مؤتمر نسائي لتعزيز نظام الخلافة… مظلة أمان للنساء
2012/07/11م
المقالات
1,866 زيارة
نشرت صحيفة المدينة السعودية بتاريخ 23/03/2012م مقالة للدكتورة نورة خالد السعد نوهت فيها بمؤتمر نسائي عالمي عقدته شابات حزب التحرير في تونس في 10 مارس-آذار 2012م وكان لافتاً لها من زوايا متعددة كلها إيجابية. وقد تكلمت بكلمات صادقة تمثل رأياً عاماً لدى المسلمات الواعيات، ليس في بلاد الحرمين فحسب بل في كل بلاد المسلمين. والوعي تنشر هذه المقالة بهدف نشر المزيد من الوعي.
مؤتمر نسائي لتعزيز نظام الخلافة… مظلة أمان للنساء
نظمت نساء حزب التحرير الإسلامي في تونس من يوم السبت 17 ربيع الثاني الموافق 10 مارس-آذار الحالي مؤتمراً دولياً تحت عنوان “الخلافة نموذج مضيء لحقوق المرأة ودورها السياسي” شاركت فيه حوالى 500 امرأة من دول عربية وأوروبية وآسيوية.
وشهد هذا المؤتمر غياباً كلياً للحضور الرجالي. فقد اختارت منظِّمات المؤتمر مبدأ عدم الاختلاط حتى تصل الرسالة وتتجسد المواقف في إطارها الأصلي.
وقد استهل المؤتمر بعرض شريط وثائقي بعنوان “العالم يحتاج إلى الإسلام إلى حد كبير” حيث عرض أهم سيناريوهات ثورات الربيع العربي، وجسد تحركات الغضب في مختلف أنحاء العالم المطالبة بإسقاط الأنظمة وزعمائها العرب ونظرائهم الغرب.
هذا وطرح الشريط إشكالية التعاطي الديمقراطي مع حريات المرأة وإفرازاته السلبية على العالم من تفكك أسري، والحرية المثلية الجنسية.
وحسب ما نشر عنه أن السيدة نسرين نواز المسؤولة عن العلاقات الإعلامية في حزب التحرير ذكرت لوكالة الأنباء فرانس برس أن: “هذا المؤتمر هو حدث غير مسبوق. فالنساء المسلمات يجتمعن ليقلن إنهن لا يردن الحياة في ظل الأنظمة الديمقراطية العلمانية والليبرالية”. وقالت: نريد نظام الخلافة الذي أثبت تاريخياً أنه النظام القادر على ضمان مستقبل أفضل للمرأة المسلمة، متحدثة عن انتهاك الكرامات، والعنف الممارس بحق النساء، وتفكك النموذج العائلي في المجتمعات الغربية.
وقد كان هناك بث مباشر لفعاليات المؤتمر على موقع في شبكة الإنترنت تابعت شخصياً بعضاً منها، ولفت نظري الحضور المكثف للنساء وجميعهن محجبات بحجاب فضفاض، والبعض لابسات عباءات ومنقبات. وهذا كان مؤشراً ممتازاً، بالطبع لم يعجب الجهات العلمانية المسؤولة عن الإعلام العربي؛ لهذا كانت التغطية عن المؤتمر شبه غائبة، بينما لو كان مختلطاً وبإشراف الأمم المتحدة أو أحد مندوبيها في مناطقنا العربية لوجدنا التغطية المباشرة والمكثفة، والمتابعة اليومية خصوصاً إذا كانت حرم الحاكم ترعاه في دولتها مثلاً!!.
وشارك في هذا المؤتمر سياسيات وكاتبات وأكاديميات وصحفيات ومعلمات وقائدات مجتمع وممثلات لمنظمات نسائية وغيرهن من المفكرات وصانعات القرار من جميع أنحاء العالم ليقدمن رؤية مفصلة عما يعنيه قيام دولة الخلافة القائمة على تشريع الله بالنسبة لمكانة وحياة وحقوق المرأة. وشاهدت المشاركات شريطاً وثائقياً أكد أن “العالم يحتاج إلى الإسلام إلى حد كبير”.
وتوالت صور الشريط الذي يعرض ثورات الربيع العربي وتظاهرات قمعت في أوروبا. وتساءل الشريط “أي حريات يقدمها النظام العلماني الغربي: حرية التفكك الأسري؟ حرية المثلية الجنسية؟… وينتهي بصور فرسان على صهوة أحصنتهم يحملون رايات الإسلام داعياً إلى الخلافة حلًا.
