يا شامُ أَنْتِ دَوَاءُ الجُرحِ فانْتَفِضِيْ
أبو عبدو الحلبي
اللهُ أكبَرُ هَذي الشامُ تَنْتَصِرُ |
رُغْمَ الصّعابِ ورُغْمَ أنْفِ مَنْ نَخَرُوا |
|
رُغْمَ القيودِ ورغْمَ البطشِ صامدةٌ |
كَشَوكَةٍ آذتْ حُلوقَ مَنْ كَفروا |
|
رُغْمَ الكلابِ ورغْمَ أنفِ عصابةٍ |
تَزْهُوْ بِفِعْلَتِهَا كَأَنَّهَا تَتَـرُ |
|
أُمّاهُ صَبْراً إنَّ الصبحَ مُنْبَلِجٌ |
رغْمَ الذئابِ ورغْمَ كُلِّ مَنْ غَدَروا |
|
أُمّاهُ صَبْراً قَدْ لَبَّيْتُ أَمَانَتِيْ |
فَسَامِحِيْنِيْ إذا نادانيَ القَدَرُ |
|
أُمّاهُ صَبْراً إنَّ الشامَ عِّزتُنا |
بُشْراكِ بُشْراكِ إنَّ القيدَ مُنْكَسِرُ |
|
أُمّاهُ عَهْداً إنَّ الدِّينَ مَنْصورٌ |
وعائدٌ يوماً تاريخُهُ العَطِرُ |
|
اللهُ أَكْبَرُ هذيْ الشامُ عائدةٌ |
تُعيدُ تاريخَ أُمَّةٍ لها سِيَرُ |
|
مِنْ حِمْصِها عادَ عَمْرُوْ الخيرِ وخالدٌ |
وسَعْدُ أنصارٍ أتى كذا مُضَرُ |
|
ومِنْ دمشقَ أُسُوْدُ الحقِّ شامخةٌ |
تُعْليْ اللواءَ ونارُ الغَيْظِ تَسْتَعِرُ |
|
ومِنْ حَماةَ حُماةُ المجدِ قَدْ هَتَفُوا |
بأنَّ مَنْ يَتْبَعِ القرآنَ مُنْتَصِرُ |
|
جُرْحُ الخلافةِ غائرٌ يُعَذِّبُنا |
أَغْرى الكلابَ بِعِرْضِنا فلا عُمَرُ |
|
جُرْحُ الخلافةِ مُرٌّ ليسَ يُذْهِبُهُ |
إلا أميرٌ يُعِيْدُ الحَقَّ يَنْتَصِرُ |
|
يا شَامُ أَنْتِ دَوَاءُ الجُرحِ فانْتَفِضِيْ |
زُنَّارَ نارٍ على الكُفَّارِ لا تَذَرُ |
|
يا شَامُ عُدنا نَدُكُّ الظُّلْمَ نَسْحَقُهُ |
بِعَزْمِنا واصْطِفافُ الغَرْبِ مُنْدَحِرُ |
|
واسْمَعْ صَفِيْقَاً بِذُلِّ العُهْرِ يا نَجِسَاً |
مِنْ جَوْفِ قَصْرِكَ صَوْتُ الحَقِّ مُنْفَجِرُ |
|
مِنْ جَوْفِ قَصْرِكَ ذُلُّ العَارِ مُنْدَحِرٌ |
فَاسْمَعْ يا بَطَّةً عَرْجاءَ تَحْتَضِرُ |
|
سَنَجْعَلُ الأَرْضَ أَرْضَ الشَّامِ جَنَّتَنَا |
وَاخْلُدْ بِنَارِكَ يا كَذَّابُ يا أَشِرُ |
|
اللهُ أَكْبَرُ قَبْلَ الغَيْثِ غَمَامَةٌ |
رَبَّاهُ عَجِّل لَنَا مَا نَحْنُ نَنْتَظِرُ |
|
خِلافَةً تَجْمَعُ الأَقْطَارَ قَاطِبَةً |
وَدَوْلَةً يَهْنَا بِعَدْلِهَا البَشَرُ |
|
اللهُ أَكْبَرُ هَذِيْ الشَّامُ دَوْلَتُنَا |
فِيْهَا العُقَابُ وفِيْهَا النَّصْرُ والظَّفَرُ |