الصراع الدولي
2006/01/06م
المقالات
1,807 زيارة
الصراع الدولي
l الصراع الدولي له عدة أوجه، ويتجسد في عدة أماكن، لكنه لا يُرى بوضوح سوى لفئة من الساسة المتعمقين والمتابعين. وهو يختلف عن «الحرب الباردة» التي كانت تطلق على الصراع الثنائي بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، أو بين حلف وراسو والحلف الأطلسي.
l الصراع الذي يدور الآن في العالم الإسلامي وفي مناطق عديدة منه هو صراع طابعه دولي، ومن هنا يأخذ أشكالاً حادة في أماكن، وأشكالاً أقل حدة في أماكن أخرى، وما يجري في العراق ولبنان يشكل نموذجاً لهذا الصراع الذي يبدو وحيد القطب في النظرة السطحية للأحداث، بينما هو متعدد الأوجه في واقعه، حيث تتصارع القوى الدولية الشريكة في تجمعات يظنها البعض متآلفة وهي غير ذلك.
l إن أميركا وفرنسـا وبريطانيا وروسـيا يضمها مجلس الأمن، وهي دول دائمة العضوية، والدول الثلاث الأولى أعضاء في الحلف الأطلسي، لكن هذه الدول تتصارع دولياً على النفوذ في مناطق شتى من العالم، وفي المناطق الساخنة بالذات يتصف الصراع بالحدة، وذلك مثل ما يجري في العراق ولبنان، وجنوب شرق آسيا وأفريقيا.
l يتجاهل الإعلام الدولي والإعلام المحلي التطرق لهذا الصراع ويعتّم عليه؛ لكي لا تُفضح هذه المنازعات ويفضح اللاعبون؛ لأن اللعب يتم من خلال حرائق، وحروب أهلية، ومجازر، ومقابر جماعية، وسجون، وتعذيب بالجملة والمفرق، وسجون طائرة في أوروبا. فهذه الدول المجرمة لا تعترف بأنها هي التي أشعلت الحروب لكي لا تُتَّهم بالإرهاب والإجرام.
l وإذا عدنا إلى حرب البوسنة، وألبانيا، ورواندة، ودارفور، والعراق، ولبنان، وأفغانستان، والشيشان، فإننا نجد أن جميع الدماء التي سقطت، والأرواح التي أُزهقت، تتحمل مسؤوليتها تلك الدول المجرمة التي لا ترتوي من دماء المسلمين، وستستمر وتنتقل حتى تتولى الأمة زمام أمورها بيدها، ثم تقطع اليد التي تمتد إليها بسوء.
2006-01-06