تلاعب الدول الكبرى في مصير العالم
2001/02/11م
المقالات
1,722 زيارة
ـ شاهد الناس خلال الثلث الأخير من شهر كانون الثاني 2001م سقوط جوزيف إسترادا رئيس جمهورية الفلبين. وقالت وسائل الإعلام الموجّهة إن سبب سقوطه هو تورطه في الفساد، وإذا ثبت ذلك قضائياً فسوف يحكم عليه بالسجن المؤبد.
ـ وشاهدوا أيضاً المظاهرات الصاخبة التي ضمت عشرات الآلاف في شوارع العاصمة الفلبينية (ممن يسمونهم بالمعارضة) يطالبون بإسقاط إسترادا. وقالت الصحف إن الجيش والفقراء والمعارضة أسقطوا إسترادا.
ـ من الأسئلة التي ترد في ذهن من يشاهد ويسمع هذه الأخبار السؤال التالي:
هل إسترادا هو الفاسد الوحيد في هذا العالم المتخلف، خاصة وأن عمره في السلطة لا يتجاوز بضع سنوات، وهناك من يملك خبرة في الفساد تتراوح بين 30ـ40 عاماً ولم يفكر أحد في قلعهم.
ـ ألا يوجد فقراء وعسكر في بلادنا من طولها إلى عرضها، إذا كان الفقر والعسكر وحدهما يكفيان لإسقاط الحكام ؟!
ـ الفساد في قاموسهم هو كلمة حق يراد بها باطل، فإن إسترادا كان فاسداً قبل قرارهم بقلعه، ولكن عندما انتهى دوره في حماية مصالحهم أعلنوا فساده وقلعوه كما قلعوا ماركوس وكما خلعوا سوهارتو بنفس التهمة والحجة، فالحاكم يفسد ويفسد ويعربد ويعربد ولا شيء في ذلك عند أسياده فإذا انتهى دوره في تنفيذ مصالحهم واقتضى الأمر خلعه أعلنوا فساده وخلعوه، فالتهمة جاهزة، ولكنها تطال أناساً وتتجاهل آخرين، هكذا أراد المخطِّط القابع في عواصم القرار، وطالما قالوا في صحفهم أسقطه العسكر والفقراء فمن المعروف لمن يدين العسكر بالولاء. هذا هو مصير العملاء عند انتهاء أدوارهم وعند عدم صلاحيتهم لإكمال هذه الأدوار من قبل أسيادهم، فهل يعتبرون ؟!
ـ لا بد أن يَستفيق أهلنا من مسلمي العالم الإسلامي على ألاعيب دول الكفر، ويعيدوا الحق إلى نصابه، ويقطعوا اليد التي تُفسد واليد التي تسكت على المفسدين ممن يتلاعبون بمصير مئات الملايين من البشر q
2001-02-11