العِصِيُّ الغليظة مرفوضة أما الرفيعة فهي مقبولة
2001/06/11م
المقالات
1,525 زيارة
العقوبات الذكية على العراق التي تفرضها دولة الظلم «والبلطجة» تعاطت معها بعض الدول العربية بالترحاب بوصفها لا تؤذي الشعب العراقي المسلم حسب زعمهم. هذا الموقف تكرر في مناسبات كثيرة نذكر منها ما يلي:
حينما قُصف العراق قبل عام ونصف بصورة مكثفة لمدة أربعة أيام قبيل حلول شهر رمضان المبارك قامت التظاهرات في مختلف العواصم العربية وحرقت أعلام أميركا وهاج «الشارع العربي» كما يسمونه، فخففت أميركا القصف المكثف ولجأت إلى القصف الانتقائي من حيث الزمان والمكان، ولا تزال تمارس هذا القصف وتمارس الحصار، ولا أحد يحتج أو يتظاهر.
مثال آخر: حينما قتل اليهود الطفل محمد الدرة هاج الشارع العربي وماج، ثم انطفأت حرارة الهياج وبقيت إسرائيل تقتّل الأطفال حتى هذه الساعة، ولا من يستنكر أو يحتج. وحينما قتلت الطفلة إيمان حجو بنت الأربعة شهور استنكر الإعلام العربيُّ اللسانِ قَتْلَ طفلة عمرها شهور، أي أنه لو كان عمرها أكبر لسكتنا ولما استنكرنا. مثال آخر: حينما قامت دولة الغدر والإجرام باستعمال طائرات حربية من طراز «اف 16» قامت الدنيا عند بعض الزعماء وبعض وسائل إعلامهم الناطقة بالعربية فقال كبيرهم: «واحد يرمي طوبة (حجر) تقصفه بطائرة اف 16 غير معقول أنا لا أدافع عن الفلسطينيين» كلامه هذا يعني أننا لا نستغرب استعمال الطائرات المروحية والدبابات والبوارج والسيارات المفخخة واصطياد الناشطين من الجو بالمروحيات، لكن استعمال طائرات اف 16 الأميركية الصنع غير مقبول إطلاقاً.
أرأيتم أسوأ من هذا المنطق وأحط منه ؟! هكذا هو إعلامكم، وزعماؤكم، وهذه أسباب طمع عدوكم فيكم. ولولا هؤلاء السماسرة لما تفاقمت المصائب وازداد طمع الأعداء اليهود والأميركان والروس والإنجليز والفرنسيين. إن أوضاعنا الحالية لا تسر إلا الأعداء ويتمنون بقاءها وينفقون أموالهم لكي تبقى.
لو أحس هؤلاء الحكام أن الأمة تحاسب على كل صغيرة وكبيرة وتقوم بواجبها الشرعي في المحاسبة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لما تمادوْا في غيّهم وطغيانهم، ولكنهم يعرفون أن الغالبية مخدَّرة أو مغيَّبة أو لامبالية فطمعوا وطمَّعوا الأعداء، فحصل ما حصل مما نحن فيه من مصائب. ولكن ذلك لن يدوم بإذن الله .
2001-06-11