المقال التالي نشرته الجريدة الدانمركية (برلنخ تِدِنه) في 13/03/1994 للكاتب جاك دوبرس (عن فرانس برِس). وقد نشرت الصحيفة صورة لليخت «عبد العزيز» وصورة للقصر في ماربيلا في أسبانيا.
وقد رأت «الوعي» أن تنشر ترجمة للمقال ليرى المسلمون كيف يتصرف حكامهم بثروة الأمة، وليرى أهل الحجاز ونجد كيف يبذر حكامهم أموال المسلمين.
وفيما يلي المقال:
حياة ترف في وقت الديْن
السعوديون و(….) وعشرة آلاف أمير وأميرة في مقدمتهم يعيشون حياة بلا هموم ورفاهية لا تصدّق.
ورغم تناقص المدخول فليس هناك، على ما يبدو، ما يشير إلى أن رجال الصحراء الأغنياء عدّلوا أو يفكّرون في تعديل سرعة التبذير.
المملكة العربية السعودية هي الأرض ذات المخزون الخرافي من النفط الغِنى الذي لا يصدق، أما تحت السطح فتكمن الكارثة. وإذا لم تحدث تغييرات جذرية اقتصادية وسياسية فإن السعودية ببساطة تخاطر أن تفلس. كيف وصلت الأمور إلى هذا الحد من التدهور؟
باختصار شديد: منذ سنة 1985 وحتى آب 1993 صرفت السعودية وعلى رأسها فهد وكل الأمراء في المقدمة حولي 132 مليار دولار (مائة واثنين وثلاثين مليار دولار) وهو أكثر مما حصلت عليه السعودية من مداخيل النفط، والمدخول الوحيد للسعودية مصدره النفط. ولكن هذا لا يقلق النخبة السعودية التي ما زالت تسير في الصف الأول في الطريق الخطأ. لم يستطع أحدٌ في العالم أن يجاري السعوديين في الصرف. في صيف هذا العام توجه (…) إلى الريفيرا الفرنسية على ظهر يخته الجديد ـ طوله 170 متراً ومجهز لرفاهية لا تصدّق ـ واسمه «عبد العزيز» ودقائق بعد أن ألقيت المراسي انطلقت 3 سيارات رولز رويس رائعة جديد، انطلقت بـ (…) وأتباعه المقربين إلى (كان).
هنا في (كان) يلعبون الروليت. وبعد سبع ساعات من اللعب الشيخ عيناني قد وضع الرقم العالمي القياسي في الخسارة بالروليت حيث خسر 8,8 مليون دولار. المبلغ جيء به إلى الكازينو في صباح اليوم التالي (…) نفسه له شهرة واسعة في خسارة الملايين بالروليت في لندن. بعد يومين من وصول (…) إلى (كان) وصل أحد أبنائه الذين هم كثيرون جداً (الأمير طلال) على ظهر يخب رجل البناء الأميركي دونالد ترمبس (اليخت طوله 88 متراً اسمه أمير الشرق Princess of East). لقد استأجره طلال مقابل 1,5 مليون كرون دانماركي في الأسبوع. بعد ساعات من وصول اليخت كان أبناء (…) غير المحظوظين قد وقع عندما كان يتزحلق على الماء، وعلى سبيل الشكر دفع الأمير مبلغ 850,000 دولار للمستشفى. هذه الأمثلة تظهر ببساطة كيف تطير الأموال من خزينة السعودية.
الاقتصاديون الغربيون وكذلك السياسيون متفقون على أنه إذا استمر هؤلاء بنسبة الصرف نفسها على أمورهم الخاصة فإنه لابد عند ئذ من القلق. في الحقيقة ليست السعودية وحدها ستصاب في حال حصول الكارثة، بل أنها سوف تصيب العالم الغربي كله بصدمة. المشاكل كبيرة جداً إلى درجة أن البنك الفيدرالي الأميركي قد خفض الحد الرسمي لقدرة السعودية على الاستدانة.
بنك إنكلترا يدرس عمل الشيء نفسه.
لا ضريبة ـ لا نقد.
العائلة المالكة تحكم البلد بلا منازع وبالرغم من كبر المشاكل الاقتصادية ما زال يستثمر في مجالات التعليم والصحة بشكل كبير. للسعودية هناك أشياء كثيرة مجانية مثل الدواء والكهرباء والدراسة والتلفون. وبالطبع ليس هناك ضرائب. وبالمقابل لا يجوز أن يكون هناك أي شكل من أشكال الانتقاد للعائلة المالكة.
(…) 72 سنة ـ يقرر شخصياً أين ومتى وكيف سوف يبني القصور، حيث أن له أكثر من ثلاثين قصر حول العالم.
ولكنه يفضّل ذلك القصر قرب العاصمة حيث يشكل قصره مدينة في مدينة. ومنذ فترة وجيزة خصّ (…) نفسه بطائرة جامبو سعرها 800 مليون، على متن الطائرة هناك نوافير مياه وعشب طبيعي.
إذا نظرنا إلى تاريخ السعودية نجد أنه ما حدث هو شيء مثير للدهشة، حتى نهاية الثلاثينات كان البلد فقيراً جداً وكانت الرياض عبارة عن واحة، أما اليوم فالقصور والفيلات تجعل منها بلداً آخر.
السعودية حصلت على 600 مليار كرونة دانمركي سنوياًن وهذا غير كاف لإبقاء (…) والأمراء والشيوخ على حالهم. هذه السنة يبلغ عجز السعودية 100 مليار كرونة. المتعلمون الليبراليون ليسوا وحدهم ممن يتذمرون فهناك أيضاً الإسلاميون المتطرفون الذين يلومون الدولة ويتهمونها بعمالتها للغرب وأن (…) وعائلته المالكة يصرفون أموالهم هناك بدل صرفها في الدولة. (…) صامت إزاء النقد.
على ما يبدو أن قصة ألف ليلة وليلة سوف تستمر وإذا حدث أن أفلست السعودية فلا يجب علينا أن نتعاطف مع (…) وعائلته والأمراء، فهم لن يجوعوا. وفي الوقت نفسه فقد وضعوا في البنوك الكبيرة حول العالم مبلغ (120) مليار دولار بأسمائهم الخاصة وهذا هو الرقم الرسمي المعلن، أما الرقم غير الرسمي فهو ضعفاً أو ثلاثة أضعاف ذلك.