أميركا والفتنة
الفتنة في اللغة: الابتلاء، والامتحان، والاختبار. والفَتْن: الإحراق، ويسمى الصائغ الفتان، وكذلك الشيطان. والفتنة: القتل. والفتنة: ما يقع بين الناس من قتال.
الفتنة المقصودة هنا هي ما تخطط له دولة الاحتلال الأميركي، في سعيها لإغراق العراق في بحر من الدماء بين أهله من مختلف الطوائف، ويعاونها في مخططها القذر بعض الدول العربية، وبعض الدول الأعجمية، وهي معروفة جيداً لكل متابع للأحداث التي تجري على أرض العراق المنكوب، هذا إضافة إلى عملاء أميركا من أهل العراق، ومن كل الطوائف، والذين يظهرون للملأ وكأنهم ملكيون أكثر من الملك.
أهداف الفتنة هي: تقسيم أو تفتيت العراق، وإلغاء كل أمل بعودته واحداً موحداً، ثم قتل روح الصمود، والرد على المحتل، وتيئيس أبناء الأمة من كل المحاولات التي يقوم بها بعض المخلصين من أبنائها للتغيير، أو طرد المحتلين من بلادنا. ومن أهدافها أيضاً منع قيام وحدة حقيقية بين أبناء الأمة، حتى أمد بعيد إذا استطاعوا.
انعكاسات الفتنة التي يخططون لها قد تطال الدول المجاورة؛ لأن العديد من تلك الدول يتألف من خليط طائفي، ومذهبي، وعرقي، وهو في واقعه امتداد للتنوع الذي كان غير معترف به قبل سقوط بغداد، فجاء المحتل لكي يستثير الغرائز العرقية والمذهبية, ويؤجج المشاعر القبلية التي لا تليق بخير أمة أخرجت للناس.
دور المخلصين من أبناء الأمة كبير وخطير، ويتلخص في تكثيف العمل اللازم لتوعية كل من يستطيع منع إشعال النار في البيت الإسلامي، والضرب على يد اللاعبين بالنار، ونبذهم، وكشفهم للناس، حتى لو كانوا مراجع مهمة، ويتوجب على كل العاملين بإخلاص أن يمارسوا واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مهما كانت الظروف والعقبات. إن صد الفتنة، وطرد المحتل، لا ينفصلان، بل يكمل بعضهما بعضاً، وقد ينجح قلة من المخلصين في رد كيد المحتل إلى نحره بتوفيق الله ونصره إذا صدقت النوايا، ومارس المخلصون دورهم بقوة وثبات على الحق؛ لأن الأمة سوف تلتف حولهم وتؤازرهم، فالنصر صبر ساعة