تداعيات الحدث أخطر منه
2005/12/07م
المقالات
1,611 زيارة
تداعيات الحدث أخطر منه
l حينما تم تفجير موكب الرئيس رفيق الحريري، في شباط من هذا العام، قال المعلقون بأن مقتله يُعدُّ زلزالاً هزّ لبنان وجوار لبنان. وبدأت اللجان الدولية تحقق لمعرفة الفاعلين، والمحرضين، والمخططين، تحت شعار «كشف الحقيقة» حقيقة من اغتال الحريري.
l إلا أن الدول الكبرى، وعلى رأسها أميركا وفرنسا وبريطانيا، لا يهمها من نفّذ الجريمة بقدر ما يهمها استثمار الحدث، كلٌّ لأهداف قد لا تلتقي مع أهداف غيره. فما تريده أميركا غير الذي تريده فرنسا وبريطانيا، وما تريده فرنسا غير الذي تريده أميركا وفرنسا وهكذا…
l أميركا لا تريد أن تخسر لبنان بعد أن صارعت الجميع عشرات السنين لكي يبقى في فلكها، ويُخطئ من يظن أنها كانت غائبة عن لبنان طيلة السنوات السابقة، وأنها جاءت فقط بعد مغادرة القوات السورية لأراضيه، فهي من صَنَعَ اتفاق الطائف، وأخذت منه ماتريد، وأبعدت الدول الأخرى المتنافسة معها، وهي تسعى الآن لاستغلال الاغتيال والتحقيقات لاستمرار الإمساك بالورقة اللبنانية، ثم السورية، ومنع فرنسا أو بريطانيا من استثمار الحدث، كلٌّ لمصلحته.
l أما فرنسا فقد وجدت الأجواء المناسبة لاستغلال الحدث لكي تعيد لبنان إلى الأيام الغابرة ولو على حساب النفوذ الأميركي أو الإنجليزي، وهي تملك من الأوراق السياسية ومن الزعماء ما يجعلها واثقة من حصة كبيرة داخل لبنان لا تقل عن حصة أميركا إن لم تكن أكثر.
l أما بريطانيا فهي تطمع في استثمار الحدث لإحداث زلزال داخل لبنان وداخل سوريا؛ لأن عينها لم تغب عن سوريا منذ عقود مضت، وهذه فرصتها لإحداث اهتزازات لا يعرف إلا الله مداها وصداها.
l أما أهل الفقيد ومناصروه فهم يأملون في معرفة الفاعلين بغض النظر عن التداعيات والاستثمارات، وكأن لسان حالهم يقول: نريد معرفة الفاعل أما استغلال الكشف عن الجريمة فهو شأن غيرنا، ولا يد لنا فيه، ولا نستطيع منع المستغلّين، فهل تطبق حسابات الحقل على حساب البيدر؟
2005-12-07