دارُ الخلافةِ تحتَ نارِ الصليب
2004/01/10م
المقالات
1,841 زيارة
دارُ الخلافةِ تحتَ نارِ الصليب
بغداد عاصمة الخلافة العباسية، فهي شقيقة المدينة المنورة، ودمشق، وإسلام بول، وعواصم الخلافة جميعها. حملت لواء الخلافة قروناً تذود عن الإسلام والمسلمين، وتحمل دعوته إلى العالم.
واليوم يصبّ الصليبُ نار حقده المحرقة وقذائفه المدمّرة عليها، بغداد تتطلع الآن وتترقب فجر الخلافة التي مرّ على إلغائها نحو ثمانين سنة، لأنه وحده الذي سيبدّد ظلام الاحتلال ويغسل عار التخاذل والخيانة، ويرفع لواء التحرير والفتح من جديد لتعود بغداد مع أخواتها إلى الرحلة الخالدة والمسيرة المظفّرة.
أين اللواءُ، على بغدادَ، منشورُ
أين الخلافةُ في بغدادَ تحرسُها،
وصرحُها شامخٌ في الأُفْقِ هامتُه
أين الرشيدُ، وخليلُ الفتحِ راقصةٌ
دارُ السلامِ، وشمسُ المجد ساطعةٌ
والنخلُ، في الضفةِ الخضراءِ، باسقةٌ
وجنّةُ الكرخِ، والأنهارُ جاريةٌ
دارٌ تتيهُ بتاريخٍ، به شَرُفَتْ
كأنها من ضياءٍ راح يَغْمُرُهَا
|
|
والسيفُ، في قبضةِ المنصورِ، منصورُ
من الصناديد، أبطالٌ مغاويرُ
بعزمة الحِقْدِ والإيمان معمورُ
زَهْوا،ً فيهتز كلبُ الروم نقفورُ
في وجنتيكِ، وسفْرُ المجدِ مسطورُ
وأفْقُكَ الرَّحْبُ بالأنوارِ مغمورُ
والطيرُ تمزَحُ، والولدانُ والحورُ
خُطا الزمانِ، وهابَتْهُ الأعاصيرُ
من طلعةِ الفجر للدنيا تباشيرُ
|
@
|
@
|
@
|
واليوم تجتاح أمريكا مرابِعَها
حربٌ صليبيةٌ، تطفئُ جهنمُها
ودجلةُ العزِّ دمعٌ ثاكلٌ ودمٌ
كأنما عاد «هولاكو» فليس بها
والمسلمون على ذلٍّ يحيطُ بهمْ
لا يشعرون بوخز الهونِ في دمُهم
كأنهم، وسياطُ الذلِّ تُلهبُهم،
والحاكمُ المستبدُ الوغدُ ذو صلفٍ
عبدٌ يرى نفسَه المعبودَ وهو على
تضجُّ من حوله الأبواقُ صاخبةً
والناس من خلفه أيدٍ مصفِّقةٌ
يصول في الشعب نمروداً، وفي يده
يا للملايين أجزاءً مبعثرةً
أوطانُها لذئاب الأرضِ مزرعةٌ
|
|
ونابُها الفاتكُ العِربيدُ مسعورُ
يمدُّها من لهيبِ الحقدِ تسعيرُ
والشاطئُ الحلْوُ بالنيرانِ مسجورُ
إلا دمارٌ وتحريقٌ وتدميرُ
من ظلمةِ الليلِ والأوهام، دَيجُورُ
كأنما دمهم ثلجٌ وتخديرُ
أنغامُ حرْثٍ على أعناقها النيرُ
ببهرجٍ من بريق الزيفِ مسحورُ
كرسيِّهِ شامخٌ كالطودِ مغروز
ويهتفُ الإفكُ والبُهتانُ والزورُ
تقفو خطاه، وتطبيلٌ وتزميرُ
سيفٌ من البطشِ، فوق الهامِ مشهورُ
كأنها الرملُ، في البَيْداءِ منثورُ
للغرب تُجْبَى، وهم فيها نواطيرُ
|
@
|
@
|
@
|
ثوروا على البغي أحراراً ولاَ تهِنُوا
هذي البلادُ غزاها كلُّ طاغيةٍ
فعادَ وهو يجرُّ العارَ منهزماً
قد جاء يحسَبُ أن النصرَ في يدهِ
يا أمةَ الفتحِ ما زلنا نَحِنُّ إلى
هزّي الرفاةَ، لعل المجدَ منبعثٌ
ووجه بغدادَ وضّاءٌ، ودجلَتُها
ورايةٌ لبني العباس خافقةٌ
وللخلافةِ في أعناقِ أمتِنا
غداً تعود، وشمسُ الحقِ مشرقةٌ
وخيلُها بجنودِ الفتحِ زاحفةٌ
للحق ِ عزٌّ، وللأيامِ مفخرةٌ
تاريخُها ليس في أسفار نهضتِهِ
ومنهجُ اللَّهِ بالقسطاطِ منهجُها
|
|
فليس دون الجهادِ الحرِّ تحريرُ
نشوانَ بالغيِّ والعدوانِ مخمورُ
كأرنبٍ راح يعدو وهو مذعورُ
ثمَّ أنثنى وهو مخذولٌ ومدحورُ
ركبٍ، عليه لواءُ الفتح منشورُ
وحَرفُه، في جبين الشمس، محفورُ
والروضُ يَنْفَحُ طيباً والأزاهيرُ
في ظلها سارَ مهديٌّ ومنصورُ
عهدٌ على ذِمَمِ الأحرارِ مبرورُ
وللمآذنِ تهليلٌ وتكبيرُ
والليلُ يُمْحَى، ودينُ اللَّهِ منصورُ
وللطواغيتِ تحطيمٌ وتكسيرُ
إلا بناءٌ وتشييدٌ وتعميرُ
والأمرُ شورى، وشرعُ اللَّه دستورُ q
|
@
|
@
|
@
|
|
|
بشير الفجر
|
2004-01-10