أصابع أميركية وصهيونية
صدرت سلسلة من الكتب في مصر تحت عنوان (الغزو الفكري في المناهج الدراسية). هذا عنوان السلسلة أما عناوين الكتب فقد جاء عنوان الكتاب رقم 8: (تطوير أم تضليل في التاريخ الإسلامي في عهد الدكتور فتحي سرور)، أما الكتاب رقم 9 فكان تحت عنوان (تطوير أم تضليل في التاريخ الإسلام في عهد الدكتور حسين كامل)، وجاء الكتاب رقم 11 تحت عنوان: (تطوير أم تضليل في مناهج التربية الإسلامية).
الكتاب رقم 8 والكتاب رقم 9 من إعداد مجموعة من الخبراء في مصر وهم: الدكتور جمال عبد الهادي والدكتورة وفاء محمد رفعت، والأستاذ محمد عبد المنعم، والأستاذ لطفي حسن عوض. أما ما ورد في هذه السلسلة من معلومات فهو يدعو إلى القلق الشديد، ويدل على الاستفزاز لك مسلم من قبل السلطة الحاكمة، فما ورد فيها من معلومات مدعمة بالأدلة والأرقام مع ذكر كل آية وكل حديث حذف أو استبدل وكل صفحة حصل فيها العبث والتخريب، وقد رأت «الوعي» أن تطلع قراءها على بعض النُّتف من التخريب الكبير الذي طال مناهج التربية في مصر الكنانة.
تبقى الإشارة أن الكتاب رقم 11 هو من إعداد: الدكتور جمال عبد الهادي (أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة أم القرى سابقاً) والأستاذ محمد عبد الرحمن طبل (مدير مدرسة وعضو نقابة المعلمين بالقاهرة) والأستاذ محمد بدوي (خبير المناهج بوزارة التربية) والأستاذ كامل حمدي عبد الكريم (موجّه التربية الإسلامية واللغة العربية) والأستاذ أحمد محفوظ (موجّه التربية الإسلامية واللغة العربية).
نقلنا في الحلقة السابقة ما ورد في الكتاب رقم 9 الذي يتحدث عن تحريق المناهج في مصر، وفي هذه الحلقة نستعرض مقتطفات مما ورد في الكتاب رقم 8 من تغيير وتحريف.
عنوان الكتاب جاء كما يلي:
تطوير أم تضليل في التاريخ الإسلام في عهد الدكتور فتحي سرور؟
أما عناوين الغلاف الفرعية فهي:
– الادعاء بأن يثرب يهودية ـ وتدريس نصُوص من التوراة المحرفة.
– الرد من المراجع الموثقة ـ وعرض وثائق تثبت التآمر على التاريخ الإسلامي.
وفي التفاصيل جاء ما يلي وذلك صفحة 7:
«تحت اسم التطوير تم حذف التاريخ الإسلامي والسيرة النبوية من مرحلتي التعليم الابتدائي والثانوي بنسبة 100% لصالح تاريخ الفراعنة والتاريخ الوثني القديم، أما التاريخ الإسلامي بالمرحلة الإعدادية فقد ألغي معظمه بعد أن شُوّه وحُرّف».
صفحة 11 ورد ما يلي: «محو اسم فلسطين من خرائط التاريخ والجغرافية وذلك بكتب المواد الاجتماعية «وطني مصر» و«مصر والعالم العربي» طبعة 1988م وغيرهما. وفي الفقرة التالية ورد في الكتاب: «المؤلف يزيّف التاريخ ويدعي بأن يثرب يهودية فقد جاء في بيانات خريطة ص 162 بأن يثرب يهودية، وبذلك أظهر اليهود بأنهم أهل يثرب الحقيقيين وأن لهم حقاً في المدينة المنورة كما فعلوا بفلسطين. وهذا باطل تاريخياً وتزوير لا يخدم إلا مخطط اليهود».
في صفحة 12 جاء ما يلي: «الزعم بأن بيت المقدس كانت عاصمة لدولة اليهود. وهذه مغالطة لتبرير اغتصاب اليهود للقدس. والزعم بأن اليهودية كانت أول ديانة توحيدية بالمنطقة، فأين إذن رسالة نوح عليه السلام ومن جاء بعده من الأنبياء عليهم السلام؟ ثم إظهار سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- بمظهر المغتصب لديار اليهود بالمدينة».
ويورد الكتاب المقرر على طلبة مصر مقتطفات من «نصوص التوراة المحرفة تزيّن باطل اليهود وتخفي سؤْأتهم».
