شرف قيام الليل لا يعطى للعصاة
2012/07/11م
المقالات
4,817 زيارة
شرف قيام الليل لا يعطى للعصاة
-
قال رجل لإبراهيم بن أدهم رحمه الله: إني لا أقدر على قيام الليل، فصف لي دواء؟ فقال: لا تعصِه وهو يقيمك بين يديه في الليل، فإن وقوفك بين يديه في الليل من أعظم الشرف، والعاصي لا يستحق ذلك الشرف.
-
قال سفيان الثوري رحمه الله: حرمت قيام الليل خمسة أشهر بسبب ذنب أذنبته.
-
وقال رجل للحسن البصري رحمه الله أعياني قيام الليل. فقال: قيدتك خطاياك.
-
قال ابن عمر رضي الله عنهما: أول ما ينقص من العبادة: التهجد بالليل، ورفع الصوت فيها بالقراءة.
-
قال عطاء الخرساني رحمه الله: إن الرجل إذا قام من الليل متهجداً أصبح فرحاً يجد لذلك فرحاً في قلبه، وإذا غلبته عينه فنام عن حزبه (أي عن قيام الليل) أصبح حزيناً منكسر القلب كأنه قد فقد شيئاً، فقد أعظم الأمور له نفعاً (أي قيام الليل).
-
قال سعيد بن المسيب رحمه الله: إن الرجل ليصلي بالليل، فيجعل الله في وجهه نوراً يحبه عليه كل مسلم، فيراه من لم يره قط فيقول: إني لأحُب هذا الرجل!!
-
قيل للحسن البصري رحمه الله: ما بال المتهجدين بالليل من أحسن الناس وجوهاً؟ فقال: لأنهم خلوا بالرحمن فألبسهم من نوره.
-
صلى سيد التابعين سعيد بن المسيب رحمه الله الفجر خمسين سنة بوضوء العشاء، وكان يسرد الصوم.
-
كان شريح بن هانئ رحمه الله يقول: ما فقد رجل شيئاً أهون عليه من نعسة تركها! (أي لأجل قيام الليل).
-
قال ثابت البناني رحمه الله: لا يسمى عابد أبداً عابداً، وإن كان فيه كل خصلة خير حتى تكون فيه هاتان الخصلتان: الصوم والصلاة، لأنهما من لحمه ودمه!!
-
قال طاووس بن كيسان رحمه الله: ألا رجل يقوم بعشر آيات من الليل، فيصبح وقد كتبت له مائة حسنة او أكثر من ذلك.
-
قال سليمان بن طرخان رحمه الله: إن العين إذا عودتها النوم اعتادت، وإذا عودتها السهر اعتادت.
-
قال يزيد بن أبان الرقاشي رحمه الله: إذا نمت فاستيقظت ثم عدت في النوم فلا أنام الله عيني.
-
أخذ الفضيل بن عياض رحمه الله بيد الحسين بن زياد رحمه الله فقال له: يا حسين: ينزل الله تعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا فيقول الرب: كذب من ادَّعى محبتي، فإذا جنَّه الليل نام عني؟!! أليس كل حبيب يخلو بحبيبه؟! ها أنا ذا مطلع على أحبائي إذا جنَّهم الليل، غداً أقر عيون أحبائي في جناتي.
-
قال ابن الجوزي رحمه الله: لما امتلأت أسماع المتهجدين بمعاتبة (كذب من أدعى محبتي، فإذا جنه الليل نام عني) حلفت أجفانهم على جفاء النوم.
-
قال محمد بن المنكدر رحمه الله: كابدت نفسي أربعين عاماً (أي جاهدتها وأكرهتها على الطاعات) حتى استقامت لي!!.
-
كان ثابت البناني يقول: كابدت نفسي على القيام عشرين سنة!! وتلذذت به عشرين سنة.
-
كان أحد الصالحين يصلي حتى تتورم قدماه فيضربها ويقول: يا أمّارة بالسوء ما خلقتِ إلا للعبادة.
-
كان العبد الصالح عبد العزيز بن أبي روّاد رحمه الله يُفرش له فراشه لينام عليه بالليل، فكان يضع يده على الفراش فيتحسسه ثم يقول: ما ألينك!! ولكن فراش الجنة ألين منك!! ثم يقوم إلى صلاته.
