كلمة الوعي: وقفة مع حال المسلمين
2000/01/06م
المقالات, كلمات الأعداد
1,984 زيارة
نفتتح بهذا العدد السنة الرابعة عشرة لمجلتنا، ونحن نستقبل شهر رمضان المبارك، الذي كرّمه الله على بقية الشهور، بأن أنزل فيه القرآن الكريم، معجزة نبي هذه الأمة، الذي غيّـر وجه التاريخ، وأخرج الناس من الظلمات إلى النور، وأقام دولة عمّـرت أكثر من ثلاثة عشر قرناً، كانت فيها الدولة الأولى في العالم، إلا في فترات زمنية قصيرة ومتباعدة، وأرسى حضارة لا يزال يشهد العدو قبل الصديق، بعظمتها وسماحتها وتأثيرها في العالم. وما زال هذا القرآن العظيم قادراً على إعادة صياغة الحياة الإنسانية على أساس العبودية لله الواحد الأحد، وعلى قيم الإسلام الرفيعة، وبموجب تشريعاته السامية. فهنيئاً للمسلمين بشهر الرحمات والمغفرة، وهنيئاً للعاملين على بعث أمة محمد من رقادها، وإقالة عثرتها، فهم الغرباء الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : «فطوبى للغرباء». ونود في هذه المناسبة الإيمانية العظيمة أن نسجل الملاحظات الآتية:
l مع التماس هلال شهر رمضان، وهلال شهر شوال، تتكرر الدوامة المحزنة، كل عام، بشأن بدء الصوم، أو الانتهاء منه، ويبدو أن توحيد بدء الصوم، وتوحيد يوم العيد، لا يتم إلاّ بوجود أمير واحد للمسلمين، رأيه نافذ فيهم، وأمره مطاع بينهم.
l ما فتئ أعداء الله يعكرون صفو عبادات المسلمين، ويقتلون فرحة عيدهم، فإخواننا المسلمون في الشيشان يتعرضون لمجزرة وحشية منذ أشهر، ولا ناصر ولا معين لهم إلا الله، وينتظر أهالي غروزني مذبحة رهيبة قد تطال عشرات الآلاف الذين ما زالوا متشبثين ببلدهم الإسلامي، وصامدين في مواجهة عدوهم الروسي، الذي يسومهم القهر والتشريد والتقتيل منذ مئات السنين. وفي العام الماضي، كان إخواننا المسلمون في العراق، يتعرضون للقصف الوحشي من قبل الأميركان والإنجليز. والمسلمون المخلصون يتساءلون بحرقة: أما لهذا الليل من آخِر؟!
l قائمة الذين يتعرضون للحصار الاقتصادي الظالم تكبر، فهناك أهل العراق، وأهل السودان، وأهل الأفغان، وإلى حدّ ما أهل الباكستان وأهل فلسطين، ويشارك في الحصار الدول القائمة في بلاد المسلمين، ألم يحن الوقت، وبمناسبة شهر الرحمة هذا، أن ينقض الحصار، وأن ترفع المعاناة عن إخوتنا المسلمين، لتطمئن نفوسهم في قيامهم بعباداتهم؟! ألم يئن للمسلمين أن يخرقوا الحظر المفروض على إخوانهم رغماً عن تعليمات حكامهم؟!
l ما زال هناك مسلمون يقتتلون في كثير من بلادهم: في الأفغان، وفي الصومال، وفي الجزائر، ألا يكفي هؤلاء ما يفعله بهم أعداؤهم؟! أليس في كل بلد من بلاد المسلمين رجل رشيد، يوقف هذا التقاتل بين أبناء الأمة الإسلامية، ويحل مصدر التنازع؟ فكلهم من أتباع محمد r الذي حذّرهم في خطبة الوداع من التقاتل فقال: «لا ترجعن من بعدي كفاراً يضرب بعضكم وجوه بعض.».
l ويجب في الختام، أن نتذكر إخواننا القابعين في سجون الكافرين والظالمين، في سجون اليهود المغضوب عليهم، وفي سجون أوزبيكستان، والجزائر والعراق وسوريا، ومصر، الذين قاموا من أجل إعزاز دينهم، وتحرير أرضهم الإسلامية، وإعادة أمجاد أمتهم، فهل من تحرك جاد قوي مخلص، يخرجهم من السجون، ويعيدهم إلى أحبائهم، لتكتمل بلقائهم الفرحة بشهر رمضان المبارك.
هذه ملاحظات سريعة نسوقها في بداية هذا الشهر العظيم، وهي وغيرها تذكرنا جميعاً بأن أمتنا الإسلامية بحاجة إلى مضاعفة جهودنا جميعاً، وشحذ هممنا كلنا، من أجل استنقاذ أمتنا مما هي فيه، ومما يخطط أعداؤها لها، ولنتذكر جميعاً، أن الكثير من الانتصارات الحاسمة في تاريخ الإسلام، كانت في رمضان، فلنعمل ليكون هذا الشهر من هذا العام بداية نهاية عذابات المسلمين، وقهرهم وإذلالهم، وبداية فجر جديد لأمة الإسلام (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون)
2000-01-06