إني طرِبْتُ على اعتباري شاعراً
|
|
كالــطيرِ بين الزهـرِ والأغصـانِ
|
أفيَطْرَبُ المحزونُ وهْـو مكبـلٌ
|
|
بقيـودِهِ فـي غمـرةِ الأحـزانِ؟
|
حُزني على دار الخلافة إذ خَوَتْ
|
|
وهـوى كيـانٌ شامـخُ الأركـانِ
|
حُزني على الأَوْصالِ كيف تمزَّقتْ
|
|
عَـصَفَتْ بهـا وحشيـةُ العـدوانِ
|
ومن المروءةِ أن أَظـلَّ مساويـاً
|
|
سمتي علـى نسـقٍ مـن الإيمـانِ
|
وزهدت في الدنيا على صوفيَّتـي
|
|
ساعـاتُ ليلـي خلتُهـا كثـوانِ
|
وحَمَلتُ هـمَّ المسلميـن لأنهـم
|
|
أضـحَـوا بـلا راعٍ ولا سلطـانِ
|
ولقد طُعِنَتُ ومعْ سلامـةِ نيتـي
|
|
مـن كــل قـاصٍ مفتـرٍ أو دانِ
|
جمعوا دعاوى الجاهليةِ إذ غَـدَتْ
|
|
موسومــةً بالنقـصِ والبُـطـلانِ
|
قوميـة قـد أنْتَنَـتْ فنكرتُـهـا
|
|
ونبذتُهـا فــي عالَـم النسـيـانِ
|
البعثُ قدَّسهـا وقـد كانـت له
|
|
دينـاً مفضلــةً علـى الأديــانِ
|
هتفوا بتربتهـا وكـان شعارُهُـمْ
|
|
دعـوى مسطَّرَةً علـى الجـدرانِ
|
لكنَّهـم باعـوا العـراقَ خيانـةً
|
|
وتـواطأُوا مـع زمـرةِ الطغيـانِ
|
يا بوشُ غرَّك ما ملكْتَ من القوى
|
|
إنَّ اغـترارَكَ من رؤى الشيطـانِ
|
وَبطِرْتَ فوقَ الأرضِ حـتى خلتَها
|
|
تُصغي فتوقِفُهـا عـنِ الـدَّورانِ
|
ستدور دورتَها وتطحنُك الرَّحـى
|
|
وتبـوءُ بالويـلاتِ والخُـسْـرانِ
|
جئتَ العراق فهل أتيـتَ لنزهـةٍ
|
|
تقضي بها عيـداً مـع الخِـلاَّنِ؟
|
لو كنتَ تعقِلُ لاتَّعظْتَ بما مضـى
|
|
هلاّ ذكـرْتَ هزيمـةَ الرومـان؟
|
هلاّ سألتَ هِرَقْـلَ عـن أيامـه؟
|
|
وسألت قومَ الفرس من ساسـان؟
|
جاء التتارُ إلى العـراق وأمعَنُـوا
|
|
حرقـاً وتقتيـلاً وهـدمَ مبانـي
|
لكنَّ عينَ جَالُوت تروي ما جرى
|
|
نثرت جماجمهـم علـى الكثبـان
|
لكأنمـا التاريـخُ جئـتَ تعيـدُهُ
|
|
قفزَتْ بوجهِـك ثـورةُ البُركـان
|
ووضعتَ رِجْلَكَ في لهيبٍ جاحـمٍ
|
|
وقذفْتَ جندَكَ في لَظَـى النيـرانِ
|
وجنودُك الباغون كيـف تقطَّعـوا
|
|
مِزَقاً، وإن عادوا ففـي الأكفـانِ
|
لولا الخيانـةُ مـا أتيـتَ بلادَنـا
|
|
ولَمَـا دخلـتَ معابـرَ الشطـآنِ
|