-
قال الفضيل بن عياض رحمه الله إذا لم تقدر على قيام الليل وصيام النهار فاعلم أنك محروم مكبل، كبلتك خطيئتك.
-
قال معمر: صلى إلى جنبي سليمان التميمي رحمه الله بعد العشاء الآخرة فسمعته يقرأ في صلاته: (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) حتى أتى على الآية (فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا) فجعل يرددها حتى خف أهل المسجد وانصرفوا، ثم خرجت إلى بيتي، فما رجعت إلى المسجد لأؤذن الفجر، فإذا سليمان التميمي في مكانه كما تركته البارحة!! وهو واقف يردد هذه الآية لم يجاوزها (فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا).
-
قالت امرأة مسروق بن الأجدع: والله ما كان مسروق يصبح من ليلة من الليالي إلا وساقاه منتفختان من طول القيام!! وكان رحمه الله إذا طال عليه الليل وتعب صلى جالساً ولا يترك الصلاة، وكان إذا فرغ من صلاته يزحف (أي إلى فراشه) كما يزحف البعير!!
-
قال مخلد بن الحسين: ما أنبته من الليل إلا أصبت إبراهيم بن أدهم رحمه الله يذكر الله ويصلي إلا أغتم لذلك، ثم أتعزى بهذه الآية (ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ).
-
قال أبو حازم رحمه الله: لقد أدركنا أقواماً كانوا في العبادة على حد لا يقبل الزيادة!! .
-
قال أبو سليمان الدارني رحمه الله: ربما أقوم خمس ليال متوالية بآية واحدة، أرددها وأطالب نفسي بالعمل بما فيها!! ولولا أن الله تعالى يمن علي بالغفلة لما تعديت تلك الآية طول عمري، لأن لي في كل تدبر علماً جديداً، والقرآن لا تنقضي عجائبه!!.
-
كان السري السقطي رحمه الله: إذا جن عليه الليل وقام يصلي دافع البكاء أول الليل، ثم دافع ثم دافع، فإذا غلبه الأمر أخذ في البكاء والنحيب.
-
رأى معقل بن حبيب رحمه الله قوماً يأكلون كثيراً فقال: ما نرى أصحابنا يريدون أن يصلوا الليلة.
-
قال مسعر بن كدام رحمه الله حاثاً على عدم الإكثار من الأكل:
وجدت الجوع يطرده رغيف وملء الكف من ماء الفرات
وقل الطعم عون للمصلي وكثر الطعم عون للسبات
-
قال الفضيل بن عياض رحمه الله: أدركت أقواماً يستحيون من الله في سواد هذا الليل من طول الهجعة!! إنما هو على الجنب، فإذا تحرك (أي أفق من نومه) قال: ليس هذا لك!! قومي خذي حظك من الآخرة!!.
-
قال هشام الدستوائي رحمه الله: إن لله عباداً يدفعون النوم مخافة أن يموتوا في منامهم..
-
قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله: أفضل الأعمال ما أكرهت إليه النفوس.
-
عن أبي غالب قال: كان ابن عمر رضي الله عنهما ينزل علينا بمكة، وكان يتهجد من الليل، فقال لي ذات ليلة قبل الصبح: يا أبا غالب: ألا تقوم تصلي ولو تقرأ بثلث القرآن، فقلت: يا أبا عبد الرحمن قد دنا الصبح فكيف اقرأ بثلث القرآن؟!! فقال إن سورة الإخلاص (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) تعدل ثلث القرآن.
-
كان أبو إسحاق السبيعي رحمه الله يقول: يا معشر الشباب جدوا واجتهدوا، وبادروا قوتكم، واغتنموا شبيبتكم قبل أن تعجزوا، – فإنه قلّ ما مرّت عليّ ليلة إلا قرأت فيها بألف آية!!.
-
كان العبد الصالح عبد الواحد بن يزيد رحمه الله يقول لأهله في كل ليلة: يا أهل الدار انتبهوا!! (أي من نومكم) فما هذه (أي الدنيا) دار نوم، عن قريب يأكلكم الدود!!.