وقد علقت الدكتورة نسرين نواز عضو المكتب المركزي لحزب التحرير قائلة: “إن هذا الحدث الذي لم يسبق له مثيل، والذي سيجمع النساء من كل أنحاء العالم ليعبرن فيه عن رغبتهن العارمة بالعيش في ظل حكم الخلافة، سوف يدحض الأقاويل الغربية التي عفا عليها الزمن والتي تدعي أن المرأة المسلمة ترفض الحكم الإسلامي”. وهي ترى أن الثورات العربية أتاحت فرصة تاريخية للعمل الجاد في إيجاد تغيير حقيقي في العالم العربي والإسلامي، وبالتالي تشكيل مستقبل مليء بالكرامة والازدهار للجميع، رجالاً ونساءً، مسلمين وغير مسلمين. ومع ذلك، فإن هذا التغيير الحقيقي يتطلب أكثر بكثير من مجرد الكفاح للفوز بعدد قليل من المقاعد الرمزية في البرلمانات الجديدة، أو مناصب رمزية في الحكومات، أو حتى الحقوق الهامشية في الدساتير الجديدة. فعندما يرتفع سقف التوقعات بالنسبة لإيجاد التغيير بالتأكيد لن يصبح تسوّل بعض فتات الخبز مقبولاً. ثم توضح أن “إيجاد ثورة حقيقية لضمان رفاهية المرأة يتطلب توفير خطة سياسية واقتصادية شاملة للتغيير، مع وضع إستراتيجية واضحة لكيفية ضمان كرامة وحقوق المرأة السياسية والاقتصادية والتعليمية والقانونية، وإن دولة الخلافة هي التي تستطيع تحويل هذه الانتفاضات إلى تغيير حقيقي للمرأة في العالم الإسلامي. ولا يمكن بناء مستقبل مليء بالكرامة والازدهار بالاعتماد على العلمانية والليبرالية والديمقراطية المجرَّبة، وقد أثبتت جميعها فشلها في وضع حد لازدياد نسبة العنف والتحرّش الجنسي والاغتصاب، وكذلك في معالجة مشاكل الفقر والأمية المنتشرة والاستغلال الجنسي والقهر الذي تتعرض له ملايين النساء في الأنظمة العلمانية الليبرالية في جميع أنحاء العالم”.
وأشارت الشابات المشاركات في المؤتمر إلى أن الخلافة تضمن للنساء حق العمل والمشاركة السياسية حتى لو أن مهمتهن الأساسية تكمن في تربية الأطفال والحفاظ على تماسك الأسرة.
كما أن الخلافة في نظرهن لا تلغي الانتخابات، وأن خليفة المسلمين سيكون من أكبر علماء الإسلام الموجودين.
في المقابل أكدت جميع الحاضرات أن “المرأة لا ينبغي أن تكون خليفة”!! وهذا التوجه يخالف بالطبع مطالبات (اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة).
وقالت ممثلة حزب التحرير الإندونيسي عفة رحمة لوكالة فرانس برس: إن “العالم المسلم اليوم في مفترق الطرق يبحث عن إجابة والخلافة هي الجواب الأمثل..”
هذا المؤتمر قبل أن ينتهي قوبل بهجوم -كالعادة ممن لا يريد أن يكون الإسلام هو النظام الحاكم لتسيير أمور الحياة-فقد علقت إحداهن عليّ أنه “من المهم وقبل إثارة بعض نقاط الاستفهام التي ستبقى عالقة في الأذهان حول أهداف وأبعاد هذا المؤتمر يفترض أن نسال من الذي يموّله؟؟ وأن هذا التوجه الذي ينادي به المؤتمر يثير التساؤل!!” وتقول أيضاً: “كثيرة إذاً هي الرسائل التي أطلقها مؤتمر نساء حزب التحرير، وكثيرة أيضاً هي الأسئلة الملحة التي فرضها في الأذهان في ظل هذه المرحلة الانتقالية الحساسة التي تتطلع أنظار التونسيين فيها إلى تحقيق الأهداف المنسية التي اندلعت من أجلها ثورة الكرامة. فالتوجيهات والدعوات العلنية التي انتهى إليها البيان الختامي للمؤتمر جديرة بالتوقف عندها لوضع بعض النقاط التي سقطت عن الكثير من الحروف التي باتت تحتاج إلى أكثر من توضيح من جانب مختلف الأطراف التي عملت على تنظيم هذا المؤتمر، وتحملت مسؤولية التمويل من سفر وإقامة وحملات دعائية وغيره!! ” ترى لو كان هذا المؤتمر بإشراف ورعاية لجنة المرأة في الأمم المتحدة ولتمرير أجندتها، فهل سيثار السؤال عمن يموّل هذه المؤتمرات.
أكاديمية وكاتبة
2012-07-11