لمّـا أراد اللهُ بَـعْـثَ عـذابِـهِ
|
|
لم يحتجِ الزلـزالُ بضـعَ ثـوانِ
|
فارتجَّ قاعُ البحرِ ثـم تعاظَمَـتْ
|
|
أمواجُـهُ يُـنْـذِرْنَ بالطُـوفـان
|
وطغى المحيطُ على البقاعِ بمائِـهِ
|
|
وقضى ألوفٌ من بنـي الإنسـانِ
|
الأتقيـاءُ المخلصـون وضعتَهُـمْ
|
|
في (غوانتنامو) داخلَ القُضبـانِ
|
إن الحضارةَ عندكمْ فـي طيِّهـا
|
|
لَتَنُـمُّ عـن دونيـةِ الحـيـوانِ
|
يا بوشُ ويلَـكَ تـزدري بمحمـدٍ
|
|
موروثُكُـمْ حقـدٌ عـن الكُهَّـانِ
|
عيسـى أخـوه، وأمُّـه صِدِّيقَـةٌ
|
|
وعلـى بـلاغ الوحـي يلتقيـان
|
مَعَ طهرِها وهي البَتُـولُ مُعـاذةً
|
|
ووليدَها مـن نَزْغَـةِ الشيطـانِ
|
عيسى رسولُ الله وهـو بِشـارةٌ
|
|
إنجيلُـهُ صِنْـوٌ مـع الـقـرآنِ
|
حَرَّفْتُمُـوه وقـد ضَلَلْتُـمْ بَعـدَه
|
|
حتى غـدا لفظـاً بغيـرِ معانـي
|
ثم اقترفْتُـمْ بعـد ذلـك نِحْلَـةً
|
|
أُكْذُوبَـةَ التثليـثِ والصُلـبـانِ
|
نحـن الأولـى أدرى بمـا بيَّتَّـهُ
|
|
من مكرِ غـادرةٍ ومـن شَنَـآنِ
|
ومن السياسةِ أننـا سنريـك مـا
|
|
نُنْسيكَ فيـه وسـاوسَ الشيطـان
|
وإذا جنـودُ الله ثَـمَّ تَنَـزَّلَـتْ
|
|
شالَـتْ بحظِـك كفـةَ الميـزانِ
|
فترى الهزائـمَ آخـذاتٍ بعضُهـا
|
|
برقابِ بعضٍ مـع مزيـدِ هَـوَانِ
|
شَهِدَتْ شعوبُ الأرضِ أنكَ مجرِمٌ
|
|
وعلى ضَلاَلِـكَ يشهَـدُ الثَّقَـلانِ
|
لتعاقَبَنَّ بما اقترفْتَ ومـا جَنَـتْ
|
|
يدُك الخبيثـةُ مـن دمِ الصبيـانِ
|
فالذئب لا يرضى الجنايـةَ هـذه
|
|
لو كان حتى في قطيـع الضَّـانِ
|
إن الخلافـةَ قـد أظـلَّ زمانُهـا
|
|
والنصـرُ يأتينـا مـن الرحمـنِ
|
فترى الفوارسَ في ميادينِ الوَغَى
|
|
في الحربِ ينقضُّـون كالعُقبـانِ
|
وترى الأبيَّ يصولُ فوقَ جـوادِهِ
|
|
وترى الكَمِـيَّ موشَّحـاً بسَنَـانِ
|
غاب الخليفةُ واستبـانَ عَوَارُنَـا
|
|
وَسَطَا على الإسلامِ كـلُ جَبَـانِ
|
فلسوف لا يحمي الحِمى إلا فتًـى
|
|
شيـخٌ يطبِّـقُ شِرعـةَ القـرآنِ
|
يأتي الخليفـةُ والكُمَـاةُ تَحُفُّـهُ
|
|
فكأنَّنـا فـي بَيْعَـةِ الـرِضـوانِq
|
|
|
فتحي محمـد سليـم – عـزون
|