هكذا تجند وكالة المخابرات الأميركية العلماءَ والزعماء
2003/11/10م
المقالات
1,686 زيارة
هكذا تجند وكالة المخابرات الأميركية العلماءَ والزعماء
من المقرر، أن يصدر في الأسواق، في شهر تشرين الأول، كتاب جديد، للمحقق الصحفي رولاند كيسلر، الذي ألّف عدة كتب عن وكالة المخابرات الأميركية (سي أي إي)، ومكتب التحقيقات الاتحادي (إف بي أي). وهذا الكتاب يحمل اسم (سي أي إي في حالة حرب)، ويفصّل فيه صاحبه أنشطة التجسس في العراق، التي دعمت الغزو في آذار الماضي، للإطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين.
يفيد كتاب جديد أن وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي أي إي)، دفعت لعلماء دين، وأوجدت زعماء إسلاميين وهميين لمواجهة المشاعر المعادية للولايات المتحدة في العالم العربي.
وفي الكتاب، ذكر كيسلر أنه أجرى حديثاً مع مدير المخابرات المركزية جورج تينيت، في أيار الماضي، وأجرى لقاءات مع مسؤولين أميركيين آخرين. وقدمت المخابرات أغلب الصور المستخدمة في الكتاب. وقال تينيت، في الكتاب: «في الإسلام، كما في أديان أخرى يمكن لأي شخص أن يقول إنه زعيم ديني… لذلك فإلى جانب دفع أموال لعلماء دين، أوجدت (س أي إي) علماء دين مزيفين، ليصدروا فتاوى تحث العراقيين على عدم مقاومة القوات الأميركية، دون أن يحدد الدول التي جرى فيها ذلك.
وأضاف أن المخابرات المركزية زرعت كاميرات تصوير صغيرة، لرصد تحركات صدام حسين وولديه، ومسؤولين آخرين، ومراقبة وضع القوات العراقية، والمنشآت التي يشتبه بأنها تتعلق بأسلحة الدمار الشامل.
وتضمن الكتاب توضيحاً للاحتياطات التي اتخذتها (سي أي إي) لتجنب وقوع خطر كبير قبل الحرب، يتمثل في أن ينسف صدام آبار النفط. وقال المؤلف إن عملاء المخابرات والقوات الخاصة الأميركية دفعوا أموالاً للحرس العراقي الذي يحمي الآبار لقطع أسلاك أجهزة التفجير بعد بدء الحرب.
وللاتصال بالعملاء العراقيين أعطتهم (سي أي إي) أجهزة هاتف، تعمل بالأقمار الاصطناعية، مخبأة في بنادق وأجهزة حاسوب محمولة مزودة ببرامج مخبأة في ألعاب كمبيوتر، ورسوم بيانية يمكنها إرسال وتلقي وثائق.
وقال كيسلر أن (سي أي إي) استخدمت ضباط مخابرات، من دول عربية، منها الأردن وسوريا ومصر، للتسلل إلى داخل صفوف القاعدة، وتطوير عمل المخابرات، وزرع الشكوك بين أعضاء التنظيم ليقتل بعضهم بعضاً.
(الوعي): يبدو أن الكاتب والكتاب من أنشطة المخابرات المركزية الأميركية، ودعاية هي في حاجة إليها، بعد أن اهتزت مصداقيتها، ولكن ما يجدر قوله إن تجنيد العملاء من العلماء والزعماء هو عمل أساسي من أعمال المخابرات بعامة. وعلى المسلمين أن ينتبهوا لمواقف وتصريحات الزعماء لا ليثبتوا عمالتهم، فهؤلاء لو لم يكونوا كذلك لما وصلوا إلى الحكم أصلاً، ولكن ليحددوا الجهة التي يتعاملون معها. أما العلماء، فإن مواقفهم وتصريحاتهم المؤيدة لأميركا، أو خطبهم التي تمنع من مقاومتها، أو التي تبرر الاحتلال، أو التي تشارك في أعمال الأميركيين، أو التي تطلب من الأميركيين شيئاً من مثل فرض الأمن، أو تأمين المعيشة، أو محاربة البطالة… فإن هؤلاء، إن لم يكونوا علماء عملاء مأجورين حقيقة، فهم علماء يخدمون أميركا بالمجان، ونحن لا نتكلم عن علماء من داخل العراق فقط، وإنما علماء من خارجه أيضاً .
2003-11-10