رياض الجنة: قطع الحبال مع الجاهلية
– أخرج أبو نُعيم في الحلية، عن ابن شوذب، قال: جعل أبو أبي عبيدة بن الجرّاح يتصدّى لابنه رضي الله عنه يوم بدر، فجعل أبو عبيدة يحيد عنه، فلما أكثر قَصَده أبو عبيدة فقتله، فأنزل الله تعالى فيه هذه الآية، حين قتل أباه: (لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [المجادلة 22].
– أخرج ابن أبي شيبة، عن أيوب، قال: قال عبد الرحمن بن أبي بكر (رضي الله عنهما) لأبي بكر: رأيتك يوم أحد، فصدفت عنك. فقال أبو بكر: لكني لو رأيتك ما صدفت عنك.
– أخرج ابن إسحاق، عن نبيه بن وهب… أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أقبل بالأسارى، فرّقهم بين أصحابه، وقال: «استوصوا بهم خيراً». قال: وكان أبو عزيز بن عمير، أخو مصعب،.. في الأسارى. قال أبو عزيز: فمرّ بي أخي مصعب بن عمير، ورجل من الأنصار يأسرني، فقال: شدّ يدك به، فإن أمه ذات متاع، لعلها تفديه منك!… قال له أبو عزيز: يا أخي، هذه وصاتك بي؟! فقال له مصعب: إنه أخي دونك…
– وأخرج ابن سعد عن الزهري، قال: لما قدم أبو سفيان ابن حرب المدينة، جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يريد غزو مكة، فكلمه أن يزيد في هدنة الحديبية، فلم يُقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام، فدخل على ابنته أم حبيبة (رضي الله عنها)، فلما ذهب ليجلس على فراش النبي صلى الله عليه وسلم، طوته دونه، فقال: يا بنية، أرغبت بهذا الفراش عني، أم بي عنه؟ فقالت: بل هو فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنت امرؤ نجس. فقال: يا بنية، لقد أصابك بعدي شر.
– ذكر ابن هشام، عن أبي عبيدة، وغيره من أهل العلم بالمغازي، أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لسعيد بن العاص رضي الله عنه: إني أراك كأن في نفسك شيئاً، أراك تظن أني قتلت أباك، إني لو قتلته لم أعتذر إليك من قتله، ولكني قتلت خالي العاص بن هشام بن المغيرة، فأما أبوك فإني مررت به، وهو يبحث بحث الثور برَوْقه (بقرنه)، فحدت عنه، وقصد له ابن عمه علي فقتله. كذا في البداية. وزاد في الاستيعاب والإصابة: قال له سعيد بن العاص: لو قتلته، لكنت على الحق، وكان على الباطل؛ فأعجبه قوله .