هل دفعت أميركا ضريبة سنوية لدولة الخلافة؟
2005/05/08م
المقالات
1,937 زيارة
هل دفعت أميركا ضريبة سنوية لدولة الخلافة؟
في 25/7/1785م استولى المجاهدون المسلمون التابعون لولاية الجزائر، التي تخضع للحكم الإسلامي العثماني، على سفينة تخص الولايات المتحدة في مياه قادش، وهي سفينة القائد (Isaak Stevens) المسماة ماريا التابعة لميناء بوسطن، ثم لقي القائد (O’Brien’ I Dauphin’i) التابع لفلادلفيا بعد مدة قصيرة نفس العاقبة، فقد جلب إلى ولاية الجزائر.
وفي شهري أكتوبر ونوفمبر من العام 1793م استولى المسلمون على 11 سفينة تخص الولايات المتحدة، فأعطى المؤتمر الأميركي للرئيس الأميركي جورج واشنطن صلاحية صرف مبلغ 688.888 دولاراً ذهبياً؛ لإنشاء سفن متينة يمكنها صد هجمات المسلمين الأتراك، وكان ذلك في 27/3/1794م، وتعهد البنسلفاني (Joshua Humphery) بإنشاء هذه السفن، وبفضل المجاهدين الأتراك (كما يذكر المؤرخون) وضع حجر الأساس لتأسيس قوة بحرية، وصناعة سفن للولايات المتحدة.
كان إنشاء أسطول أميركي يمكنه مطاولة ولاية الجزائر يحتاج إلى وقت طويل؛ لذا اتصلت واشنطن بولاية الجزائر وطلبت الهدنة. وبموجب معاهدة 21 صفر الخير 1210هـ الموافق 5/9/1795م، المكونة من 22 مادة باللغة التركية، وقعت أميركا على ما يلي: «تدفع الولايات الأميركية إلى ولاية الجزائر التابعة لدولة الخلافة العثمانية فوراً مبلغ 642 ألف دولاراً ذهبياً، وتدفع لها سنوياً مبلغ 12 ألف ليرة عثمانية ذهبية، وفي مقابل ذلك يطلق سراح الأسرى الأميركيين الموجودين في الجزائر، ولا تتعرض ولاية الجزائر لأية سفينة أميركية، لا في الأطلسي، ولا في البحر الأبيض».
وقع وصدق على المعاهدة جورج واشنطن بنفسه، وبكلر بك حسن باشا من طرق الدولة العثمانية.
عن الأصل الموجود في الأرشيف الأميركي (National Archives of the United States) وترجمة النص إلى الإنكليزية (Hunter miler، Treaties of the United States، واشنطن: 1939 . 1 . 276- 317).
هذه هي المعاهدة الوحيدة التي وقعتها أميركا طوال تاريخ حياتها بغير لغتها، وفي الوقت نفسه هي المعاهدة الوحيدة التي وافقت فيها أميركا وتعهدت خلال تاريخها كله بدفع ضريبة (تسمى سنوية ) لدولة أجنبية .
2005-05-08