ورد في صفحة 21 ما يلي: «فقد أشار إلى وثيقة «تقرير» من عهد أنور السادات تحت عنوان «مكافحة تسييس الدين أو تديين السياسة» مرفوع من لجنة تسمى «لجنة مكافحة التطرف الإسلامي» مكونة من: حسن التهامي، فكري مكرم عبيد، ووزير الداخلية، ورئيس المخابرات العامة والأمن القومي، ورئيس مباحث أمن الدولة، ورئيس المخابرات الحربية بناء على أمر السادات وقد استعانت اللجنة بآراء شخصيات أخرى منهم خبير الشؤون الإسلامية بالسفارة الأميركية وهو المندوب المقيم في مصر للهيئة المسماة «لجنة التطرف الإسلامي التابعة لوكالة الأمن القومي الأميركية» ومساعد بيجن للشؤون الإسلامية.
وقد استعانت هذه اللجنة كما ورد في المرجع بتقارير منها تقرير الإدارة البريطانية السابقة في العهد الملكي وتقرير السفارة الروسية من سنة 1957م إلى سنة 1970م.
ومما جاء في التقرير: تبين أن تدريس التاريخ الإسلامي للنشء في المدارس بحالته الموجودة والتي تم تطويرها في السنوات الخمس عشرة الماضية لا يزال يربط الدين بالسياسة في لا شعور كثير من التلاميذ منذ الصغر مما يؤدي إلى ظهور معتنقي الأفكار الإسلامية.
وبناء على التقرير صدرت خمس عشرة توصية منها:
1) إعادة النظر في مناهج تدريس التاريخ الإسلامي والدين عامة في المدارس والعمل على تغيير هذه المناهج لربط الدين بالأوضاع الاجتماعية والخلقية وليس بالجانب السياسي مع إبراز مفاسد الخلافة الإسلامية وخاصة زمن العثمانيين.
2) الإسراع في سياسة تطوير الأزهر إلى جامعة كلاسيكية (أي يُشبه الجامعات التي لا تدرس الشريعة) وذلك حتى يتوقف سيل الخريجين من محترفي الدين وحتى يمكن تطوير سلوك وأفكار الأئمة والمدرسين ورجال الدين وإعادة النظر في التكوين الفكري المرتبط بالنظرية الإسلامية القديمة وتسليط الدعاية والإعلام على مجددي ومطوري الدين مثل طه حسين وخلافه».
أما كتاب التاريخ المقرر «للصف الثاني الإعدادي فقد تم حذف موضوع الحروب الصليبية وموضوع جهاد صلاح الدين الأيوبي والسلطان قطز ضد الصليبيين والمغول، وموضوع الدول العربية وقضية فلسطين والصهيونية العالمية».
وقد تم حذف الفقرات التالية من مادة القراءة للصف الثالث الإعدادي 1989/ 1990م.
الفقرة الأولى:
«لما عاد صلاح الدين الأيوبي من بلاد الشام أصابه مرض واشتدت عليه الحُمّى وخلّفتْ وفاتُه خزناً عميقاً في نفوس الكثيرين، وقيل عنه بأن موته أبكى عليه أصدقاءه وأعداءه لما كان يتصف به رحمه الله من روح الدفاع عن الإسلام والمحافظة على بلاد المسلمين».
الفقرة الثانية:
«ما أحوج الأجيال الصاعدة إلى مطالعة النصوص والمصادر التاريخية التي تتناول سيرة مثل هذا القائد البطل العربي المسلم، فمن شأن ذلك أن يحفز الهمم على الاقتداء به والسير على أثره وأثر أمثاله من القادة والأبطال والأعلام الذين كافحوا ونافحوا في سبيل إعلاء شأن الإسلام وترسيخ عقيدته».
كما حذف من منهج النصوص للصف الثاني الثانوي موضوع «بشري باستعادة بين القدس» وموضوع «بطولة صلاح الدين».
أما كتاب الجغرافية للصف الثالث الثانوي (الأدبي) فقد حذفت العبارة التالية «ضُمّ قطاع غزة إلى مصر من الناحية الإدارية، بعد اغتصاب اليهود لأجراء من أرض فلسطين عام 1948م».
أما كتاب الحضارة الإسلامية للصف الثاني الثانوي فقد ورد هذا السؤال الموجه للطلاب: «بِمَ تفسر وجود بعض القبائل اليهودية في يثرب؟»
(يتبع)