ذِكرَى الخِلاَفَة
2001/03/11م
المقالات
1,657 زيارة
ذِكْرَى الخِلاَفَةِ في الأَعْمَاقِ تُشْجِينَا
رَوَابِطٌ بَيْنَ مَاضِيهَا وَحَاضِرِنَا
مَلاَمِحُ الْمَجْدِ في الأَودَاجِ دَافِقَةً
تَحَرَّكَتْ رَايَةُ التَّوْحِيدِ خَافِقَةً
تَسَنَّمَتْ وَعَلَتْ فَوْقَ العُلُوِّ مَدىً
بَوَارِقٌ لَمَعَتْ حَتَّى أَضَاءَ لَهَا
صَوَافِنُ الْخَيْلِ إِذْ تُورَى سَنَابِكُهَا
جُنُودُنَا في الوَغَى أُسْدٌ ضَرَاغِمَةٌ
الغَرْبُ أَجْمَعُهُ جِسْمٌ وَمُهْجَتُهُ
يُسَاوِمُونَ وَإِنَّا مَا نُسَاوِمُهُمْ
يَا وَيْحَهَا طُغْمَةً تُبْدِي الوَلاَءَ لَهُمْ
تَسَاقَطَتْ في خَرِيفِ الغَدْرِ ذَابِلَةً
قَضَاءُ لَيْلِهِمُ مَعْ بِنْتِ خَابِيَةٍ
يُمَسِّكُونَ بِدَعْوَى لاَ خَلاَقَ لَهَا
مَاذَا بِهِمْ حَيْثُ صَارَ الْمَاءُ مُشْكِلَةً
إِنَّا نَبِيتُ بِلاَ رَيٍّ وَلاَ شَبَعٍ
إِنَّ الذِي فَتَحَ اسْلاَمْبُولَ تَوْطِئَةً
تُرَى أَنُدْرِكُهَا أَوْ نَسْتَظِلُّ بِهَا
بَنَاتُنَا وَبَنُونَا يَنْعُمُونَ بِهَا،
السَّيْفُ مَفْخَرَةٌ وَالنَّصْرُ مَكْرُمَةٌ
قَالَ الرَّشِيدُ مَقَالاً سَطَّرَتْهُ لَنَا
مِنْ فَوْقِ بَغْدَادَ إِذْ مَرَّتْ سَحَائِبُهَا
القُدْسُ مَا شَأْنُهَا هَلْ أَصْبَحَتْ عَرَضاً
بِالأَمْسِ أَسْلَمَهَا الفَارُوقَ بَطْرَكُهُمْ
وَبِالجِهَادِ صَلاَحُ الدِّينِ أَرْجَعَهَا
مَوَاقِفٌ خَطَّهَا عَبْدُ الْحَمِيدِ لَنَا
تُفَاوِضُونَ عَلَيْهَا، لاَ أَبَا لَكُمُ،
تُقَدِّمُونَ لَهُمْ أَرْضاً مُبَارَكَةً
هذِي ذُكَاءُ تَغُضُّ الطَّرْفَ مُطْرِقَةً
تَبْكِي الخِلاَفَةَ مُذْ غَابَ الجِهَادُ بِهَا
سَبْعُونَ عَاماً مَضَتْ سَوْدَاءَ قَاتِمَةً
إِنَّ السُّيُوفَ لَفِي أَغْمَادِهَا سَئِمَتْ
يَوْمَ الكَرِيهَةِ تَزْدَانُ الأَكُفُّ بِهَا،
لَبَّيْكِ بُوسْنِيَّةً مَذْعُورَةً صَرَخَتْ
نُصِرْتِ أُخْتَاهُ لَمَّا هَبَّ مُعْتَصِمٌ
وَاليَوْمَ نَرْقُبُهَا في بُكْرَةٍ وَضُحىً
لَبَّيْكِ هذَا إِمَامُ الْمُسْلِمِينَ أَتَى
اليَوْمَ يُكْرِمُنَا رَبُّ البَرِيَّةِ إِذْ
|
|
وَعَبْرَةُ الشَّوْقِ جَالَتْ في مَآقِينا
ولُحْمَةٌ بَيْنَ مَاضِينَا وَآتِينا
وَأَسْطُرُ النَّصْرِ خُطَّتْ مِنْ مَوَاظِينا
نَشْوَانَةً تَتَهَادَى في أَعَالِينا
يَحْكِي الشُّمُوخُ شُمُوخاً عَبْرَ مَاضِينا
فَجْرٌ تَدَفَّقَ مِنْ أَقْبَاسِ حِطِّينا
قَدْحاً بِصُمٍّ صِلاَبٍ في دَيَاجِينا
وَفي الجِوَاءِ إِذِ انْقَضَّتْ شَوَاهِينا
نَفْطٌ تَفَجَّرَ ثَرّاً في بَوَادِينا
إِلاَّ عَلَى دَمِهِمْ يَجْرِي بِوَادِينا
وَيُنْذِرُونَ بِوَيْلٍ مَنْ يُوَالِينا
وَتَنْزَوِي في بَيَانَاتِ الْمُضِلِّينا
في حِضْنِ غَانِيَةٍ أَضْحَى لَهُمْ دِينا
حَضَارَةُ الغَرْبِ في الأَوْحَالِ تُرْدِينا
هَلْ جَفَّتِ الأَرْضُ أَمْ شَحَّتْ غَوَادِينا ؟
وَفي الغَدَاةِ رَغِيفُ الْخُبْزِ يُعْيِينا
لِفَتْحِ رُومَا قَرِيباً سَوْفَ يَأْتِينا
وَقَدْ حَطَطْتُ رِحَالِي في الثَّمَانِينا ؟
خِلاَفَةٌ مِنْ عَوَادِي البَغْيِ تَحْمِينا
وَيَا لَهَا مِنَّةً مِنْ فَضْلِ بَارِينا
صَحَائِفُ الْمَجْدِ إِعْلاَماً وَتَبْيِينا
خَرَاجُهَا مِنْ أَقَاصِي الأَرْضِ يَأْتِينا
مَطْرُوحَةً في مَزَادِ البَيْعِ تَهْوِينا ؟
وَثِيقَةً خَطَّهَا عَهْداً وَتَأْمِينا
أَعْطَى الصَّلِيبَ دُرُوسَ الْحَرْبِ تَلْقِينا
لَمْ يُبْدِ وَهْناً وَلاَ ضَعْفاً وَلاَ لِينا
قَوْماً مُسُوخاً وَأَنْجَاساً مَلاَعِينا
بَيْعاً بَتَاتاً وَتَسْلِيماً وَتَمْكِينا
عِنْدَ الطُّلُوعِ وَإِنْ غَابَتْ فَتَبْكِينا
وَعُطِّلَ الشَّرْعُ وَانْدَكَّتْ مَبَانِينا
مَآتِمٌ قَدْ أُقِيمَتْ بَيْنَ أَهْلِينا
حَزِينَةً طَالَمَا تَشْكُو فَتُشْجِينا
بِهَا نُصولٌ وَنَرْتَادُ الْمَيَادِينا
يَا مَنْ يُلَبِّي نِدَاءَ الْمُسْتَغِيثِينا
دَكَّ العُدَاةَ وَأَضْحَوْا في الأَذَلِّينا
خِلاَفَةً بَعْدَ ذُلِّ العَيْشِ تُحْيِينا
وَرَاءَهُ جَحْفَلٌ يُرْدِي أَعَادِينا
تَعْلُو العُقَابُ اتِّسَاقاً في رَوَابِينا
فتحي سليم
|
2001-03-11