة قد أوجدت لها مكان الصدارة الدولية المالية في العالم المالي لأن القيمة الشرائية للدينار الإسلامي في الدولة والعالم أجمع تكون ثابتة عند الصرف خارج نطاق دولة الخـلافة على كافة العملات الورقية، وتعلم دولة الإسلام الدولة الطالبة للنفط تسديد الفواتير النفطية بالدينار الإسلامي، ويكون إعطاء النفط أولاً بأول لمن يملك الدينار الإسلامي ولا بأس أن يرسل المشتري الفاتورة النفطية بالذهب المتداول في العالم إذا كان سبائك أو قطع ذهبية.
هذا الإجراء سيحمي الدينار الإسلامي لدولة الخـلافة، والله أعلم، على مدى قرون بهذه السياسة الفعالة لحماية القوة الشرائية لدينار دولة الخـلافة في كل المجالات وذلك على مستوى الفرد والدول والشركات والمصانع والبنوك وكافة القطاعات الموجودة بين الأمم وسيكون الدينار الإسلامي بإذن الله القوة الشرائية العالمية التي ستعمل على زوال الدولار من العالم الذي تتداوله كافة شعوب الأرض الآن.
إن هذه السياسة النقدية ستكون صفعة للسياسة الأميركية التي أوجدتها إدارة نيكسون السابقة حينما حولت أميركا النقد العالمي من نقد ذهبي إلى نقد ورقي وتمثل ذلك بجعل الدولار يعطي قيمة الذهب بينما كان العكس هو الصحيح، وستزول هذه السياسة النقدية الأميركية بحول الله وقوته عند بزوغ فجر الخـلافة إن شاء الله.
في نهاية هذه الرؤية نقول:
إن الله قد وهب هذه الأمة ـ النفط ـ والذهب وخيرات كثيرة لا تزال في باطن الأرض. فما على هذه الأمة إلا أن تخلص لله في تعاملها مع تلك النعمة المهداة من رب العباد وإن الله عز وجل هو الذي يمن عليها بالرزق وسعة الحيلة وسيفتح لها الآفاق العظام لقيادة العالم إلى النور الذي وعدها به الله عز وجل. ونسأله تعالى أن يقرب إلينا النصر بخلافته في الأرض ويعزنا بعزته ويمدنا بقوة من عنده إنه هو القادر على كل شيء.
قال تعالى: (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون)
محمد عارف (أبو إسلام)
2001-08-11