-
قال محمد بن يوسف: كان سفيان الثوري رحمه الله يقيمنا في الليل ويقول: قوموا يا شباب!! صلوا ما دمتم شباباً!! إذا لم تصلوا اليوم فمتى؟!!
-
دخلت إحدى النساء على زوجة الإمام الأوزاعي رحمه الله فرأت تلك المرأة بللاً في موضع سجود الأوزاعي، فقالت لزوجة الأوزاعي: ثكلتك أمك!! أراك غفلت عن بعض الصبيان حتى بال في مسجد الشيخ (أي مكان صلاته بالليل) فقالت لها زوجة الأوزاعي: ويحك هذا يُصبح كل ليلة!! من أثر دموع الشيخ في سجوده.
-
قال: إبراهيم بن شماس كنت أرى أحمد رحمه الله يحي الليل وهو غلام.
-
قال أبوم يزيد المعَّنى: كان سفيان الثوري رحمه الله إذا أصبح مدَّ رجليه إلى الحائط ورأسه إلى الأرض كي يرجع الدم إلى مكانه من قيام الليل!!.
-
كان أبوم مسلم الخولاني رحمه الله يصلي من الليل فإذا أصابه فتور أو كسل قال لنفسه: أيظن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن يسبقونا عليه، والله لأزاحمنهم عليه حتى يعلموا أنهم خلفوا بعدهم رجالاًّ!! ثم يصلي إلى الفجر.
-
رأى أحد الصالحين في منامه خياماً مضروبة فسأل: لمن هذه الخيام.!! فقيل هذه خيام المتهجدين بالقرآن!! فكان لا ينام الليل!!.
-
كان شداد بن أوس رضي الله عنه إذا دخل على فراشه يتقلب عليه بمنزلة القمح في المقلاة على النار!! ويقول اللهم إن النار قد أذهبت عني النوم!! ثم يقوم يصلي إلى الفجر.
-
كان عامر بن عبد الله بن قيس رحمه الله إذا قام من الليل يصلي يقول: أبت عيناي أن تذوق طعم النوم مع ذكر الله.
-
قال الفضيل بن عياض رحمه الله: إني لأستقبل الليل من أوله وما قضيت نهمتي (أي ما شبعت من القرآن والصلاة).
-
لما احتضر العبد الصالح أبو الشعثاء رحمه الله بكى فقيل له: ما يبكيك؟! فقال: إني لم أشتفِ من قيام الليل!!
-
قال الفضيل بن عياض رحمه الله: كان يقال: من أخلاق الأنبياء والأصفياء الأخيار الطاهرة قلوبهم، خلائق ثلاثة: الحلم والإنابة وحظ من قيام الليل.
-
كان ثابت البناني رحمه الله يصلي قائماً حتى يتعب، فإذا تعب صلى وهو جالس.
-
قال السري السقطي رحمه الله: رأيت الفوائد ترد في ظلم الليل.
-
كان بعض الصالحين يقف على بعض الشباب العبّاد إذا وضع طعامهم، ويقول لهم: لا تأكلوا كثيراً، فتشربوا كثيراً، فتناموا كثيراً، فتخسروا كثيراً!!.
-
قال حسن بن صالح رحمه الله: إني أستحي من الله تعالى أن أنام تكلفاً (أي اضطجع على الفراش وليس بي نوم) حتى يكون النوم هو الذي يصير عني (أي هو الذي يغلبني)، فإذا أنا نمت ثم استيقظت ثم عدت نائماً فلا أرقد الله عيني!!.
-
كان العبد الصالح سليمان التميمي رحمه الله هو وابنه يدوران في الليل في المساجد، فيصليان في هذا المسجد مرة، وفي هذا المسجد مرة، حتى يصبحا!!.
وأخيراً أخي الحبيب قم الليل، ولا تحرم نفسك من الأجر، وأختم لك بهذا الحديث، قال r: «من قام بعشر آيات لم يُكتب من الغافلين، ومن قام بمائة آية كُتب من القانتين، ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين» (رواه أبو داوود وصححه الألباني) والمقنطرين هم الذين لهم قنطار من الأجر.
بشير الخلافة القامة
2012-07-11